صورة لوسط مدينة الشارف لم تنم بلدية الشارف، ليلة أول أمس، جراء الأحداث الدامية التي وقعت بفعل مشادات واشتباكات من عشرات المواطنين وأفراد الدرك الوطني بالبلدية، الذين كانوا في جولة مراقبة للمحلات التجارية والسيارات وسط المدينة. ولأن القوانين طبقت بصرامة، أحس المواطنون من خلالها ''تعسفا'' وعنفا في معاملة رجال الدرك الوطني، وهو ما جعلهم يتجمعون ويسيرون في مسيرة ناحية كتيبة الدرك الوطني ليلا ويشعلون العجلات المطاطية ويحاصرون المقر، خصوصا بعدما علموا أن أفراد الدرك الوطني قد ألقوا القبض على أحد الأشخاص. وأمام ما حدث وارتفاع موجة غضب المواطنين، استعانت كتيبة الدرك الوطني بقوات مكافحة الشغب التي وصلت إمداداتها في حدود الساعة الحادية عشرة، حيث قامت بتفريق المتجمهرين باستعمال القنابل المسيلة للدموع وتخويفهم بطلقات في الهواء مع إلقاء القبض على أشخاص آخرين، تقول بعض الروايات إن عددهم بلغ 12 شخصا. ومع صبيحة أمس، عاود المواطنون التجمع من جديد في حدود الساعة العاشرة أمام مقر الدرك الوطني، مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين، مستعملين الحجارة لرشق المقر من بعيد. وهو ما جعل قوات مكافحة الشغب تتدخل من جديد لتفريقهم، لكن أعدادهم الكثيرة وقفت حائلا دون التحكم فيهم. في الوقت الذي بدأ أعيان المدينة يتدخلون لاحتواء الوضع. وقد أرجع لنا بعض المواطنين التقينا بهم، أسباب هذه الأحداث إلى التجاوزات التي ارتكبها بعض عناصر الدرك الوطني مع أصحاب المحلات والسيارات بطريقة فيها كثير من الاستفزازات، على حد تعبيرهم.