قدم الفنان الجزائري سعد الدين الأزهري بمدينة الجلفة وفي عدة مناطق من الوطن الجزائري عروضا خاصة لأفكار متميزة في لوحات أكثر تميز ، حيث أبدع طريقة حديثة في الرسم المتغير على الرمل، هذه الطريقة التي يستخدم من خلالها رمال الصحراء بأسلوب يبتكر العمل الفني في لحظته، هذه الرمال التي توضع على لوحة زجاجية مضاءة تتحول في دقيقة إلى لوحة فنية تشكيلية رائعة، فتنتقل أحاسيس الفنان ودواخله في لحظات على ذلك الضوء لينحت من خلال أنامله صورا متعددة المعاني والأشكال... وتجدر الإشارة إلى أن الفنان سعد الدين الأزهري يعبر بشكل فني واقعي تمتزج معه الجذور الذاتية، فتظهر البيئة الصحراوية وتنعكس على لوحاته الفنية بتداعيات حداثية، فهو يجمع أكثر من لغة في تقديم تصوراته التشكيلية التي تنبني على لمسات عميقة تتجاوز السطحية والانغلاقية، تتجاوز كل المعايير لتخلق معاييرها الخاصة، تسبق الزمان والمكان، وتعيد تأثيث الصور بشكل مختلف، فكأنك حينما تنظر إلى الماضي في لوحاته لا تنظر إليه بشكل عكسي بل تراه واقعا فيك يمتدُّ منك وإليك، وحينما يأخذك بهواجسه إلى نوافذ المستقبل يقدم لك صورة المجهول تلك التي تعانقها بلا خوف... الفنان سعد الدين لزهاري في إحدى لوحاته في فن الرسم على الرمل . وحينما يقلّد فهو يبتكر وحينما يبتكر فهو يؤسس لفكر فني حديث لا ينفصل عن ذاته وعن كينونته، هذا هو سعد الدين الأزهري الذي طور هذه الطريقة بإنجاز لوحات خاصة تقدم ذلك التماوج الفكري بين البيئة العربية والريشة الغربية... وقد التقى الفنان الجزائري سعد الدين الأزهري بفنانين في أوروبا والعالم العربي فأكدوا له أنه مبتكر لها وهي جديدة على المستوى الفني العربي، و هي فريدة من نوعها حيث تبرز فيها أهمية الحرية بالنسبة للرسام وهو يقدم للجمهور ما يختلج داخله وما يعتمل من مشاعر تنعكس على لوحاته في لحظات، ينتقل من لوحة إلى أخرى وكأنه معرض متكامل للوحات عديدة تظهر ثم تغيب، وتتناثر كي تعود مرة أخرى في جسد آخر... هذه الطريقة التي تجعل المشاهد يعيش مع أجواء الفنان حين ممارساته الفنية داخل فضاءه المتعدد حيث يشاهد المتتبع كل الخطوات داخل اللوحة مما يضفي عليها طابعا خاصا.. المعمل والأدوات على مرأى من الجمهور، يرى المتتبع حلقات رسم الفنان، خطواته، أنامله وهي تتماوج على سطح زجاجي يعتليه الرمل، أفكارا حية ناضجة قادمة من وحي الخيال في لحظتها، يحرك حبات الرمل ليصنع فنا تشكيليا متميزا، وتعتبر هذه الطريقة الأولى من نوعها في الجزائر وعلى المستوى العربي، وقد اعتبر الفنان أن عمله هذا لا بد أن يأخذ حجما أكبر ومجالا متسعا حتى يتمكن من نقل هذه الأفكار إلى الأجيال القادمة ومن جهة أخرى فقد طالب بفتح قنوات اتصال مع العالم العربي، وأبدى أمنيته في أن يصبح سفيرا لبلاده وللعالم العربي.