قرر عدد مهم من مثقفي ولاية الجلفة مقاطعة تنصيب المجلس الثقافي الاستشاري الذي سيقام في 25 من هذا الشهر، معتبرين أن هذا التصرف يفقد المثقف هيبته الأدبية، فلم يقم مدير الثقافة –حسب تصريحهم- لا بدعوتهم ولا للتعرف عليهم قبل هذا "المجلس" الذي يعدونه مجرد سياسة ترقيع لم تحمل نظريا أي جديد. وقال متحدث عنهم إن فكرة إنشاء المجلس كان قد طرحها البعض على السيد والي ولاية الجلفة من خلال عدة مقالات تحاول أن تلم شمل المثقفين، دون أن يتدخلوا في شؤون الفنانين والحركات الجمعوية الأخرى. وإن فكرة إنشاء مجلس استشاري ثقافي كانت قد طرحت لتخدم الحركة الثقافية "الميتة" بالولاية مقارنة مع ولايات أخرى، لا أن تتحول إلى صراع سياسي مع حركات وجمعيات وفئات أخرى لا علاقة لهم بها، لتكون فيه الغلبة للأكثرية "الحزبية" ولأصحاب الخبرات في مهام "التكوليس" حسب تعبيرهم الدارج. كما أكدوا على أن مقاطعتهم لهذا المجلس لا تعني رفض الأفراد شخصيا، بل تعني رفض الفكرة من أساسها مادام مدير الثقافة يجلس في برجه العاجي ولا يريد سماع أحد، وهو بهذا التصرف يقوم فقط بالواجبات التي أملاها عليه السيد والي ولاية الجلفة لما رأى من خمول في هذا القطاع، كما قالوا إن السيد والي ولاية الجلفة يعمل جاهدا من أجل لملمة هذه اللحمة الثقافية لكن مدير الثقافة (المغادر إلى ولاية أخرى) لم يستطع أن يفهم أو هو يتغاضى عن حقيقة الأمر. هذا وقد جاء في عدد من المقالات والتصريحات لعدة مثقفين عدم قبولهم لهذا الأمر، وقالوا لو أن مدير الثقافة السيد العيد شيتر استمع لهم منذ البداية لأثبتوا له أنهم لا يحتاجون لمجالس، بل هم في حاجة إلى أن تقوم مديرية الثقافة بمهامها ولا تستعين بمجالس وسياسات ترقيعية أخرى، فهم يريدون فقط أن تحترمهم المديرية كأسماء لها ملفات ثقافية مهمة. كما أكدوا على أن من يقود عملية تأسيس المجلس ليس من المثقفين، بل هو موظف بالمديرية كان الأجدر به أن يعطي مهام التأسيس لبعض المثقفين القادرين على إيصال أصواتهم للجميع بحنكة وخبرة عميقة في هذا الميدان، ولأن الأمر لم يوكل لغير أهله فإن هذه المقاطعة لمجموعة من المثقفين قد دعت جميع الأطياف الثقافية للتضامن كي لا تتحول المجالس الثقافية إلى مهرجانات يلعب فيها أي كان لعبة "علي بابا"، ليأخذ "علي بابا" في الأخير صوتا واحدا.