أيها العون/ ما كنت لأرفع قلمي وأكتب سوى لسببين بسيطين ... أولهما أنك قلت لي "أكتب حتى في الفايسبوك اذا حبيت" وأجبتك يومها بالقول "لن أكتب في الفايسبوك بل سأكتب فيك مقالا" وها أنذا عند وعدي لك وأكتب مقالا في الصحافة. والسبب الثاني هو أن التعصب لنفسك قد وصل بك الى حد البهتان واتهام هذا المواطن بأنه مارس عليك التهديد والوعيد وقال لك أنه من أصحاب النفوذ !! والحال هنا هو أن هذا المواطن ضحية لك أنت بسبب عدم كفاءتك في التواصل مع المواطنين بل و"معايرتهم" بجهلهم بالقانون والقول لهم "أنت ما تعرفش القانون" ثم في مرحلة لاحقة حرمانك المواطن من حقه في قراءة المحضر الذي سيبصم عليه بابهامه وليس بابهامك ... أيها العون الشرطي/ عندما تعيّر مواطنا بجهله بالقانون فهذا دليل على أنك تتهم منظومة الشرطة بأكملها كجهاز يرفع شعار "الجوارية" التي أسس لها العقيد "علي تونسي" رحمه الله ووضع لها شعار "دولة القانون تبدأ في صفوف الشرطة". ثم ما رأيك أيها العون أن اللواء عبد الغني الهامل، المدير العام للأمن الوطني، قد دعا أعضاء سلك الشرطة الى تبني "الحلول الوقائية" من أجل توعية المواطن بحقوقه وواجباته وما ينص عليه القانون قبل الإقدام على اتخاذ أي اجراء كسحب الرخصة أو غيرها ... فما بالك معايرة مواطن بجهله القانون !! وما رأيك أيها العون الشرطي أنه كان يجب عليك أن تدعو المواطن الى الجلوس وتشرح له وتبين له ما ينص عليه القانون بخصوص "تصريحات الضياع" وأن تعتذر منه لأنك لم تنجز عملك في يومه ولم تمنحه وثيقة التصريح بالضياع ودعوته الى العودة في اليوم الموالي ... فهل هذا جائز في سلك الشرطة؟ وهل المواطن متفرغ للذهاب والجيئة بين مقر الشرطة وبيته؟ وهل من حسن التعامل و"الشرطة الجوارية" أن "نمرمط" مواطنا في فصل رمضان والشمس الحارة والعطش والصوم؟ ... ضع نفسك مكان هذا المواطن قبل أن تلومه أيها الشرطي. أيها الشرطي العون/ عندما مارس هذا المواطن حقه في تسجيل شكوى بسجل "شكاوى وإقتراحات المواطنين" (الصفحة 88) سمحت لنفسك بالتعقيب على شكواه في الصفحة الموالية (الصفحة 89) وحاولت مرة أخرى أن تنتصر لنفسك وتتعصّب لها لأن هذا المواطن في نظرك "ما يعرفش القانون" ... ولكنك وقعت في شر أعمالك وكتبت فيه تعقيبا على المواطن ونسبت له تصريحات لم يقلها هو أصلا مثل تواجده في مدينتين لم يزرهما أصلا منذ وقت طويل واستخدم في غيرهما بطاقة هويته التي ضاعت. وهناك الدليل على ذلك الذي قد يورطك في "البهتان". أيها الشرطي العون/ سمحت لنفسك بالكتابة في سجل "شكاوى واقتراحات المواطنين" لتبهت هذا المواطن وتقول أنه مارس عليك "التهديد والوعيد وأنه من أصحاب النفوذ" وهذا كلام يكذبه الواقع جملة وتفصيلا لعدة أسباب تعكسها علاقة المواطن المذكور بسلك الشرطة: * - فهل تعلم أيها الشرطي العون أن هذا المواطن الذي مثل أمامك هو مواطن صالح لديه أقرباء وأصدقاء من سلك الشرطة؟ وهو يعلم جيدا أن الشرطي هو في الأصل "ابن الشعب" وليس مخلوقا فضائيا فكيف يهدده ويتوعده ويدعي أنه من أصحاب النفوذ؟ فهل أنت تقدم خدمة لمن يستخدمون نفوذهم في استخراج وثيقة التصريح بالضياع؟ * - وهل من المعقول أن مواطنا يستخدم نفوذه لمجرد استخراج تصريح ضياع وهو يملك وثيقة هوية أخرى يمكنه التنقل بها؟ * - وهل تعلم أيها الشرطي أن هذا المواطن كتب عن حصيلة الشرطة بالجلفة في فيفري 2013 وقال بأن "استقالة مؤسسات التنشئة الإجتماعية من أداء مهامها هي السبب وراء مظاهر التمرد على القانون"؟ ... فهل تعلم أنك أنت في حذ ذاتك مؤسسة للتنشئة الإجتماعية سواء باعتبارك مواطنا أو رب أسرة أو منتميا الى جهاز الشرطة؟ وهل تعلم أن استقالتك من أداء دورك هي السبب وراء ذلك؟ ... وهل تعلم أن ما يزيد الطين بلة هو معايرتك للناس وقولك لهم "أنت ما تعرفش القانون"؟ * - وهل تعلم أيها الشرطي أن هذا المواطن قد كتب أيضا عن حصيلة عمل جهاز الشرطة بالجلفة في جانفي 2014 وقال فيه أن "الشرطة الجوارية التي اقترحها العقيد "علي تونسي"، رحمه الله، كانت وما تزال هي أول تجربة جوارية رائدة في الجزائر فتحت الأبواب أمام العمل الجواري في كل المجالات كالإذاعة الجوارية والوكالات الجوارية لمختلف هيآت الدولة" ؟ * - وهل تعلم يا عون الشرطة أن هذا المواطن هو من قال أيضا أننا نجد "الشرطة لوحدها وحيدة في مواجهة بؤر الجريمة والانحراف بصفة متكررة"؟ فكيف بك تبهت مواطنا يدافع عن الشرطة وتقول عنه أنه مارس على أحد أعوانها التهديد والوعيد والإحتكام الى أصحاب النفوذ؟ ... من أجل مجرد تصريح بالضياع؟ * - وهل تعلم أيها الشرطي أن هذا المواطن هو من يتعامل بالجدية والإحترام اللازمين مع حصيلة عمل جهاز الشرطة ويتناولها بالتحليل وانجاز الجداول من أجل عضد دور الشرطة في مهامها؟ فهل يعقل أن هذا المواطن في نفس الوقت يقوم بتهديد عون شرطة؟ * * أيها العون الشرطي/ * عندما وجدت نفسك في مواجهة مواطن يعرف كيف يتصل برقم 1548 ويكتب في سجل الشكاوى عن الوقائع التي تعرض لها، لجأت الى اتهامه بهتانا وزورا بأنه يمارس عليك "التهديد والوعيد وأنه من أصحاب النفوذ" ... وعندما تبين لك في مرحلة لاحقة بأن هذا المواطن ملم بحقوقه وأثبت بالدليل القاطع أنك أنت المخطئ رحت تنيح باللائمة على شهر رمضان ... فلتلعم أن شهر رمضان برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب ... ولتعلم أنك قد طعنت مفهوم الشرطة الجوارية في العمق عندما عايرت هذا المواطن وعندما لم تقم بمهامك في يومها وعندما قلت زورا أنه هددك ... رحم الله "العقيد علي تونسي" !! * * أخيرا ... * كل الوقائع التي سردتها لك أعلاه وقعت في شهر جويلية الذي يحتضن "عيد الشرطة الجزائرية" ... فعيدا سعيدا لكل أعوان الشرطة الذين يقدمون المثال الأروع عن الأخلاق أولا والجوارية ثانيا.