قدم المركز الثقافي الإسلامي بمدينة الجلفة عرضا متميزا للفنان سعد الدين الأزهري، حيث أبدع طريقة حديثة في الرسم المتغير على الرمل، فهو يستخدم رمال الصحراء بطريقة تبتكر العمل الفني في لحظته، هذه الرمال التي توضع على لوحة زجاجية مضاءة تتحول في دقيقة إلى لوحة فنية تشكيلية رائعة، فتنقل أحاسيس الفنان ودواخله على ذلك الضوء لينحت من خلال صورا متعددة المعاني والأشكال في لحظات. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان يعبر بشكل واقعي حيث تظهر البيئة الصحراوية وتنعكس على لوحاته الفنية بتداعيات حداثية، فهو يجمع أكثر من لغة في تقديم تصوراته التشكيلية التي تنبني على لمسات عميقة تتجاوز السطحية والانغلاقية. وطور الفنان هذه الطريقة بإنجاز لوحات خاصة تقدم ذلك التماوج الفكري بين البيئة العربية والريشة الغربية، وهي طريقة جديدة على مستوى الفن العربي وتعتبر فريدة من نوعها، حيث تبرز فيها أهمية الحرية بالنسبة للرسام وهو يقدم للجمهور ما يختلج داخله فتتغير اللوحات في لحظات. هذه الطريقة تجعل المشاهد يعيش مع أجواء الفنان ومراحله أثناء ممارسته الفنية داخل فضائه المتعدد حيث يتابع المشاهد كل الخطوات داخل اللوحة مما يضفي عليها طابعا خاصا.. فيرى المتتبع حلقات رسم الفنان وأنامله وهي تتماوج على سطح زجاجي يعتليه الرمل أفكارا حية ناضجة قادمة من وحي الخيال .. تحرك حبات الرمل ليصنع فنا تشكيليا متميزا. وتعتبر هذه الطريقة الأولى من نوعها في الجزائر وعلى المستوى العربي، وقد اعتبر الفنان أن عمله هذا لا بد أن يأخذ حجما أكبر ومجالا متسعا حتى يتمكن من نقل هذه الأفكار إلى الأجيال القادمة. ومن جهة أخرى فقد طالب بفتح قنوات اتصال مع العالم العربي، وأبدى أمنيته في أن يصبح سفيرا لبلاده وللعالم العربي.