رغم أن السيد الوالي قالها بالفم "المليان" أنه ليست هناك فرصة ثانية أو تمديد للأجل الذي قد منحه لأعضاء يدعون جزافا المجلس البلدي بحاسي بحبح إلا أن البعض تستهويه لعبة الضحك على الذقون... في آخر مشهد من مشاهد مسرحية " كرنفال في دشرة " يروى أن مجموعة البومباردي اجتمعت ليلا في بيت أحد أعيان المدينة المذبوحة في محاولة قيل ان رئيس المجلس الولائي كان رئيس وليمتها الأخيرة بمعية مقاولين معروفين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مجلس تداعت أركانه قبل ان تخرج تشكيلته إلى الوجود وأجهض مشروع المدينة وضاع حلمها في أن تتوافق أطرافها أخيرا وينتهي صوت القبلية إلى الأبد ... لكن ولأن كلا يغني على ليلاه ضاعت بحبح بين الأرجل ... تراجيديا المشهد المؤلم والمؤسف غاب فيه صوت الحكمة والعقل ... وبدل التنافس على ايجاد حل يتفق عليه الجميع ساد صوت نيابتي ونيابتك...وبعيدا عن الأمور المدبرة بليل المدينة الغافلة على قول أبي لهب ..كانت نيران الصراع حول اقتسام الوليمة قد تأججت بمسمى "أنا وحدي نضوي لبلاد"، ويبدو أن الأكلة المجتمعون على قصعة - قال بعض طويلي اللسان انها تساوي عشرات المليارات - قد تناسوا عناوين حملتهم الانتحابية الكبيرة " جينا نخدموا لبلاد" وطفت إلى السطح نزعاتهم القبلية دون اعتبار لأصوات المواطنين التي أقعدتهم حول قصعتهم وكل من كان بجوار دار البلدية ذات أربعاء في أمسية انتظر فيها الجميع نتيجة طيبة لآخر اجتماع قبل المحاولة الأخيرة تكشفت له هذه الحقيقة المرة ماثلة أمام العيان . في النهاية لا أحد سيدفع ثمن هذه المهزلة غير المدينة المغبونة والمغلوبة على أمرها بعد أن عقها أبناؤها وليس أحد سواهم ولا نجد ما نقول إلا عبارة ... لك الله يا بحبح .. لك الله.