احتضنت دار الثقافة "ابن رشد" انطلاق فعاليات أيام سينما الرمل الوطنية، تحت الرعاية السامية للسيد والي ولاية الجلفة ومن تنظيم وإشراف مديرية الثقافة، حيث استقبلت عددا من الوفود الذين قدموا لمتابعة وتصوير هذا الحدث الهام، وقد حضر هذا اللقاء أيضا السيد عبد القادر جعلاب مدير الثقافة مع عدد من الشخصيات المحلية، وقد اعتبر الحاضرون أن هذه الانطلاقة لهذا العمل النوعي تؤكد تنوّع المنجز الثقافي والفني لولاية الجلفة، حيث يعتبر الفنان سعد الدين لزهاري الذي افتتح فضاءات جديدة في فن الرمل من أوائل من اشتغلوا في عوالم هذه الإيقاعات الرملية في الجزائر، مستعينا بتجربته الهامة في إحداث سينما رملية موازية، حيث يرسم لوحاته بأنامله على لوحة زجاجية مضاءة يكسوها بالرمل حتى يستطيع تحريكه لرسم مشاهد متنوعة تتضمن موضوع لوحاته، هذه اللوحات التي تأخذ صبغة التغيير لتتواصل في رسم مسلسل فني متتابع ليحقق بذلك موضوعا معينا يكون محلّ فيلمه القصير. وقد أعجب المتلقون أيما إعجاب بهذا العمل المتميز، وأكدوا أن هذا التنوع كفيل بجعل ولاية الجلفة في مصاف الولايات المتمكنة ثقافيا، حيث قال لنا جمال وهو أحد الحاضرين والمتابعين لأعمال سعد الدين لزهاري إن طريقته تحمل راحة نفسية كبيرة، وتتيح للمشاهد أن يترحّل عبر تلك المشاهد إلى آفاق متنوعة، وأضاف إن هذا يزيد في إنسانية الإنسان ويخرجها من عطش الحاجة والخنوع التي يشهدها يوميا في حياته. هذا ويعتبر الفنان سعد الدين لزهاري كالساحر في يده حبات الرمل تستلذّ تحليقها في فضاء التصور الفني الراقي، قد أبدع طريقة حديثة في الرسم المتحرّك على الرمل، هذه الطريقة التي يستخدم من خلالها رمال الصحراء بأسلوب يبتكر العمل الفني في لحظته، هذه الرمال التي توضع على لوحة زجاجية مضاءة تتحول في دقيقة إلى لوحة فنية تشكيلية رائعة، فتنتقل أحاسيس الفنان ودواخله في لحظات على ذلك الضوء لينحت من خلال أنامله صورا متعددة المعاني والأشكال. كما شارك الفنان سعد الدين لزهاري في عدة ملتقيات فنية وطنية ودولية، وكان له حظ التألق والتفرد من خلال فنه الذي لا يمتهنه الكثير في الوطن العربي، وصار سعد الدين من الأسماء العالمية التي تكتب قصصا وروايات وحكايات على حبيبات الرمل تصحبها موسيقى فنية موازية تنساب من خلالها روح المتلقي في عوالم جديدة ومبتكرة. من جهة أخرى فقد حضر هذا اللقاء عدد من المتابعين الذين أثنوا على ما قدمه الفنان سعد الدين لزهاري، وستتواصل عروض فن الرسم المباشر على الرمل إلى غاية 12 من شهر أوت الجاري، حيث سيستمتع المتابعون بعروض راقية وتصورات جديدة لم يألفوها من قبل، ومن هنا فقد شكر الفنان سعد الدين لزهاري مجهودات السيد والي ولاية الجلفة في رعاية هذا العمل، وشكر مساعي ومجهودات مدير الثقافة عبد القادر جعلاب في تنظيم هذا اللقاء، كما شكر كل من ساهم في إنجاح هذا العمل واحتضانه من قبل عمال دار الثقافة "ابن رشد" وعلى رأسهم السيد المدير وكذا مسؤول البرمجة الذي أتاح الأجواء المناسبة لتقديم هذه السينما الرملية للجمهور.