تعد حزمة المطالب التنموية التي سيضعها السكان على مكاتب رؤساء المجالس الشعبية البلدية بعين الدفلى، إحدى الرهانات والتحديات التي ستواجه هؤلاء المنتخبين المحليين الذين استمعوا خلال خرجاتهم الميدانية أثناء الحملة الإنتخابية إلى جملة من هذه الإنشغالات، كون هؤلاء قد رتبوا أولوياتها لإيجاد الحلول لها ضمن مشاريع تنموية بلدية أو على عاتق خزينة الولاية. حزمة هذه المطالب والإنشغالات التي سيواجهها من أفرزتهم صناديق الإنتخابات ستكون ثقيلة ومعقدة لدى كثير من المجالس البلدية التي يكشف عنها بعد 23 نوفمبر، بالنظر إلى الوضع المالي غير المريح وضعف المداخيل الجبائية لدى خزينة هذه المجالس التي توارثت ضعفا في التسيير ومحدودية في جلب الإستثمار المنتج الذي يكاد حسب وقوفنا الميداني وحديثنا مع المصالح البلدية والمترشحين والسكان الذين يعايشون واقع بلدياتهم عن قرب يقول محدثونا بعين المكان والذين أجمعوا على أن ضعف المبادرات المحلية واستغلال الإمكانيات الكبيرة أو المحدودة من جهة ثانية قد مدّد في اتساع رقعة النقائص والإنشغالات بالرغم من المجهودات التي بذلتها السلطات الولائية للتخفيف من عبء هذه النقائص على حدّ قول بن يوسف عزيز الذي طالما كرّر خلال خرجاته الميدانية توجيهاته الرامية إلى حسن الإختيار للكفاءات من قبل السكان، لأن بعد فرز النتائج، ستوكل لهم زمام التسيير لشؤونهم والتكفل بانشغالاتهم ومع تشديد الرقابة على مهامهم، وهي توجيهات نابعة من حرص المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية بعد تجرمة مع مجالس بلدية لها وما عليها. أولويات معقدة في بلدية بربوش الفقيرة هذه الوضعية المسجلة على مستوى أولويات كل بلدية وإن كان معظمها يتشابه من حيث الإنشغالات المطروحة محليا، فسكان بلدية بربوش الفقيرة والواقعة الجنوب الشرقي من الولاية والمحاذية لمنطقة دراق بالمدية لازالت تجمعاتها السكنية الواقعة بمدخل محيطها العمراني، تنتظر رفع الغبن عنها خاصة فيما يتعلق بإنجاز قنوات الصرف الصحي، حيث أغرم ساكني هذا الحي باللجوء إلى الحفر التقليدية كأماكن لتفريغ النفايات المنزلية والتي صار يشكل حضرا صحيا على العائلات والأطفال بفعل الروائح الكريهة وأخطار تسربها للأبار الفردية للسكان، ناهيك عن انعدام تهئية الطرقات وضعف الإنارة العمومية التي ستكون من مطالب هؤلاء المغبونين استمعوا جيدا للمترشحين قبل إنتخابهم. كما سيطرح ملف التهيئة والأرصفة للأحياء المحيطة كما هو الحال بالطريق المؤدي لسدي المحجوب والذي صار يشكل خطرا على قاطني الحي الذين يتطلّعون إلى إعادة إسكان منطقة سدي المحجوب التي أفرغت من سكانها جراء تدهور الوضع الأمني في سنوات الجمر والتي أصبحت بحاجة ماسة لمرافق من أجل العودة وخدمة الأرض بها وهو تحدي يراها السكان ضروري لتعمير المنطقة التي تعدّ فلاحية بامتياز يقول محدثونا من ذات الجهة التي اقتربنا منها في خرجتنا لبلديتها التي مازال مركزها عبارة عن قرية رغم تغطيتها بشبكة الغاز والماء الشروب وقنوات الصرف لمركزها، يشير محدثونا. ومن جانب آخر، سيضطر المنتخبون الجدد إلى التعاطي مع ملف الشباب والرياضة، حيث لازال أبناء المنطقة ينتقلون إلى بلدية مجاورة لإجراء مقابلات في كرة القدم وأنشطة رياضة أخرى، وهذا بالرغم من وجود ملعب بلدي لكن وضعيته كارثية، حيث صار مكانا لتفريغ النفايات خاصة على مستوى المدرجاته التي تفتقد للمعايير التقنية حسب تصريحات الشباب الذي رافقونا إلى عين المكان والذي استغربوا لظاهرة الرمي العشوائي للرمال والحصى وسط الشوارع والأرصفة المتدهورة والتي لم يتم تهيئتها منذ عهد بناء القرية الفلاحية ضمن مشاريع القرى الزراعية. هذه الإنشغالات والمطالب هي بمثابة إحدى التحديات الي سيجدها المنتخبون المحليون على مكاتبهم حين يتمّ تنصيبهم على المجلس البلدي لبربوش. ثروة مائية غير مستغلة بواد الشرفة لم يشفع لها موقعها المحاذي لبلدية وامري بالمدية واستفادتها من سد غريب الذي يزود العصمة والمدية وبلديات عين الدفلى القريبة من ذات المرفق المائي، حيث لم يعرف القطاع الفلاحي تطورا بالشكل الكافي والمتطور والتنوع الزرعي خاصة الخضر والفواكه والسقي بالرش للمساحات المتعلقة بالحبوب المسقية ضمن نظام التكثيف الذي أقرت وزارة الفلاحة منذ سنوات. هذا الملف الثقيل الذي لم يتعامل معه المنتخبون السابقون ضمن آليات الإستثمار الفلاحي المنتج بالرغم من بعض النتائج المحقّقة والتي لاتزال غير كافية بالنظر إلى حجم الإمكانيات المتوفرة وكميات تدفق مياه السد التي لا تكلف موالا في جلبها كون المرفق يقع في مرتفع، مما يجعل الملف بحاجة إلى تحرك المنتخبين لتدارك النقص في الإستثمارات الفلاحية وتنويعها قصد فتح مناصب شغل مع التشجيع لإنشاء مؤسسات تحويلية ضمن النسيج الصناعي الذي تمتلك المنطقة كل مؤهلاته. ومن جهة أخرى، يرفع سكان حي 40 مسكنا انشغالا كبيرا طالما شغل بالهم في وقت لم يبدِ المنتخبون المحليون أي تجاوب مع المعضلة التي أرقتهم والمتعلقة بالتشققات التي مسّت مساكنهم على مستوى القاعدة الأرضية للمباني التي صارت غير صالحة رغم النداءات المتعدّدة الموجهة للمنتخبين السابقين الذين لم يتجاوبوا مع هذه المخاوف، حيث سيجد المجلس القادم ملفا ثقيلا يتطلّب الإسراع في اتخاذ الإجراءات والضغط على ديوان الترقية والتسيير العقاري لإيجاد الحلول المناسبة قبل حدوث الكارثة لا قدر الله بتسجيل انهيارت وسقوط هذه المباني على رؤوس ساكنيها يقول محدثونا من أبناء الحي. أما بخصوص منطقة عمورة المعروفة بسوقها الأسبوعي للماشية، فإن المجالس السابقة لم تتحرك لتهيئة المرفق وجعله أكثر مردودية والذي بإمكانه إنعاش خزينة البلدية، بالإضافة إلى تحسين المحيط العمراني الغارق في قلة النظافة والأوحال خاصة بالمدخل الغربي للحي المحاذي لأرضية السوق والمتوسطة. الاستثمار الضائع في تبركانين سيكون المجلس البلدي القادم لتبركانين على موعد مع تحدي تجسيد المنطقة الصناعية للنشاطات التي منحتها الوزارة ضمن المخطط الإستثماري لبرنامج الولاية الذي أعطى لهذا القطاع الأولوية في تحريك دواليب التنمية والنشاط الإقتصادي، غير أن ثقل التعاطي مع هذا المشروع بدأ من السلطات المحلية المنتخبة جعل الملف يعرف تأخرا كبيرا، وهو ما جعل السكان يستعجلون رؤية منطقتهم المحاذية للمحطة المتعددة الخدمات لنفطال تتجسّد بها مشاريع استثمارية منتجة للثروة واليد العاملة النشيطة حسب أقوالهم. هذه الرغبة سيضعها سكان المنطقة أمام المنتخبين الذين سيوضعون على المحك لتحقيق رغبة السكان وتحديات البرنامج التنموي الذي مازال بعيدا عن أهدافه الإجتماعية في المقام الأول كون الناحية تعرف بطالة بين أوساط الشباب. الملف بحاجة ماسة إلى تفعيل المبادرات المحلية وسعي أعضاء المجلس لجلب المستثمرين لهذه المنطقة التي مازالت جرداء لحد الساعة إلا أشغال قليلة تراوح نفسها. وبنظر سكان هذه البلديات ومناطق أخرى من الولاية، فإن تحرك المنتخبين في التعاطي مع انشغالات السكان صار من الأولويات، والسعي لتنفيذ البرامج وخلق المبادرات أصبح من مطالب السكان الراغبين في تحسين ظروفهم المعيشية وتحقيق القفزة التنموية لمناطقهم، الأمر الذي يحتّم على المنتخبين تغيير سلوكاتهم في التسيير لأن المرحلة القادمة معقدة وبحاجة إلى جهود أكبر. كما يلح محدثونا على فتح المجال أمام إشراك المواطن في الحضور لجلسات المداولات وإعطاء رأيه بعدما تمّ إغلاق هذا الفضاء في وجه المواطنين منذ سنوات حسب أقوالهم.