من المعالم التي تزخر بها ولاية الجلفة والتي مازالت شامخة وشاهدة على تراث مدينة بحاضرها وماضيها وتعاقبت عليها السنين مسجد "سي علي بن دنيدينة" بوسط مدينة الجلفة والقريب من دار البارود، هذا المسجد العتيق الذي يعد ثاني أقدم مسجد بعد مسجد البرج، فيعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر حيث تبرع بأرضيته مع مقبرة المجحودة شيخ الزاوية "سي علي بن دنيدينة" وذلك رفقة أخيه "سي محمد بن دنيدينة"، وقد تم بناء هذا المسجد العتيق من طرف هذين الأخوين بأموالهم الخاصة رافضين أي تبرع من أي جهة كانت آنذاك وذلك طمعا في الأجر من الله سبحانه وتعالى. وقد ولد المرحوم الإمام وشيخ الزاوية "سي علي بن دنيدينة"سنة 1870، وهو من أصل أولاد شيبوط فرقة أولاد عبد القادر الذين ينحدرون من بلدية العش بولاية الجلفة، وبعد وفاته سنة 1920 تولى أخيه سي محمد إمامة المسجد إلى غاية وفاته في 29 جوان 1958، حيث تولى بعده إمامة المسجد بعد وفاته الشيخ "خالدي محمد" من سنة 1958 إلى غاية 1963 وبعد وفاته تولى إمامة المسجد المفتي الشيخ "حاشي العسالي" إلى غاية وفاته سنة 2001 وبعد تولاها الشيخ رابحي مختار بعده إلى غاية تقاعده ثم بعده تولى إمامة المسجد الشيخ "حميدة عبد الحميد" إلى غاية غلق هذا المسجد في سبتمبر 2010 وذلك على أساس إعادة ترميمه. يشار إلى أن تسمية المسجد تحولت إلى مسجد الفتح وهذا في عهد الشيخ حاشي العسالي، لينتقل الشيخ حميدة عبد الحميد إمام المسجد إلى مصلى عمر بن الخطاب بوسط المدينة. وقد تمت معاينة المسجد من طرف مديرية التعمير والبناء نتيجة الخبرة التقنية التي مفادها أن المسجد آيل للسقوط (سقفه مهدد)، يشار في سنة 1974 وبعد مشاورة الجمعية الخيرية آنذاك للمسجد والمتمثلة في الأشخاص" بوهالي جابا الله" منهدس بناء و"عطية بولانوار" تاجر و"حميدي عبد الحميد" تاجر و"حاشي معمر" تاجر و"الطحشي المخفي" تاجر بالإضافة إلى شيخ الزاوية الحالي" سي على بن دنيدينة" (الحفيد) ليقرر هؤلاء هدمه وإعادة بنائه من جديد وقد شهد في سنة 2003 إعادة توسعته، وفي سبتمبر 2010أعطيت تعليمات بأن يغلق المسجد نهائيا من طرف مديرية الشؤون الدينية نتيجة الخبرة المذكورة آنفا وحسب شيخ الزاوية سي علي بن دنيدينة (وحفيد الشيخ) أن المسجد في حالته الجيدة ومازال يؤدي في وظائفه وكان بإمكان السلطات من خلال الستة أشهر الماضية أن تقوم بترميمه إن كان يستحق الترميم، ولماذا هذا التماطل الذي نتج عنه حرمان الكثير من المصلين لأداء صلواتهم وهذا رغم الشكاوى العديدة إلى كل السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية. الجميع يناشد، بمن فيهم شيخ الزاوية، أن هذا المعلم التاريخي الذي يعتبر تراث وماضي الجلفة وحاضرها ومازال شامخا شموخ تاريخ الجلفة يستحق تكاثف كل الجهود من أجل أن يروا مسجد سي علي بن دنيدينة (الفتح) يؤدي ويعود إلى وظائفه كما كان... فهل ستلقى صرخات المواطنين وشيخ زاوية سي علي بن دنيدينة آذانا صاغية هذا ما يأمله سكان مدينة الجلفة.