المواطن الجلفاوي صار لا يجد في غير الشارع ملاذا لطرح مشكل التزود بالمياه في فصل الصيف الذي صار يتزامن مع شهر رمضان ... و الجزائرية للمياه محل اتهام الجميع. المدير الولائي للجزائرية للمياه بالجلفة يلتمس الأعذار لمصالحه و يشيد بالمجهودات الجبارة التي يبذلها هو بنفسه منذ تنصيبه منذ أربعة أشهر ... غير أنه ينيح باللائمة على مصالح سونلغاز و لا يتورع عن اتهامها بأنها طرف في أزمة المياه، كون التغيرات المفاجئة في التيار الكهربائي تؤدي إلى تعطل أجهزة و محركات الضخ الكهربائية حسبما يقول. سونلغاز بدورها تتبرأ من المسؤولية و تنيح باللائمة على المواطن الذي يتحمل قسطا من المسؤولية حسب رسائل وزارة الطاقة عبر ال SMS . و تتهمنا ضمنا بأننا السبب في انقطاعات التيار الكهربائي في رسالة ال SMS ... "استعملوا مكيفا واحدا فقط، تجنبوا استعمال آلة غسل الملابس و المكواة". نعم أي و الله ... إنهم يجبروننا على التخلي عن المكيفات الأخرى(مكيف غرفة النوم و مكيف غرفة الإستقبال و مكيف غرفة الجلوس و مكيف غرفة البنات و مكيف غرفة الأولاد و مكيف الرواق و مكيف ال ...) و يطلبون منا استعمال مكيف واحد فقط ... ربما هو مكيف المطبخ بسبب الأطباق الكثيرة التي تحضرها ربات البيوت بالسلع و المواد الغذائية الرخيصة الثمن !! الفايدة و الحاصول، مشكلة التزود بالمياه في الجلفة تبدأ بالمواطن و تنتهي عند المواطن أما شركتا الجزائرية للمياه و سونلغاز فهما بريئتان من التهمة براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام. يعني المنطق السائد هنا لدى المسؤولين هو منطق التبرير و منطق الأرقام و المخصصات و المشاريع التي لا يصدقها الواقع ... انه منطق "يعطيك تخطي راسي". حسنا، بما أن الجميع يبرئ نفسه و يلتمس لنفسه الأعذار و يلقي باللائمة على المواطن فإنني اسمح لنفسي بالتكلم كمواطن و أن أنحو في ذلك نحو مسؤولينا أصحاب شعار "يعطيك تخطي راسي". السادة المسؤولون عن قطاع المياه: يبدو أنه قد غاب عن ذهنكم شيء مهم جدا و هو من سنن الحياة ... نحن بنوا آدم نتزوج و نتناسل و نتكاثر و نزداد يوما بعد يوم، و معه تزداد متطلباتنا و متطلباتنا أبنائنا الحياتية ... فلماذا لا تكيفون وفرة الماء مع عددنا ؟ في 2007 أطلقتم "بشارة" عن مشروع استراتيجي اسمه "نقل مياه واد الصدر" و اليوم بعد خمس سنوات تفجعوننا بأن الكمية المتوفرة لا تغطي أكثر من 40% من احتياجات بلدية الجلفة ... من المسؤول عن سوء التخطيط و سوء البرمجة؟ و الآن لنتساءل مرة أخرى و بكل براءة ... لماذا كانت أحياء "الحدائق" و "الجلفةالجديدة" تتزود بصفة يومية بالمياه قبل اندلاع الاحتجاجات ثم عدلتم البرنامج بعد ذلك ليصبح هذان الحيان مثل باقي أحياء بلدية الجلفة؟ أي كل ثلاث أو أربع أيام لجميع الأحياء. هل البشر الذين يعيشون في الحدائق و الجلفةالجديدة من نوع خاص؟ إن التحقيق في هذا التناقض ما بين أحياء البلدية الواحدة من شأنه أن يكشف عن المتسببين في أزمة المياه و من داخل مصالح الجزائرية للمياه. السادة المسؤولون عن توزيع الكهرباء بالجلفة (سونلغاز): الجزائرية للمياه تتهمكم بأنكم السبب في مشكل التزود بالماء و أنتم تلومون المواطن على تبذيره للكهرباء. حسنا لماذا لا تلقون باللائمة على مؤسسات الدولة التي تبذر الكهرباء "قدام ربي و عبادو"، و لماذا لا تراسلون هذه الهيآت عن التبذير الحاصل في مصالحها. تريدون مثالا حيا ... إليكم المثال التالي : مقر ولاية الجلفة من الخارج مزين بمصابيح كهربائية ملونة عددها يتجاوز ال 200 مصباح ملون، تبقى مشتعلة كل ليلة بعد الإفطار و إلى غاية الساعات الأولى من النهار الموالي. يعني طيلة أكثر من ستة ساعات. كل مصباح يستهلك 75 واط يعني : 75 واط X 200 مصباح = 15 كيلوواط !!! إن هذه المصابيح المشتعلة طيلة الليل في مقر الولاية و التبذير الحاصل بسببها في الطاقة الكهربائية تحيلنا إلى أن الوالي مازال أمامه الكثير ليعمله، و تجعلنا نتذكر ما قاله العقيد احمد بن شريف عن جيوب المقاومة (les poches de résistances) التي تعرقل عمل الوالي الحالي !! الوالي يتابع شخصيا أزمة المياه ببلدية الجلفة و لكنه لا يعلم أن الولاية هي طرف في الأزمة بسبب تبذير الكهرباء حسب "الجزائرية للمياه" و "سونلغاز" أصحاب نظرية "يعطيك تخطي راسي" !!