إستمتعت، كثيرا، وأنا أشاهد للمرة العاشرة أو أكثر، فيلم ''كرنفال في دشرة'' للرائع والبارع، عثمان عريوات ·· حركاته المتناسقة، وكلامه الدقيق، ولباسه التقليدي، كله يدل على أن هذا الرجل كان فلتة من هذا الزمن، ولكن يبدو أن الزمن جار عليه كما يجور على كل الأكفاء في هذا البلد·· نهق، حماري، وقال·· الأكيد أنه ظلم ·· هذا العبقري الذي يغيب عن ساحة فارغة، إلا من بعض الأشخاص الذين لا يتساوون به، لا من قريب ولا من بعيد·· قلت له·· أرجوك، دعنا من الكلام واسمع لكلامه ·· ولهذه الإسقاطات السياسية الرائعة ·· فهذا المسؤول يرسم على الورق في اجتماع عام والآخر يشكل طائرة ورقية، والآخر يتكلم عن مشروع تصدير لبلدية جائعة ·· قال، حماري، ضاحكا·· آه ·· كم يضحكني هذا الرجل ·· ضحكة من الأعماق وليس ضحكة صفراء شاحبة ·· وكم هو صعب أن تُضحك هذا الشعب ·· تابعنا الكرنفال، بدقة شديدة، واستحضرنا كل الكرنفالات الإنتخابية التي مرت علينا ·· والأكيد أن كرنفال آخر قادم ·· في آخر السنة··! يبدو أن قدر بلادنا هذه الدشرة الصغيرة ·· أن تبقى في يد أمثال مخلوف البومباردي والعكلي والعتروس ·· وغيرهم من اللاعبين في الساحة السياسية ·· قال، حماري، غاضبا·· أرجوك، دعنا نتابع الفيلم في هدوء، فرغم صدقه وإيحاءاته الأليمة إلا أن شخصية البومباردي ورعشات يده الحاملة للشمة وشتائمه العديدة، تدغدغ الضحكات الصادقة ·· صمتنا ·· وتركنا البومباردي يواصل كرنفاله الذي يواصله مسؤولونا، بالموازاة معه، على أرض الواقع··!!