وزيرة التربية الوطنية تتواصل فضائح قطاع التربية بولاية الجلفة المرتبطة بسوء التسيير والمتزامنة مع الدخول المدرسي الحالي لتتسع رقعتها هذه المرّة عشية زيارة وزيرة التربية الوطنية "نورية بن غبريط" التي ستحل بولاية الجلفة من أجل الإشراف على الملتقى الوطني حول "الحكامة التربوية" ... رقعة السخط وصلت هذه المرة الى بلديات جنوب الولاية واتسعت لتشمل جميع أطياف الأسرة التربوية. ففي بلدية "فيض البطمة"، لوّح أساتذة إكماليه "الشيخ عبد الحميد رحمون" بشنّ إضراب مفتوح يوم الأحد القادم اذا لم تتم تلبية مطالبهم والمتمثلة في الالتفات لمؤسستهم التي تعاني التهميش منذ مدة في ظل النقص الكبير في التأطير التربوي اللازم الذي جعل من بعض المواد لا وجود لها بالمؤسسة. حيث تم في هذا العام إلغاء منصب في مادة العلوم الطبيعية من الخارطة التربوية مما اثر سلبا وزاد من عبء التدريس على أستاذي المادة المعروفين بأقدميتهما في التعليم خاص وأنهما مرشحين لمنصب أستاذ مكون وهو الأمر الذي جعلهما يتجاوزان النصاب القانوني في الإسناد 24 ساعة و 27 ساعة على التوالي مما ينعكس سلبا على المردود التربوي والاستعذاب لدى التلاميذ بمعدل 08 و09 افواج في الأسبوع وهو نفس الحال مع أستاذ الإعلام الآلي ب 17 فوج و34 ساعة ؟؟؟ وأستاذ مادة الفرنسية 24 ساعة. ضف إلى ذلك حرمان التلاميذ من الاستفادة من مادة التربية الفنية منذ سنوات هذا بالإضافة إلى عدم استقرار الطاقم الإداري بالمؤسسة من خلال عدم وجود مدير ثابت بها وهي التي تسيير اليوم من قبل المراقب العام عن طريق التكليف فقط. من جهة أخرى تبقى المؤسسة تعاني من نقص في العمال المهنيين والإداريين بالإضافة إلى حالتها المزرية في ظل وجود تشققات بالقاعات وقدمها وانخفاض سورها الخارجي خاصة وأنها تقع في أطراف المدينة . ويأمل أساتذة المتوسطة من السلطات الوصية وعلى رأسها مدير التربية ضرورة التكفل العاجل بهاته المطالب من خلال تعين اساتذة جدد في مختلف التخصصات المعنية بالكثافة في الحجم الساعي من أجل توفير الجو الملائم للعمل والتدريس وفقا للمعايير المنصوص عليها قانونا . هذا وتعاني بلدية فيض البطمة من التهميش في اغلب المجالات وما المشاكل التي يعاني منها القطاع التربوي الا أحد جوانبها حيث نقص الهياكل التربوية بالمنطقة حيث لا تتوفر أغلب أحياء المنطقة على ابتدائيات خاصة وأن ابتدائية الإمام لخضر بن خليف تشهد اكتظاظا كبيرا حيث مسجل بها اكثر من 660 تلميذ وتعمل بنظام الدوامين اما المتوسط فتتوفر البلدية على اكتماليتين فقط يعرفان هما اكتظاظا كبيرا في انتظار تجسيد مشروع الاكمالية الجديدة التي تعرف هي ايضا تأخرا في الانجاز. أما في مسعد، فقد اشتكى أولياء تلاميذ ثانوية الشهيد "مصطفى بن بولعيد" من خطر المركبات الذي يهدّد أبناءهم يوميا عند خروجهم من الثانوية بعد انتهاء الدوام وذلك عند مرورهم على الجسر للعودة الى بيوتهم. ويعود هذا الخطر الى ضيق الجسر مع مرور السيارات والشاحنات وحافلات النقل الحضري يتعرضون للخطر الكبير وعلى الساعة الثانية عشر. وقد رصدت "الجلفة إنفو" هذا الإهمال الواضح تجاه التلاميذ من طرف السلطات المحلية التي لم تفكر الى حد الآن في انجاز ممرات على جانبي الجسر تجنب التلاميذ مزاحمة المركبات على الجسر وتعريض حياتهم للخطر فضلا عن ظاهرة التحرش بالبنات. أما في دار الشيوخ، فان الحدث قد صنعه ناظر ثانوية "النور" الذي تسبب في موجة غضب عارمة لدى السكان والبطالين من حملة شهادة الليسانس والماستر على حد سواء. حيث قام بجلب أحد أقاربه من ولاية المسيلة للعمل في منصب شاغر لأستاذ العلوم الشرعية بذات الثانوية. رغم وجود عشرات المتخرجين من أبناء البلدية ... قضية للمتابعة. وغير بعيد عن عاصمة الولاية، والضبط بقرية "أولاد عبيد الله"، كشف الدخول المدرسي الحالي عن الحالة الكارثية لثانوية "الصيلع المبروك" التي تنعدم بها أدنى الضروريات لممارسة مهنة التعليم مثل التجهيزات الخاصة بالمخابر وقاعة الأساتذة والخط الهاتفي للمؤسسة وانعدام المكتبة الخاصة بالثانوية. كما أن مستشار الثانوية صار يعمل وفق وتيرة مزدوجة كونه مكلّف أيضا بتسيير متوسطة "لخنش عطية". ونفس المشكل يُطرح أيضا حول نقص المساعدين التربويين والعمال المهنيين. معاناة أخرى يطرحها واقع فئة مستشار التوجيه المدرسي والمهني حيث أن هذه الفئة تعاني من ضغط كبير للعمل يرتبط بالمساحة الشاسعة لولاية الجلفة لا سيما بجنوبها أين يكون المستشار مُجبرا على اجراء تنقلات بين المتوسطات التابعة لمقاطعته دون استفادته من سيارة خدمة أو تعويض عن التنقل الذي قد يتجاوز 200 كلم في اليوم. كما أن مستشاري التربية بولاية الجلفة ما زالوا ينتظرون فتح مركزين آخرين للتوجيه والإرشاد المدرسي والمهني أحدهما بعين وسارة والآخر بمسعد من أجل تغطية جنوب والولاية وشمالها بالموارد البشرية الناقصة في هذا المجال.