يسير فريق شباب قسنطينة بنسق قد يمكنه من خطف لقب الرابطة المحترفة الأولى في نهاية الموسم الحالي، بالنظر للنتائج الكبيرة التي حققها في ال 12 جولة من المنافسة ويتربّع على ريادة الترتيب بفارق 4 نقاط على ملاحقه المباشر شبيبة الساورة، هذه الوضعية جعلت كل أنظار المتتبعين تصوّب إلى النادي القسنطيني بصفة مركزة. فالإستراتيجية التي رسمها مسيّرو النادي أتت أكلتها لحدّ الأن من خلال التدعيمات النوعية التي تمّ جلبها إلى «مدينة الجسور المعلقة»، وتجديد الثقة في المدرب المحنك عبد القادر عمراني، حيث أن التشكيلة تقدم مستويات كبيرة وكل الأرقام تصبّ في منحى أن الفريق في وضعية مريحة التي تمكنه من السير بخطى ثابتة نحو الفوز باللقب، ولو أن الطريق ما زال طويلا وشاقا. وتمكّن «السنافر» من تحقيق انطلاقة موفقة للغاية بتوقيعهم لحد الآن ل 8 انتصارات وتعادلوا في 3 مناسبات وخسروا مرة واحدة .. مما يعني أن الحصيلة ايجابية للغاية وترفع من معنويات اللاعبين الذين يسعون بجدية للحفاظ على هذه الوتيرة في بقية مشوار البطولة وخاض الشباب مقابلات قوية جعلته يتفوق على أندية تنافس هي الأخرى على اللقب على غرار اتحاد العاصمة، هذا الأخير لم يصمد في عقر داره أمام قوة تشكيلة عمراني التي عادت للديار بالنقاط ال 3. وتحقّقت النتائج بفضل العمل الكبير الذي أقيم قبل بداية الموسم، أين تمكن المناجير العام عرامة من جلب لاعبين لهم امكانيات كبيرة على غرار المهاجم عبيد والحارس رحماني واللاعب سيلا . تنسيق كبير بين عرامة وعمراني وبالتالي يظهر أن التنسيق بين الاطارات الفنية للفريق أعطى ثماره من خلال اعتماد عمراني على تشكيلة متوازنة واستعدت في ظروف جيدة، مما سمح لها تحقيق تطور تقني على مراحل الى غاية انطلاق المنافسة التي كانت موفقة بتسجيل نتائج ايجابية . ويعتمد الفريق على خبرة المدرب عمراني وصرامته في تسيير الأمور الفنية، حيث يعطي للعمل أولوية كبيرة، وما فتئ يكرر أن على اللاعبين التركيز على العمل في المقام الأول و لاحظنا عدم اعتماده على بعض اللاعبين الذين تغيبوا عن بعض الحصص التدريبية .. الأمر الذي أرسى جوا مناسبا لبذل المجهود من أجل «افتكاك» مكان كأساسي في التشكيلة و في الأيام الأخيرة عفت تدريبات الفريق بعض الغيابات، مما اضطر عمراني للقول: «لاحظت بعض التراخي في هذا الوقت المهم جدا، من الضروري اتخاذ اجراءات مهما كان اسم اللاعب، حيث أن مرحلة العودة في البطولة بالنسبة إليّ تبدأ من مباراة شبيبة القبائل «.. مما يعني أن المشرف على العارضة الفنية للفريق يريد ابقاء اللاعبين في تركيز تام حتى في فترة الراحة التي استفادت منها الأندية قبل اجراء الجولة ال13. عبيد .. الحلقة القوية في تشكيلة «السنافر» كما أن الرسم التكتيكي الذي اعتمده عمراني قدم سلاسة كبيرة لأداء الفريق من خلال الوصول «بسرعة « الى منطقة المنافسين، وبالتالي توقيع الأهداف في معظم المقابلات التي لعبها ش.قسنطينة الذي يحتل الريادة كذلك في عدد الأهداف بحصيلة بلغت 19 هدفا، تمكن الهداف عبيد من تسجيل 9 منها، أي تقريبا 50 بالمائة من الحصيلة الكلية والأكثر من ذلك، فإن هداف البطولة لحدّ الآن ساهم بشكل كبير في عدد النقاط التي تحصل عليها الفريق بأهداف حاسمة. ويتمتع المهاجم عبيد ببنية مورفولوجية مميّزة وامكانيات فنية كبيرة تمكنه في كل مرة التمركز في المكان المناسب لتحويل الكرة الى الشباك، حيث استطاع المدرب عمراني من ايجاد «الدور» الأساسي لهذا اللاعب الذي كانت له تجارب ببعض الفرق لم تكن ناجحة تماما، خاصة في مولودية الجزائر ونصر حسين داي .. وبفضل العمل الكبير في فريق «السنافر»، فإن عبيد يطرق بقوة على أبواب المنتخب الوطني الأول .. وبدون شك سيحذو حذو زميله في الفريق الحارس رحماني الذي كثيرا ما «أنقذ» الفريق من وضعيات صعبة بفضل امكانياته الكبيرة والثقة التي يلعب بها. جمهور من ذهب يسندالفريق ... ولا يمكن الحديث عن شباب قسنطينة وسيره بثبات في هذه البطولة دون التطرّق لجمهوره الوفي الذي يشجع الفريق بطريقة فريدة، حيث يتوافد بأعداد غفيرة الى ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة ويشكل «اللاعب رقم 12» في كل المقابلات .. ويدفع اللاعبين الى بذل مجهودات أكبر للتفوق .. وشاهدنا ذلك «الديكور» الذي صنعه في المباراة الأخيرة أمام مولودية وهران حين تجاوب مع لقطات أصحاب الزي الأخضر والأسود الى غاية تمكن عبيد من توقيع هدف الفوز واحتفل مع اللاعبين بعد نهاية المباراة التي كانت قوية بين فريقين قدما مستوى مميّزا وبندية كبيرة.