يبدو أننا صرنا نعدم المعلومة حتى ممن يفترض أننا انتخبناهم كي يشرعوا لنا و ليس من السلطة التنفيذية كما تعودنا. فنحن لدينا 14 نائبا يمثلون ولايتنا و لكننا لا نسمع عن نشاطهم النيابي الا اللمم. أحد النواب اتصل بي بعد انتخابه مباشرة و دار بيني و بينه حوار عبر الفايسبوك و كان من بين ما تطرقنا اليه قضية مرضى السرطان في ولاية الجلفة. و ها أنذا أذكره بوعده و أقول له أن جمعية "شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان" قد نشرت حصيلة نشاطها و قدمت تقريرا رسميا عن عدد مرضى السرطان الذين تتكفل بهم و المقدر عددهم ب 1772 حسب تقريرها، و هي وثيقة مهمة تساعده في الوفاء بوعده الذي قطعه !! و هاهو نص الوعد الذي أطلقه مع العلم أنه قد أغلق حسابه في الفايسبوك بعد أن نجح في الانتخابات ( أما بخصوص هذا المرض الخبيث الذي فتك بكثير من الأبرياء في ربوع هذه الولاية، حتى أنها غدت من الولايات الأولى التي تتصدر الترتيب، فالأمر فعلا يؤرقني ويغض علي مضجعي، ولعل الخطوة الأولى التي يجب القيام بها، هي إجراء دراسة علمية حقيقية لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك؟ لأنه كما يقال إذا عرف السبب بطل العجب...والوقاية خير من العلاج..أما بخصوص المستشفى الذي أشرت إليه، فنحن نطرق كل السبل، سواء عن طريق البرمجة أو الشراكة حتى مع الأجانب، وهناك اقتراحات موجودة، وقد تكون اقتراحات قادمة، وسنختار أحسنها، لما يخدم ساكنة الولاية، وندعو الله أن يوفقنا للوصول إلى تقديم أحسن علاج لمرضانا ). إن الأحداث الأخيرة تحيل إلى أن النواب قد صاروا الآن في مواجهة الوالي بعد أن قام هذا الأخير بتنصيب مدير التربية الجديد بينما وقفوا هم ضد ذلك في ديسمبر الماضي. و تقول الأصداء الواردة من لدن بعض النواب أن الوالي كثيرا ما يؤجل مواعيد استقبال نواب البرلمان، مع تسجيل ملاحظة مهمة جدا و هي أن الوالي قد صار يحتكر المشهد الإعلامي المحلي في الجلفة " قرر الوالي، أمر الوالي، هدّد الوالي،استدعى الوالي، قام الوالي، غضب الوالي" بينما نحن لا نعرف شيئا عن نشاط النواب ال 14 عدا صور بعضهم في المقاعد الأمامية أثناء مختلف الاحتفالات و التكريمات. بعض النواب على المستوى الوطني وجدوا حجة في الركون الى الراحة خلال الصيف في كون رئيس الجمهورية لم يعين الحكومة الجديدة بعد انتخابات ماي 2012، ثم غرقوا في صراعات الانتخابات المحلية في نوفمبر و بعدها انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة في ديسمبر ... و ربما هو ما أدى بنائب ولاية البيض إلى تقديم استقالته و العودة إلى مخابر البحث و الطلبة. ثم جاءت أحداث مديرية التربية بالجلفة أين ظهر نوابنا في الصور فيها مع عمّي "الحاج العمراوي" الذي يرأس جمعية أولياء التلاميذ منذ قرابة عقدين. يعني نواب الجلفة هزموا شر هزيمة في أول قضية يتبنونها بشكل جماعي !! و هي القضية التي دخل فيها أبناء الشهداء و اتهموا النقابات بالسعي لحماية مصالحهم الخاصة في بيان وصف بالناري، أي أن بيان أبناء الشهداء يقول ضمنا لا تصريحا بأن هناك من استدرج النواب من أجل الدفاع عن مصالح شخصية. الفايدة و الحاصول ... انشغالات سكان الجلفة كثيرة جدا و هي تحتاج الى الحلحلة على المستوى المركزي خصوصا و أن الحكومة مازالت لا تنظر الى الجلفة على أنها رابع أكبر ولاية من حيث عدد السكان و بالتالي هي أكبر منطقة في الهضاب و السهوب و الجنوب و تتطلب برنامجا تنمويا خاصا ... و نحن لدينا 14 نائبا يستطيعون أن يفعلوا الكثير لو اتفقوا مثلا على جرّ و كرّ 14 وزيرا بالتداول كل أسبوع بعيدا عن التنسيق مع قياداتهم الحزبية لأنه يفترض أن مواطني الجلفة هم من انتخبوهم !!