في أولى مبادراتها التي تهدف الى تكريم وزيارة رجال ونساء الجلفة الذين قدموا لها الكثير من الجهد و الوفاء محبة منهم للمنطقة وخدمة لها، حيث تهدف بذلك الى توثيق تاريخ هؤلاء الأبطال و التعريف بسيرتهم ليكونو قدوة للشباب، قامت مجموعة "أصدقاء بالجلفة" بزيارة للمناضل "بوزكري زيان" في بيته أين وجد مقعدا يعاني من المرض ورغم ذلك إلا أنه لا يزال يملك ذاكرة تتشبث بماضيها و تعايش حاضرها. "بوزكري زيان " المولود سنة 1927 من عائلة محافظة، إلتحق سنة 1935 بالمدرسة وتحصل فيها على شهادة الدراسات الإبتدائية وبعدها انتقل لمزاولة التجارة خصوصا بعد توقفه عن الدراسة بسبب صعوبة التنقل الى المدية ... وعندما أردنا الحديث مع عمي "زيان" عن بعض تفاصيل الثورة ومساهمته فيها تردد ثم حدثنا قائلا " أعتبر نفسي مجرد مناضل مع إخوتي الذين يكبروني وهم من جاهدوا أما عن نفسي فكانت مساهماتي محتشمة حيث عملت كسائق، وقد طلب مني ذات يوم في 26 فيفري من سنة 1956 مع أحد الأشخاص يدعى "محمد بلحاج" أن ننقل أحد المجاهدين أين تم إلقاء القبض علينا من طرف السلطات الفرنسية في حاجز يظم 12 عسكري بطريق عين الشيح ثم قاموا بزجي في السجن وتعذيبي لمدة قاربت 6 أشهر، كما أنني كنت أنقل المؤونة والمياه الصالحة للشرب للمجاهدين وكانت النساء تحضرن الطعام لأنقله أيضا ومن بينهن زوجتي". شارك المناضل عمي زيان في الحركة الكشفية بالجلفة وكان من أول منخرطيها التي أنشئت سنة 1939 من طرف "بوسعيد محمد" كما شارك في ملتقى كشفي أقيم من طرف الكشافة الإسلامية سنة 1947 بتلمسان حضرت فيه العديد من الولايات والأفواج الكشفية وأحرزت الجلفة آنذاك الرتبة الثالثة "Feu de Comps". ودعنا عمي زيان الذي كان طيلة جلسته معنا خفيف الروح وواسع القلب، و تركناه مع ذكرياته رفقة عائلته مؤكدا على بساطة العيش والوفاء ليكون نموذجا للجيل الجديد من الشباب .