أشاد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو اليوم الأربعاء بالجلفة بخصال الشهيد الرمز القائد زيان عاشور الذي سقط في ميدان الشرف في ال 7 من شهر نوفمبر 1956 في معركة "تحفظ في ذاكرة الرجال وتعتبر مفخرة للأجيال". وقال السيد عبادو في محاضرة افتتاحية ألقاها ضمن أشغال ملتقى وطني تحتضنه جامعة الجلفة موسومة ب "الكفاح السياسي والعسكري للشهيد الرمز زيان عاشور (1919-1956)" بأن الشهيد البطل استشهد بواد خلفون في معركة كانت فيها حتمية المواجهة المباشرة. وقد أرغمت شراستها قوات الاحتلال الفرنسي للإقرار بضرواة وفداحة ما تكبدته من خسائر كما دام إستبسال الشهيد ورفقاؤه ثلاثة أيام. ولدى استرسال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين على عظمة الثورة التحريرية وبسالة الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية لتكون هذه الثورة ملحمة ومصدر فخر تعتز به الأجيال الحاضرة أعطى لمحة وجيزة عن القائد سي زيان الذي وصفه ب"الرجل الفذ الذي عرف نور الحياة وشب في أحضان تربة البيض التابعة لأولاد حركات ببلدية البسباس ولاية بسكرة حيث أخذ من مناهل العلم بدءا بحفظ ما تيسر من القرآن الكريم". وأردف الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالقول "قد تنامت في نفسية زيان عاشور -الذي أقر حتى العدو ببسالته وصلابة شخصيته إزاء مبادئه التي لم يحد عنها - إدراك حقيقة ما يعانيه أبناء أمته من مظالم استعمارية حيث بعث الوضع المزري لأبناء جلدته بذور الشعور بالتعلق أكثر بالوطن وكراهية الاحتلال فكان تساؤله لماذا لا يسترجع هذا الشعب حريته وينعم كغيره من الشعوب بالسيادة والإستقلال وهو ما جعله يسلك مسلك الكفاح." وتسجل وقائع التاريخ حرص الشهيد على التواجد في الميدان والمساهمة الفعلية في استجماع كل عوامل نجاح الوثبة التاريخية والمصيرية الموعودة وفي إطار ذلك توثقت صلته بأحد قادة الرعيل الأول وذلك بمسؤول منطقة الأوراس الشهيد مصطفى بن بولعيد وسمحت تلك العلاقة الأخوية بإدراك المصداقية النضالية لهذا الشهيد وتميزه بثقة إخوانه المناضلين على مختلف المستويات حيث كلف بالإشراف على الناحية الصحراوية. وخلال فترة وجيزة تمكن القائد زيان عاشور بفضل إقدامه ومشاركته الفعلية في خوض الكثير من المعارك من توثيق صلته مرة أخرى بالشهيد بن بولعيد ليعينه مسؤولا على وحدات جيش التحرير الوطني المتواجدة عبر الصحراء ووصفه آنذاك من بين أقرانه أنه " الرجل المحنك الذي نعتمد عليه في الصحراء". وللإشارة جدد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين في معرض حديثه أهمية خوض جيل الاستقلال لمعركة البناء والتشييد في الوقت الذي خاض سلفه معركة الكفاح ودحر المستعمر. كما أكد على ضرورة "نكران أي سبيل لمحاولة التشويه وزرع الفتنة بين المجاهدين فثورة الجزائر عظيمة ومحل اعتزاز وفخر". ولدى تعريجه على عديد المسائل المتعلقة بالثورة أكد السيد عبادو في حديثه عن إقرار البرلمان الفرنسي بغرفتيه قانون تمجيد الاستعمار -حيث يرون الفترة الاستعمارية كمرحلة لتحضير الجزائريين وتعليمهم- بأن "موقفنا واضح ومن واجب البرلمان الجزائري أن يسن قانون لتجريم الاستعمار". والجدير بالذكر ينظم ملتقى " الكفاح السياسي والعسكري للشهيد الرمز زيان عاشور (1919-1956)" في طبعته الرابعة بالتعاون والتنسيق بين الجمعية الولائية للبحث التاريخي والتراث لولاية الجلفة والأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين ومديرية المجاهدين وجامعة الجلفة حيث تدوم اشغاله يومين بحضور أساتذة جامعيين من مختلف جامعات الوطن بالإضافة لعدد من المجاهدين. السعيد عبادو اثناء القاء كلمته