ثانوية الشهيد "رزازقة حركات" رغم حداثة تدشينها والذي يعود إلى الموسم الدراسي الماضي، إلا أن أحوال ثانوية الشهيد "رزازقة حركات" بحي "سعيفي" بمدينة مسعد، لا تبعث على التفاؤل بإمكانية تحقيق نتائج في أول مشاركة لها في امتحانات الباكالوريا لهذا العام. فهذه المؤسسة التربوية تحتاج الى تدخل عاجل من طرف السلطات من أجل جعلها "ثانوية محترمة" تستقبل طلبتها في ظروف تليق بطلب العلم. البداية كانت مع لقاء "الجلفة إنفو" بطلبة الأقسام النهائية شعبة "آداب و فلسفة"، الذين دخلوا في حركة احتجاجية من أجل حمل الإدارة على توفير أستاذ في مادة الفلسفة التي تعتبر مادة مصيرية للممتحنين في شهادة الباكالوريا في شعبتهم خصوصا وأن معاملها يبلغ 05. وقد تزامن لقاء "الجلفة إنفو" مع الطلبة في نفس اليوم بلقاء مع مدير هذه الثانوية، حيث صرّح هذا الأخير أنه قد تم حل المشكل وجلب أستاذ للمادة. وهو ما اعتبره الطلبة "استجابة" لمطالبهم ولكن بصفة متأخرة كون امتحانات الفصل الأول على الأبواب. قضية حرمان طلبة الأقسام النهاية من أستاذ في مادة الفلسفة كانت الجليد الذي يغطي جزء من الجبل، حيث كشفت زيارتنا الميدانية عن نقائص كثيرة بهذه الثانوية الواقعة في منطقة معزولة تحيط بها البساتين من كل جانب وهو ما جعلها لقمة صائغة للصوص الذين نفّذوا عملية سطو يوم 02 جويلية الماضي على جهاز إعلام آلي وطابعة. وتكمن معاناة هذه الثانوية في أنه تم استلامها رغم كل العيوب و النقائص التي تم تسجيلها على عملية البناء. حيث أن أنابيب الغاز تحت البلاط مباشرة لأن المقاول لم يحترم المقاييس التقنية و بلاط الأرضية غير صالح تماما. في حين سياج النوافذ غير آمن في المؤسسة بكاملها مما يعرضها للسرقة. ونفس المعاناة رصدتها "الجلفة إنفو" بخصوص السكنات الوظيفية التي تبقى غير مربوطة بالكهرباء الى حد كتابة هذه الأسطر ... وضع ثانوية في الخدمة ... في ظل انعدام تام للعمال وحسب مصادر من داخل الثانوية، فانه قد جرى استلامها دون تزويدها بالعمال. ففي ظل انعدام العمال المهنيين من شتى الرتب والاختصاصات، يبقى المدير والمستشار التربوي يقومان بكل المهام مثل الحراسة و الحجابة والدوريات داخل الثانوية. وما زاد من حجم تلك المسؤولية ومضاعفتها كون النوافذ من النوعية الرديئة جدا والسور المنخفض للثانوية. كما أنه تقع على كاهل المسؤولين مسؤولية أخرى تتعلق بقاعة الرياضة التي تصبح مصدر خطر على ممارسي الرياضة بها عند تسرب المياه إليها وكذا تعرض زجاج النوافذ للتكسير. وهي نفس الملاحظات التي وقفنا عليها بخصوص الملعب الغير صالح لمزاولة النشاطات الرياضية. ثانوية بالاسم فقط ... والتجهيز منعدم تعاني ثانوية الشهيد "رزازقة حركات" بمسعد من مشكلة التجهيز رغم أنه كان من المفروض أن تصاحب عملية افتتاحها تجهيز بالكامل وتوفير الأدوات البيداغوجية المساعدة. فقد تم استلامها في ظل انعدام مدرج محاضرات وكذا عدم توفير قاعة للإعلام الآلي وانعدام أجهزة الكمبيوتر. ونفس المعضلة بخصوص التكييف لا سيما وأن نهاية الموسم الجامعي وبدايته تتزامنان وموسم الحر الشديد. أما بخصوص نظام التدفئة، فرغم أن الثانوية تعيش كغيرها من مناطق ولاية الجلفة قساوة الشتاء، الا أنه تم تزويدها بعداد غاز سعته أقل من حجم التدفئة المركزية المطلوبة وهو ما جعل نصف الثانوية يعاني من انعدام التدفئة أو ضعفها في أحسن الأحوال.كما أن أنابيب التدفئة غير مغطاة مما يؤدي إلى عدم عملها بطريقة جيدة. وفيما يتعلق بالمطعم الملحق بالثانوية، فالهيكل الخاص به متوفر غير أن مديرية التربية لم تقم بتجهيزه وتركته بلا عمال وهو ما حرم الطلبة المتمدرسين من النظام النصف داخلي لا سيما القادمين من المناطق النائية والبعيدة عن مدينة مسعد. وحسب طلبة الثانوية ومؤطريها الذين التقتهم "الجلفة إنفو"، فانه يجب على السلطات أن تسعى إلى مؤازرة هذه الثانوية الفتية التي يطمح طاقمها الى خلق تقاليد في النجاح وتحقيق النتائج الجيّدة بها ... خصوصا وأن ذلك التحدي لا يمكن أن يتحقق الا بتظافر جهود الجميع.