نظم مؤخر مخبر الترجمة والمصطلح لجامعة الجزائر، بالاشتراك مع المجلس الأعلى للغة العربية والمكتبة الوطنية، يوما دراسيا حول جهود "أبي العيد دودو" في مجال الترجمة بحضور عائلة المرحوم وأصدقائه وقال عميد كلية الآداب واللغات، مصطفى فاسي، أن الأعمال والأشعار والمذكرات التي تركها أبو العيد دودو، ستصدر عن دار نشر جزائرية· وقال المدير العام للمكتبة الوطنية، أمين الزاوي: "إننا في المغرب العربي لم نستثمر الازدواجية اللغوية في تطوير استراتيجية مدرسة الترجمة"· ودعا الى الاعتناء بأصدقاء الثقافة العربية من الأمريكيين والأروبيين واليابانيين، مثل إخوان روني الذي كانا أبرز المترجمين إلى الأدب العربي، وأشاد بذكاء دودو في الترجمة· وذكر محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن دودو كان بسيطا لا يعرف العقد ويمتاز بالإبداع التلقائي· مضيفا أن المبدع المفكر لا تقاس حياته بما يملك من الماديات، وإنما بما أنتج، وسيبقى دودو موضوعا للدراسة في جانبه الإبداعي، وكان ذكيا في الترجمة· ودعا إلى تجاوز النقد للمدح الى النقد التقييمي والتعييني· وتناول الأستاذ عبد القادر بوزيدة، كتاب العمل الفني الأدبي للكاتب البولوني رومان انغاردن، الذي ترجمه الأستاذ أبو العديد دودو وأصدرته الجامعة، وقد جال في فكر وفلسفة المؤلف في كتاب أنطولوجي، وتساءل كيف استطاع الأستاذ دودو ترجمة هذا العمل الضخم في وقت قصير، رغم معاناته من المرض· أما الأستاذ أحمد منور، فكانت مداخلته بعنوان "الترجمة عند أبي العيد دودو·· الاختيار والدلالة"، وقد قسم أعماله المترجمة الى ثلاث مجموعات كبرى، هي"الأعمال ذات الطابع التاريخي، الثقافي، السياسي، والاجتماعي"، والأعمال الأدبية كالرواية، المسرح، الشعر، الحكايات الخرافية وترجمة الأدب الروسي، والأعمال الفكرية، وهي تتجاوز 60 عملا من الفرنسية والانكليزية والفارسية والألمانية واللاتينية· وتناول الأستاذ الطاهر رواينية "جماليات العمل الفني في الخطاب الترجمي عند أبي العيد دودو"، من خلال كتاب "أصل العمل الفني" لمارتن هايدغر، واعتبر الكتاب حلقة وصل بين الثقافتين العربية والجرمانية· وأجرى الأستاذ عبد الحميد بورايو مقارنة ل "الحمار الذهبي" بين ترجمتي علي فهمي خشيم الليبي وأبي العيد دودو، واعتبر هذا الكتاب حضورا للثقافة الشعبية في طابع روائي·· وأكد أن ترجمة دودو غنية من ناحية الصورة وأضاف المشاهد التي حذفها خشيم، إلا أن دودو اعتمد على النسختين الألمانية واللاتينية· وتحدث الاستاذ عبد العزيز بوباكير عن تجربة أبي العيد دودو في ترجمة قصيدة الكسندر بوشكين الروسي في محاكاة القرآن العظيم، وذكر بأن دودو كان معجبا بالأدب الروسي ودقيقا في ترجمته، فقد اطلع على النص المترجم إلى الألمانية والنص الروسي ورجع الى الآيات القرآنية التي تأثر بها شاعر روسيا العظيم وحافظ على بنية الآية القرآنية· وتوقف الأستاذ محمد يحياتن عن صورة الترجمة عند أبي العيد دودو، وتناول كتاب "المهدي المنتظر عند الشيعة الإثني عشر" لمؤلفه جواد علي، كما تناول الأستاذ أحمد برغدة مقاربة "هاجس الترجمة" عند أبي العيد دودو، وذكر أنه كان يعشق المشاركة والوساطة للآخر والتصور والحميمية في الفكر والحس الفني والفلسفي، وكان ينظر إلى الأشياء البسيطة نظرة ميتافيزيقية، مؤمنا بالحوار الثقافي والتاريخي، ويقرأ باللغة ، وكان يرى الترجمة ضرورة حضارية، ورؤية العالم والأمانة هاجس عنده، والترجمة إبداع وفلسفة، وكان يحتفي بالكتاب وينسى فضله· وساهم الأستاذ أبو العيد دودو في تأسيس مخبر الترجمة والمصطلح بجامعة الجزائر، وكان عضوا في مجلس المخبر وفي إطاره أنجز ترجمته للمؤلف رومان انغاردن "العمل الفني الأدبي"، ولم تنقطع نشاطاته العلمية والأدبية إلى أن وافته المنية في جانفي 2004·