يعرف حزب جبهة التحرير الوطني انقسامات حادة غير مسبوقة بولاية المسيلة، بسبب فتنة انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة الذي أشعل الحرب على أكثر من جبهة داخل الحزب العتيد. تعيش مقرات الأحزاب المعنية بهذه الانتخابات بولاية المسيلة، مشاهد لا تشرّف الحزب ولا تخدمه، فشراء الأصوات أو بالأحرى شراء الذمم وصل إلى حد لم يعد فيه المنصب النيابي في أعلى غرفة سوى منصبا يباع ويشترى لمن يدفع أكثر، وربما هذا ما أعاد صراع الأجنحة بين قيادة الحزب بالولاية إلى واجهة الأحداث. وهذا ما يبدو من خلال ما صرحه لنا مصدر من الحزب من خلال ما أسماه ب "الاحتقان " الذي يعرفه جناحا البرلماني السابق عن الحزب ذاته وكتلة المنتخبين من حزب واحد، التي يقودها رئيس اللجنة الولائية السابق لمحافظة المسيلة، الطامح هو الآخر لدخول غمار السينا، حيث تشير المعطيات إلى أن محاولة رأب الصدع بين أجنحة الحزب العتيد تبدو مستحيلة، لاسيما وأن انتخابات السينا تدخل آخر مراحلها، حيث يرفض كل جناح التنازل عما يراه حقا له، وهذا الإصرار على عدم التنازل يجعل الكثير من المراقبين يعتقدون أن التصدع سيتنقل إلى باقي المحافظات الأفلانية في المسيلة، ولن يفيد مبعوثي بلخادم إلى المحافظات في شيء ما دام أنهم كلما نزلوا بمحافظة أعلنوا عن التسوية، ليعود الخلاف أكثر حدة بعد مغادرتهم. ويعزو فريقا آخر أن سبب هذا التصدع في حزب جبهة التحرير الوطني، يعود إلى التكتلات المصغرة التي توزعت داخل الحزب، خاصة وأن الكثير من الشخصيات والمناضلين يرون أنهم حرموا من حقهم في أن يكونوا في واجهة الحزب. وإن لم يحسم الحزب الأمر بالولاية وهذا أمر مستبعد حسب ملاحظين فإن سيناريو خسارة الحزب معركة السينا في 2007 سيتكرر، ويكون أكثر درامتيكية وستكون له عواقب وخيمة على الحزب العتيد وثقة المناضلين والمتعاطفين على حد السواء في قيادة الحزب. في هذه الأثناء، قرر حزب أويحيى بالمسيلة الإعلان عن مرشح إجماعه موعد قرب الانتخابات الأولية في محاولة تكرار تجربة الماضي التي تجاوزها بنجاح، بالرغم أن الدلائل تظهر نشوء فكرة واضحة عن مرشح الأرندي في هذا الاستحقاق، وهو عضو ببلدية المعاضيد الذي يحاول مسؤولو الحزب بذات الولاية إعادة الكرّة وتأكيد فوز استحقاق عام 2007، على اعتبار أن المؤشرات تؤكد صفاء أجواء هياكل الحزب عكس ما تعيشه تشكيلات أخرى، وبهذا يكون الحزب الثاني في الخارطة السياسية قد عزز تركيبته بمنتخبين جدد بتعداد تعدى 115 منتخب، لم يكشف عن أوراقه لحد الآن، وهذا ما يسمح للحزب باستثمار خلافات الأحزاب وصراعها ليكرر سيناريو 2007 وبأكثر فاعلية. وفي الوقت الذي تبدو فيه الأمور ضبابية لحزب أبو جرة سلطاني في المسيلة في سباق السينا، سيكون حزب تواتي مع موعد للتحالفات لقطع الطريق أمام الأرندي. وتشير الأصداء الورادة من الولاية، إلى أن بورصة الأصوات وصلت إلى 20 مليون سنتيم، في انتظار أن ترتفع مع العد التنازلي للاستحقاق الذي يفصلنا عنه قرابة الشهرين. وليست منطقة الحضنة الوحيدة التي تعيش حمى السينا، بل الأمر امتد عبر كل الولايات بلا استثناء.