نظم مركز سمية لخدمات الإعلام والصحافة بالتعاون مع المكتب الجهوي لجريدة "المحور" اليومي تظاهرة ثقافية بمناسبة يوم العلم، حضرها العديد من المثقفين والمهتمين بالفعل الثقافي، حيث احتضن المقر معرضا للصور الخاصة بمنطقة الجلفة من علماء وشخصيات معروفة في المجتمع، ومعرضا للكتب التي أنتجها باحثون ومبدعون من الولاية. وقد استهل الاحتفال بمداخلة للشيخ الإمام الميلود قويسم الأمين، أشار من خلالها إلى الدور الذي تلعبه بعض شخصيات الولاية في مجالات علمية وأدبية مختلفة، وما لها من مساهمات في إثراء المعرفة وثقافة المنطقة، وقد تطرق إلى قضية إهمال أمثال هؤلاء وعدم الاهتمام بهم الاهتمام الذي يليق بمكانتهم، كونهم فقط من مدينة الجلفة.على الجرائد ووسائل الإعلام المحلية والوطنية أن تنتبه لدورها جيدا وأن تحترم القارئ والمتلقي ولا تستهين بمكانتها، وعليها أن تطور أدواتها وتخرج من قمقم التقليدية الفاسدة. كما تقدم إلى المنصة الناقد بن ساعد قلولي حيث قدم في مداخلته التي كانت تتمحور حول الشخصية المكرمة من طرف مركز "سمية" وهو الكاتب الصحفي محمد بغداد، وتطرق الأستاذ قلولي إلى دور هذا الكاتب في مجاله الإعلامي وما قدمه من عمل نوعي ومهم جعل من بعض إنتاجاته مساهمات وحيدة على مستوى الجزائر مثل كتابه حول الإعلام الثقافي. وقد تحدث الأستاذ المُكرم محمد بغداد عن دور الصحافة والإعلام والكتاب والمثقفين في رفع المستوى التحضري إلى المستوى الحضاري، حيث ناقش جملة من المعطيات الثقافية التي تمتهنها الجرائد اليومية والإلكترونية، وقال إن أهم صفحة في الجريدة وهي الصفحة الثقافية يطلق عليها "الصفحة الميتة"، واعتبر أن الجريدة سواء الورقية أو الإلكترونية هي ككل مركب تعبير عن ثقافة المكان الذي تصدر منه والأمكنة التي تصل إليها، فالقسم الثقافي لا ينحصر –حسب رأيه- في فضاء الشعر والأدب بقدر ما يتوغل إلى جميع الأقسام الأخرى، كما قدم رؤية تحليلية لبعض العناوين الكبيرة التي تخرج بها الصفحات الورقية والإلكترونية، حيث تمتهن لغة فاسدة أثرت في المتلقي وكونته أسوء تكوين. وقال إن على الجرائد ووسائل الإعلام المحلية والوطنية أن تنتبه لدورها جيدا وأن تحترم القارئ والمتلقي ولا تستهين بمكانتها، وعليها أن تطور أدواتها وتخرج من قمقم التقليدية الفاسدة التي تبع دخانها مجتمع بأسره. كما تطرق من خلال تحليله وحواره ومناقشته مع الحضور إلى المهنية المبتذلة التي استفحلت في لغة الصحافة، وفقر القاموس الصحافي الجزائري مقارنة مع دول أوروبية، حيث تعتمد أغلب الجرائد بل كلها على الإثارة الفاسدة التي تقتل في الإنسان محاولة إيجاد حلول لمشكلاته، مثل تلك العناوين التي تستغل ظروف الصراع والقتل والسرقة وغير ذلك لتبين للمجتمع أنه لا هدف ولا رسالية يتضمنها العمل الصحفي. وفي ختام الندوة قدم رئيس المركز شهادة تكريمية للمحتفى به الكاتب الصحفي محمد بغداد، ومنح له لباسا تقليديا يعبر عن أصالة المنطقة، وتم على الهامش بيع بعض كتب الكاتب بالإهداء للحاضرين، حيث أشادوا بأهمية هذا الفعل الذي تحمل أعباءه رئيس المركز الأستاذ غول الحفناوي شاكرين كل مجهود يأتي بالفائدة للمنطقة.