بدأ العد التنازلي لموعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة بولاية الجلفة، وبدأت معه حرب الكتل والتموقع، فالأحزاب الصغيرة رسمت طريقها وهي تنتظر من يتفق معها فقط، أما الأحزاب الكبيرة الممثلة في التحالف الرئاسي فيبدو أن موقف بعضها حرج للغاية، ففي الوقت الذي فرض "موسى تواتي" على أتباعه بالجلفة تجاوز التحالف باختيار مرشح من الأفانا، ضرب إعصار التغيير حركة "حمس" بقوة، وأصبح الحديث عن مرشح لكل تيار الغالب... أما حزب العمال فاختار التريث إلى حين... فيما يجد الأمين الولائي لحزب الأرندي السيناتور " ب. بلعباس" صعوبة كبيرة في اتخاذ موقف موحد بين منتخبيه، نتيجة رغبة عدد كبير منهم في الترشح، غير أن ميولات السيناتور نحو عضوين ببلدية الجلفة صدمت عددا منهم، فأصبحوا مقتنعين بضرورة العمل على خلط الأوراق، لتفادي مرور المرشح الذي سيختاره السيناتور عمليا، و قد أعلن البعض منهم نيته في الترشح على غرار السيد معطلي، رئيس بلدية سد الرحال، أو قدور كاس، مدير ابتدائية متقاعد، أو الدكتور أسعد لحرش نائب عميد كلية الحقوق بجامعة الجلفة، المرشح الأوفر حظاً عن حزب الأرندي. وقد ساهمت هذه المعطيات في ميل الكفة لحساب حزب جبهة التحرير الوطني، الذي عمل محافظه على عقد لقاء مع المكتب التنفيذي من أجل رسم معالم استراتيجية الحزب العتيد، التي تتجاوز إقناع منتخبيه إلى الاستحواذ على وعاء آخر، من خلال الاستفادة من الإنقسام الحاصل بمختلف الأحزاب الأخرى. ويراهن الأفلان على رجل الأعمال اسماعيل الحدي، منتخب بالمجلس الشعبي الولائي، عرف بدعمه الدائم للرئيس، حيث موّل الحملة الإنتخابية لمرشحي حزب الأفلان في التشريعيات... وقد بدأ عدد من الأعيان و المنظمات وجمعيات المجتمع المدني تتحرك لصالح هذا المنتخب، في إطار حملة تستهدف إقناع بقية المنتخبين للتصويت لصالحه وجعله رجل إجماع... وتجد حركة مجتمع السلم بالجلفة صعوبة كبيرة في التحرك، بعد أن دخلت حركة "الدعوة والتغيير" في عمل مضاد، من أجل التأكيد على القوة التي تتمتع بها داخل الولاية، حيث أكدت مصادر مطلعة أن تيار التغيير سيختار مرشحا له، بغرض الاستعراض وكبح جماح "حمس"، فيما اختار منتخبو الأفانا ممرضا لتمثيلهم...