سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطات تضع حيّز الخدمة المسرح الجهوي بالجلفة ... في انتظار اجلاء الغموض حول مصير ملحق المركز الوطني للبحث فيما قبل التاريخ !! وسط أنباء مخيّبة عن أن مسرح الجلفة لن يحمل اسم أحد أبنائها
تم عصر يومه الأربعاء وضع المسرح الجهوي بالجلفة حيّز الخدمة بحضور السلطات الولائية يتقدمها والي الولاية و رئيس المجلس الشعبي الولائي، حيث تم الإفتتاح بإلقاء كلمة من طرف مدير الثقافة. لتتداول الكواليس أنباء مخيبة عن أن مسرح ولاية الجلفة لن يحمل اسم أحد أبنائها، ليُضاف ذلك الى الإشاعات حول تحويل ملحق المركز الوطني للبحث فيما ما قبل التاريخ الى ولاية مجاورة. وقد احتضنت خشبة المسرح عرضا فكاهيا من أداء الفنان "بن بوزيد أحمد" المعروف ب "الشيخ عطا الله" ثم تم تقديم عرض مسرحي بعنوان "اللاز" للروائي الراحل "الطاهر وطار" ومن انتاج المسرح الجهوي بولاية سوق أهراس. علما أن هذه المسرحية ستمثل الجزائر نهاية الشهر الجاري في مهرجان "'24 ساعة مسرح بدون توقف" بمدينة "الكاف" بدولة تونس. المسرح الجهوي بالجلفة ... تحفة معمارية ومكسب ثقافي !! وبخصوص المكسب الثقافي الجديد بولاية الجلفة، فإنه يتوفر على طاقة استيعابية تقدّر ب 560 مقعد في مبنى ذي تصميم معماري متميز نال عنه صاحبه الجائزة الوطنية في الهندسة المعمارية لعام 2014. حيث قدّرت تكلفة انجازه بحوالي 50 مليار سنتيم ويضم "قاعة المسرح، خشبة خلفية وخشبة ادارية، نادي، غرف الفنانين، ورشات، قاعة التدريبات، مكاتب ادارية، مخازن". ويقع ضمن القطب الثقافي الذي يضم كلا من المكتبة العمومية الرئيسية للمطالعة "جمال الدين بن سعد" والمتحف الولائي وملحق المعهد الجهوي الموسيقي وملحق المعهد الجهوي للفنون التشكيلية وملحق المركز الوطني للبحث فيما قبل التاريخ. كما تعزّز المسرح كمكسب مهم للولاية بتعيين القامة المسرحية الوطنية والعالمية الأستاذ "جقاطي عيسى" على رأسه باعتباره مختصا أكاديميا في المسرح درس داخل وخارج الجزائر كما مارس مهنة التدريس بمعهد فنون العرض ببرج الكيفان بالعاصمة وتخرّجت على يديه أجيال مسرحية. اضافة الى ذلك فإن السيد "جقاطي" أحد المهنيّين الممارسين لأبي الفنون إخراجا واقتباسا وتأليفا ونقدا وتكوينا للمواهب وتنشيطا للورشات. بوستّة خلّد أسماء جلفاوية ... وآمال معلقة على "جلاّوي"!! وتعود من جديد قضية تجاهل الأسماء الفاعلة في الحقل الثقافي بولاية الجلفة في تخليدها على رأس المؤسسات الثقافية. حيث ما يزال الجلفاويون يذكرون للوالي الأسبق "ابو بكر بوستة" تكريمه لأسماء صحفية وثقافية جلفاوية راحلة (جمال الدين بن سعد، أحمد بن الصغير، نورة بن يعقوب) حين تم اطلاق أسمائهم على مؤسسات ثقافية بكل من عاصمة الولاية وحاسي بحبح ومسعد. بينما تأمل الأسرة الثقافية لعاصمة السهوب في أن يخلّد الوالي "عبد القادر جلاوي" أسماء عالمية ولدت في الجلفة أو تركت بصماتها فيها بانتشالها من النسيان وتخليد أسمائها في الهياكل المتواجدة بالقطب الثقافي. ويبرز في هذا السياق اسم الكاتب "محمد بن سي أحمد بن الشريف 1879 -1922" الذي يُعتبر أول روائي جزائري يكتب رواية باللغة الفرنسية وينشرها سنة 1920. كما يبرز في هذا السياق اسم الشاعرين الشعبيين الكبيرين وهُما ابن سيدي بايزيد "المجاهد يحيى بختي 1931-2016" صاحب "الإلياذة الشعبية" وابن مدينة الشارف الشاعر "بن صولة بوبكر 1888-1960" المعروف بالشاعر الشعبي للثورة الجزائرية. كما يبدو أيضا من الساحة المسرحية المحلية اسما الفنانين الراحلين "أحمد بن فتاشة" المعروف ب "صميدة" وصديقه "الشيخ القندوز" الذين يعتبران من رواد المسرح الحكواتي. حيث أن الفنان "صميدة" يعتبر أول من أنشأ جمعية فنية بولاية الجلفة عام 1967 والمسماة "جمعية نجمة بوكحيل" اضافة الى كونه كان عازفا على آلة الكمان وحافظا لأشعار شعبية وكذا ممارسته للعزف الموسيقي خارج الجزائر وبالضبط في فرنسا. وكذا الراحل "الدكتور محمد كاكي" الذي كان ينشط في المسرح سنوات السبعينات والثمانينات. "ماكس أوب" ... قامة مسرحية عالمية مرّت بالجلفة وخلّدت اسمها عالميا !! وبشأن تسمية المسرح الجهوي بالجلفة، فإن ولاية الجلفة تعجّ بأسماء فاعلة في المسرح تركت بصمتها وقدمت الكثير لأبي الفنون ان محليا أو وطنيا أو عالميا. وفي هذا السياق يبرز الشاعر والكاتب المسرحي المكسيكي "ماكس أوب" الذي كان معتقلا بعين اسرار بعاصمة الولاية. وبهذا الصدد يقول الروائي "عيساوي عبد الوهاب"، الحائز على جائزة "آسيا جبار" للرواية"، بأن اسم "ماكس أوب" يستحق التخليد بولاية الجلفة لسببين أحدهما أنه قد خلّد اسم "الجلفة في ديوان شعري بعنوان "Diario de djelfa" وقصة "El cementerio de Djelfa" باللغة الإسبانية وتُرجمت الى عدة لغات. وهو ما لم يفعله تقريبا -يقول عيساوي- أي كاتب آخر. كما يقول ذات الروائي أن ماكس أوب أصلا هو كاتب نص مسرحي ويمكن لمسرح الجلفة أن يقتبس من نصوصه وينتجها في مسرحيات بل حتى تلك الأعمال التي كتبها ماكس أوب عن الجلفة على غرار ديوانه الشعري. مصير غامض لمحلق المركز الوطني للبحث فيما قبل التاريخ !! وتتزامن اشاعات التسمية للمسرح الجهوي بالجلفة مع اشاعات أخرى حول أسباب تأخر فتح ملحق المركز الوطني للبحث فيما قبل التاريخ. حيث يُتداول أنه سيجري تحويل هذا الأخير الى ولاية الأغواط مع تحويل المقر الموجود بولاية الجلفة الى فرع للمديرية العامة للديوان الوطني لحظيرة الأطلس الموجود أصلا مقرها بولاية الأغواط. وهو ما يعتبر ظلما ندّدت به الأوساط الثقافية الجلفاوية بالنظر الى الدلائل القوية حول ذلك ومنها تعليق عملية التوظيف بملحقة مركز البحث فيما قبل التاريخ. وعلى عكس ذلك، تتوفر الكفاءات المؤهلة بتخرج أول دفعة ليسانس آثار من جامعة الجلفة لتُضاف الى حملة الليسانس والماستر والماجستير من أبناء ولاية الجلفة المتخرجين من جامعتي الجزائر وتلمسان.