تحتفل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالمولد النبوي الشريف بالمسجد الكبير في سطيف بعد غد بين صلاتي المغرب والعشاء، حيث سيتم في حفل ينقل مباشرة على التلفزيون، عرض كلمة الوزير ومن ثم تقديم درس بالمناسبة يليه تقديم أناشيد دينية ثم توزيع الجوائز على حفظة القرآن الكريم. بالمقابل، تنظم الوزارة المعنية ملتقى علميا دوليا حول الشيخ العربي التباني هو الأول من نوعه الذي يتناول ”الاجتهاد في الإسلام” وسينظم هذه المرة بدار الثقافة أيام 23، 24 و25 جانفي الجاري ومن ثم سينظم كل سنتين بولاية عين الفوارة. لم يُسلط الضوء كثيرا على الشيخ العربي التباني السطيفي الذي عُرف بإخلاصه لبلده الجزائر ولمغاربيته، كما ناظر الوهابيين في مواضيع يعتقدونها بدعة وخروجا عن الشرع مثل قراءة القرآن على الأموات، علاوة على دخوله في معارك مع الخضري في مسائل خلافية حول التاريخ الإسلامي خصوصا في العهد الإسلامي الأول، وللشيخ مساهمات مهمة وعديدة في مجال تراجم الشخصيات التاريخية ومحاولة تصحيح بعض الحقائق التاريخية. ولد الشيخ محمد العربي بن التباني بن الحسين بن عبد الرحمن بن يحي السطيفيالجزائري المكيّ المدرّس بالحرم الشريف بقرية تبانة بولاية سطيف (الجزائر) حوالي سنة 1898، وتلقى الشيخ العلوم الأولى من حفظ المتون ومتقني القراءات من مشايخ في المنطقة التي ينحدر منها ومن بينهم عبد الله بن القاضي اليعلاوي، ثم انتقل إلى تونس فالمدينة المنوّرة، حيث صاحب علماء مشهورين مثل أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي وقرأ عليه ”شرح الدردير على مختصر خليل”، كما تبحر في علوم اللغة وحفظ المعلقات وشعر العرب والتقى بالشيخ حمدان الونيسي فقرأ عليه تفسير الجلالين وألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل. ومن مشايخ الشيخ أيضاعبد العزيز التونسي، الذي قرأ عليه الموطأ كما لازم اللغوي الشهير محمد محمود الشنقيطي ثم سافر إلى دمشق فلازم المكتبة الظاهرية واستفاد منها، وعين بعدها مدرسا بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة ونظرا لتفوقه ونبوغه، اشتغل بالتدريس في أروقة الحرم المكي الشريف، باب الزيادة ثم بحصوة باب العمرة ”بين بابي الباسطية والزيادة” وله أيضا مشاركات في الحديث والتفسير والأصول والبلاغة والتاريخ الإسلامي. وختم الطلاب عند الشيخ كثيرا من الكتب منها الصحيحان وموطأ الإمام مالك، والجامع الصغير للسيوطي، وتفسير البيضاوي والنسفي وابن كثير وجمع الجوامع وسيرة ابن هشام، وعقود الجمان، والإتقان في علوم القرآن،ومن تلامذته الذين صاروا مرجعا في العلم، الشيخ علوي بن عباس المالكي ومحمد نور سيف بن هلال ومحمد أمين كتبي والدكتور محمد علوي مالكي. كما ترك الشيخ العديد من المؤلفات منها ”تحذير العبقري من محاضرات الخضري”، ”خلاصة الكلام فيما هو المراد بالمسجد الحرام”، ”إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة ووصول ثوابها إلى الأموات”، ”حلبة الميدان ونزهة الفتيان في تراجم الفتاك والجشعان” و«إدراك الغاية من تعقب ابن كثير في البداية” وتوفي الشيخ في صفر 1390ه الموافق لأفريل 1970م بمكة المكرمة. وستكون افتتاحية الملتقى بتقديم الدكتور إبراهيم بن مهيه للمحة تاريخية حول مدينة سطيف، يليها تقديم المحور الأول بعنوان ”الأشعرية في المغرب العربي تاريخها وآفاقها”، أما المحور الثاني فسيكون حول حياة العربي تباني وآثاره، أما المحور الثالث فسيكون تحت عنوان ”العربي التباني فقيها”، بينما عنوان المحور الرابع:«العربي تباني مكلما” والمحور الخامس ”العربي التباني مؤرخا” والمحور السادس ”العربي التباني مجددا”. ومن المشاركين في الملتقى الدولي، من الجزائر: موسى اسماعيل، خير الدين شترة، محفوظ صغير، عمار طالبي، من تونس: عبد المجيد التجار ومن المغرب: لحسن تاوشيخت وحسن صادقي، من السعودية: طارق بن محمد سردار. بالمقابل، فالمدعوون لإلقاء الدروس بين صلاتي المغرب والعشاء والجمعة بمسجد ”أبي بكر الصديق” (سطيف) هم الشيخ محمد الشريف قاهر، الشيخ التواتي بن تواتي، الشيخ جعفر أولفقي، الشيخ سي الطيب الحاج محند، الدكتور كمال بوزيدي، الأستاذ عبد الحليم قابلة، الأستاذ سعيد بويزري، الأستاذ اسماعيل موسى والأستاذ عماد بن عامر.