على الهامش تنفتح أحيانا نوافذ للبوح و الصفاء، و الصدق، و يسمو الحديث متجاوزا كدر الروتين اليومي ، سابحا في عالم الأفكار والمعرفة والأدب ، هكذا كان الحال ذات مساء على هامش المقهى في المدينة الأبهى بكتابها وشعرائها و فنانيها ،و تردّدت فكرة لقاء المكتبة ، و الأكيد أن الفكرة تراود الجميع من الأخوة الأصدقاء الذين نعرفهم و الذين لمّا يحصل لنا الشرف أن نعرفهم عن قرب ، فالوجع واحد و الأشواق واحدة ،و أحلامنا تلتقي في النهاية تحت سماء واحدة و إن اختلفت و تباينت ، و من أجل صون هذه الحالة و تنميتها ، و السعي نحو هذه الأشواق كانت فكرة لقاءات المكتبة و التي ستكون واقعا آخر في المدينة بعيدا عن الترف و الشطط و الغلوّ و الإلغاء ... لقاءات المكتبة.. لماذا لقاءات المكتبة ؟ ماهي الجدوى من مثل هذه اللقاءات؟ لا شك أنّ الفكرة قديمة ،الجلسات الأدبية ، الصالونات ، .. ما هو الهدف أو الأهداف المرجوة؟ يمكن الإشارة بإيجاز للهدف الأساس : محاولة لتكوين مناخ حيوي ، ودي ،منتج ، إيجابي متجاوز للحساسيات ، أجواء محفّزة ، طموحة ...... توجيه الهمم ، و الاهتمامات ..إلى المفيد الابتعاد عن نقاط الاختلاف ، و إضفاء روح من الاحترام و التطلع إلى التواصل الإيجابي و المفيد من تبادل للأفكار ، و المعلومات و الخبرات ، و إبراز المهارات و الإبداعات ، و اكتشاف المواهب الصاعدة ، و التشجيع على ذلك ، محاولات للفهم و الوعي .. ما هي معايير تقييم مثل هذه النشاطات؟ ماهي التحديات الحقيقية التي تواجه مثل هذه النشاطات و اللقاءات ؟ - طبيعة العمل جماعي ، عمل فريق..فتحقيق الهدف هو مسؤولية الجميع ، و لابد أن يستشعرها كل فرد فالأشياء الجميلة ذات الجدوى لا تصنعها يد واحدة - لابد من توفر الاستعداد الحقيقي للعمل في فريق، و تهيئة النفس لتحمل هذا العبء، فإن كان للنفس حظ " الأنا القاصر" فإنّها بالنسبة للكاتب الفنان الأديب ذات حظوظ وحظوظ ، و قد يكون هو الأولى بالتخلّص منها و الانطلاق مع المعاني السامية تجسيدا في الحياة لا مجرد شعارات ...و من هنا جاءت لقاءات المكتبة .. و كلما كان التحضير جيدا بما تيّسر من إمكانيات كانت النتائج في أبهى الصوّر...