ستستفيد ولاية الجلفة قريبا من عدة منشئات ثقافية تشكل قطبا ثقافيا بامتياز من حيث البنية القاعدية التي وجب الاعتراف أنها تحف معمارية كمثال المسرح الجهوي، ليطرح الآن إشكال من ستوكل لهم مهام تنشيط هذه المنشئات حتى لا تتحول إلى هياكل من دون روح أو تقع تحت رحمة غياهب الإدارة، حيث يجب القول أن تسيير هيكل ثقافي ورسم إستراتيجية ثقافية له لا يمكن أن يتحقق إلا مع رجال الفن الرابع، كما هو الحال بالنسبة لباقي الفنون. "عيسى جقاطي"، الصين تكرمه والجزائر تتناساه وفي هذا الشأن، أنجبت ولاية الجلفة طاقات مسرحية هائلة على مر السنين وذلك منذ أول خطوات المسرح بالجلفة التي كانت على أيدي قائد فوج الأمل للكشافة الإسلامية "محمد بوسعيد" سنة 1939 الذي أسس لبداية المسرح الحكواتي ومسرحيات "ماكس أوب" التي أشهرها مسرحية "لا" وكذا جمعية "النبراس" التي أحييت مسرح الأطفال بالإضافة إلى كل الجمعيات ورجال المسرح من الجلفة التي غابت عنا أسمائهم. "النفطي سالم"، كفاءة مسرحية معترف بها مأساة المسرح الجلفاوي اليوم هو حالة الشتات التي يعاني منها أبنائه وهم يتلقون الاعتراف ويحضون بالاحترام على المستوى الوطني والعالمي والأمثلة عن ذلك كثيرة ومؤلمة. فها هو الفنان الكبير "عيسى جقاطي" اليوم أستاذ بالمعهد الوطني للفنون الدرامية ببرج الكيفان وهو الذي تخرج منه بتفوق وواصل تكوينه بالصين، أحد بلدان المسرح، ونال هناك عدة تكريمات وهو الذي أيضا أخرج عدة أعمال مسرحية نذكر منها "ديك المزابل" و"المساطيش الثلاثة" و"الركوع للثرى". "بن الطاهر أحمد"، ممثل واعد وآمال معلقة "النفطي سالم" هو أيضا من بين المواهب المسرحية النادرة ربما على المستوى الوطني وهو المتخرج أيضا من معهد الفنون الدرامية تخصص "سينوغرافيا" وصاحب عدة أعمال مسرحية آخرها مسرحية "ما تبقى من بريد الشهداء" التي أنتجها مسرح "سكيكدة". الروائي "إسماعيل يبرير" تميز أيضا بحس مسرحي كبير وهو الذي ظفر بتكريم دولي بالإمارات عن مسرحية "الراوي في حكاية" ككاتب بالإضافة إلى "أحمد العقون" الذي يشغل حاليا مدير دراسات بالمعهد العالي للموسيقى بالعاصمة ومخرج مسرحية "فوضى" التي أنتجها المسرح الوطني الجزائري و"السعدي بشير" وممثلون مسرحيون لم يجدوا بعد من يحمل مشاريعهم نذكر منهم على سبيل المثال "حمزة دحماني" و"بن طاهر أحمد" الذي ظفر مؤخرا بجائزة "أحسن ممثل واعد" بالأردن. "إسماعيل يبرير"، مفخرة الجلفة والجزائر وتسعى عدة وجوه ثقافية حاليا بالجلفة وممثلو المجتمع المدني إلى إقناع وزيرة الثقافة، التي لم يسبق لها أن زارت الجلفة، بالاعتراف بالكفاءات الجلفاوية في المجال الفني والمسرحي خاصة من خلال الاستثمار في كل الطاقات التي تبعثرت جهودها بين الولايات وذلك بتعيين هذه الوجوه المسرحية والفنية في مناصب تسمح لها بالنهوض بالمسرح والكتابة والموسيقى بالولاية أو خارجها وهو ما سيكون مجرد "حسن اختيار" للرجل المناسب في المكان المناسب وليس تفضيلا لهم على حساب طاقات وطنية أخرى، فهل ستستجيب الوزيرة لهذا المطلب؟