سجلت ولاية الجلفة حضورها في الملتقى الدولي حول ''الاجتهاد و التجديد" في طبعته الأولى، و الذي نظم بدار الثقافة "هواري بومدين" بسطيف، الملتقى الذي اختتمت فعالياته مؤخراً أشرف على افتتاحه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف "عبد الله غلام الله"، حيث عرف مشاركة عدة دول عربية على غرار كل من تونس و المغرب و السعودية... وقد اشتمل الملتقى على محاضرات و ورشات عمل ألقاها نخبة من الأساتذة و الدكاترة، حيث عرف حضور العديد من المشايخ من الجزائر و خارجها، و من بين الذين سجلوا حضورهم الدكتور "عبد المجيد النجار" من تونس الذي ألقى محاضرة تحت عنوان "حول الأشعرية في المغرب العربي"، كما أتيحت الفرصة للدكتور "لحسن تاوشيخت" الذي ألقى محاضرة تحت عنوان "مخطوطات الأشعرية في خزائن المملكة المغربية"، فيما تناول الدكتور "الطيب بلعدل" من جامعة الجلفة موضوع "النزعة الكلامية عند الإمام العربي التباني"... و قد تناول المتدخلون مسيرة الشيخ "محمد العربي التباني"، منهم الفقيه موسى إسماعيل، و خير الدين شترة ، و محفوظ صغير وعمار طالبي من الجزائر، و كل من الدكتورة مريم عطية عضوة بالمنتدى الأوربي و علامة المغرب الدكتور محمد سعيد الكملي، ومن السعودية طارق بن محمد سردار، من خلال تعرضهم لحياة و آثار الشيخ "التباني"، الذي عاش جزءا من حياته بالبقاع المقدسة، مشيرين أنه بقي مدافعا عن جزائريته وأخلص لمغاربيته بمعناها الثقافي والتاريخي. هذا و قد أقيم حفل ختامي للملتقى رعاه وزير الشؤون الدينية و تمّ فيه قراءة التوصيات التي دعت إلى ضرورة الاجتهاد في البحث عن مواطن التجديد لدى علماء ومشايخ الأمة العربية والإسلامية، وذلك من أجل استغلالها في إصلاح أحوال المجتمع الراهنة، كما تم أيضا توزيع الهدايا و الشهادات الشرفية. لمحة عن حياة الشيخ "محمد العربي التباني" ولد الشيخ "محمد العربي بن التباني" بن الحسين بن عبد الرحمن بن يحيى السطيفيالجزائري المكّي المدرّس بالحرم الشريف بقرية تبانة بولاية سطيفبالجزائر سنة حوالي سنة 1898م، تلقّى العلوم الأولى من حفظ المتون وإتقان القراءات من مشايخ في بلدته منهم الشيخ عبد الله بن القاضي اليعلاوي، ثم انتقل إلى تونس فتابع دراسته بتونس ثم المدينةالمنورة فلازم علماء مشهورين مثل أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي قرأ عليه شرح الدردير على مختصر خليل، كما تبحر في علوم اللغة وحفظ المعلقات وشعر العرب، والتقى بالشيخ حمدان الونيسي شيخ ابن باديس فقرأ عليه تفسير الجلالين وألفية بن مالك بشرح ابن عقيل، ومن مشايخه أيضاً عبد العزيز التونسي قرأ عليه الموطأ، ولازم اللغوي لشهير محمد محمود الشنقيطي، ثم انتقل إلى دمشق فلازم المكتبة الظاهرية واستفاد منها. بعد ذلك عُين مدرساً بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، ونظراً لتفوقه ونبوغه اشتغل بالتدريس تحت أروقة الحرم المكي الشريف بباب الزيادة ثم بحصوة باب العمرة زبين بابي الباسطية والزيادة، بين المغرب والعشاء ، كان حاضر أيضاً في الحديث والتفسير والأصول والبلاغة والتاريخ الإسلامي. وختم الطلاب عنده كثيراً من الكتب منها الصحيحان وموطأ مالك والجامع الصغير للسيوطي وتفسير البيضاوي و النسفي وابن كثير وجمع الجوامع وسيرة ابن هشام وعقود الجمان والإتقان في علوم القرآن. ومن تلامذته الذين صاروا مرجعاً في الفتيا والعلم الشيخ علوي بن عباس المالكي ومحمد نور سيف بن هلال ومحمد أمين كتبي والدكتور محمد علوي مالكي وقد ترك عديد المؤلفات منها: "تحذير العبقري من محاضرات الخضري"، "خلاصة الكلام فيما هو المراد بالمسجد الحرام"، "إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة ووصول ثوابها إلى الأموات"، "حلبة الميدان ونزهة الفتيان في تراجم الفتاك والجشعان"، "إدراك الغاية من تعقب ابن كثير في البداية". توفي الشيخ محمد العربي التباني في شهر صفر عام 1390ه الموافق أبريل 1970 م بمكة المكرمة. ومن الكتب التي طبعتها مؤخراً وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، نذكر: "تحذير العبقري من محاضرات الخضري"، "براءة الأشعريين من عقائد المخالفين"، "حلبة الميدان ونزهة الفتيان في تراجم الفتاك والشجعان".