«فلسطين” كانت منذ الأزل القضية التي ربطت الشعب الجزائري قلبا وقالبا بالشرق الأوسط حتى صارت مبدأ لا يساوم عليه أي فرد منه مهما كانت صفته بسيطا كان أو نخبة، هي اللحن الأبدي الذي زرع داخله منذ الصغر حتى صار الهواء الذي يتنفسه و الإيمان القوي بحرية هذه الأرض الأبية مهما طال ظلام الاحتلال و سواده، ولن يختلف اثنان في أن عروسها “القدس” عاصمتها الأبدية.. هي اليقين الذي لا يحتمل ذرة شك عند أي واحد من الجزائريين الذين تجمعوا أمس في القاعة البيضاوية التي لم تتسع أعدادهم الكبيرة والغفيرة معلنين نيابة عن كل جزائري حر أن القدس عربية إسلامية وان أعلنها ترامب غير ذلك، مؤكدين انه ومثلما تمسكنا بقرار تحرير الأراضي الوطنية من الاستعمار الفرنسي الغاشم، فلن نقبل بغير قرار تحرير الأراضي الفلسطينية من العدوان الصهيوني. جماهير غفيرة ضربت موعدا بالقاعة البيضوية منذ الساعات الأولى من صباح أمس، للتنديد بالكيان الصهيوني وقرار ترامب القاضي بجعل القدس عاصمة له، رافضين أي مساومات حول القدس الأبية التي لن تكون إلا عاصمة لفلسطين مؤكدين في سياق ذاته أن استقلال الجزائر لن يكتمل إلا بتحرير أرض الزيتون. بهذه المواقف الثابتة جدد الجزائريون من القاعة البيضوية بالعاصمة، تمسكهم بدعم القضية الفلسطينية رافضين لقرار ترامب غير الشرعي وتصريحاته اللامعترف بها، مؤكدين بأعلى صوتهم القدس لن تكون “إلا عاصمة لفلسطين”، “معكم يا فلسطين حتى النصر”، منددين في الوقت ذاته بما أسموه بالصمت الرهيب لبعض الشعوب العربية لمختلف التجاوزات والانتهاكات التي يعرفها القدس الشريف من طرف القوات الإسرائيلية. حناجر جزائرية طالبت وبأعلى صوتها الشعوب العربية و الإسلامية بالإسراع في نجدة القدس والمحافظة على عليها عاصمة عربية مرددين شعار” الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” وهي المقولة المشهورة للرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان من المساهمين في دفع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإلقاء أول خطاب له بالأمم المتحدة عام 1974. وفي كلمة له بالمناسبة، ثمن المستشار السفير الفلسطيني موقف الجزائر الثابت إزاء نصرة القضية الفلسطينية، مثنيا على الثورة التحريرية التي بات يقتدى بها من أجل تحرير فلسطين حيث أكد في هذا الإطار قائلا –« نحن ماضون على نفس الدرب الذي سارت عليه الثورة الجزائرية”. كما اعتبر ابن فلسطين، قرار ترامب بالجائر و الذي سيشكل لا محالة رافعة للوضع الوطني في فلسطين وسيعيد فلسطين وقضيتها إلى مركز الاهتمام العربي والدولي، مبديا موقف الشعب الفلسطيني الذي ما يزال يعيش ويلات العدوان الإسرائيلي والذي يتسبب في مئات القتلى و الجرحى من هذه التصريحات غير المعترف بها، منتقدا بالمناسبة التواطؤ العربي المفضوح إزاء هذا الوضع قائلا من هذا الباب “ يسجل التاريخ المتخاذلين عن دعم فلسطين كما سيكتب من الجهة الأخرى المساندين لها، مؤكدا أن القضية تبقى قضية وجود حيث لابد أن يتحقق السلم والأمن من خلال مواصلة بناء الدولة الفلسطينية المستقلة تكون عاصمتها القدس الشريف.. محمد طاهر ديلمي ممثل عن المجلس الشعبي الولائي للجزائر و منسق المجتمع المدني الذي اشرف على تنظيم هذه الوقفة التضامنية، أكد وجوب دعم القوى للقضية الفلسطينية وتوحيد الكلمة حول ضرورة نصرة القضية و مساندتها التامة ومواصلة دعم القضية إلى غاية تحرير وطنهم وإقامة دولتهم وفق المواثيق والقرارات الأممية. بدوره، انتقد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية الصمت المطبق على هذه التصريحات غير المشروعة مطالبا بتوسيع رقعة الدعم من اجل نصرة إخواننا الفلسطينيين من اجل استرجاع أرضهم. وذكر صادق بوقطاية ممثل عن جبهة التحرير الوطني بالموقف الثابت للجزائر حول القضية الفلسطينية التي لن تقبل بغير القدس عاصمة لفلسطين. من جهته أكد ممثل عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حشاد، موقف الجزائر حول القضية رافضا تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة، مشددا على ضرورة وضع حد لهذا العدوان الصهيوني. نفس التوجه عبر عنه رئيس تنسيقية الجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، حيث أكد قائلا-”هاهو المواطن الجزائري اليوم يعبر رغم كل الظروف انه مع الأقصى والقدس لن تكون إلا إسلامية ولا نرغب بغيرها عاصمة لفلسطين ونحن شعب لا نقبل بمساومات حول هذه الأرض الأبية”. الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين لولاية الجزائر الحاج محمود العرباجي، قال نحن مع فلسطين و فلسطين دولة عربية عاصمتها القدس الشريف ،عاصمة كل المسلمين مذكرا ببطولات الشعب الجزائري الذي بقى صامد في وجه المستعمر الفرنسي الغاشم لأكثر من 132سنة غير أن تمسكه بأضه جعله ينال الحرية، “ وعلى فلسطينيين اليوم أن تخرج اليهود من أرضهم الطاهرة. من جهتها المجاهدة اغيل احريز، تحدثت عن هذه الهبة التضامنية للشعب الجزائري و التي قالت انها ذكرتها في مظاهرات 11 ديسمبر وبطولات من صنعوا أمجاد الجزائر إبان الثورة التحريرية،مؤكدة موقف الجزائر شعبا ودولة ورئيسا تجاه القضية الفلسطينية التي تعد من أولوياتنا ونحن لا نقبل تضيف المجاهدة اغيل “ بغير الحرية للفلسطينيين”. وعرف التجمع حضور شخصيات وطنية على غرار، الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، الذي أكد على هامش الوقفة التضامنية انه لا يمكن الاعتراف بغير القدس عاصمة لفلسطين وان موقفه هو موقف كل جزائري حر، أن الجزائر لن تسترجع استقلالها كاملا إلا بعد تحرير الأراضي الفلسطينية من هذا العدوان الصهيوني. وقد شهدت الوقفة التضامنية التي دعت إليها مختلف التنسيقيات والجمعيات الوطنية، حضور حشود كبيرة من المشاركين، هتفوا بقوة بشعارات داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني الشقيق وأخرى معادية للكيان الصهيوني الغاشم، عاكسة من خلالها الموقف الرسمي والتاريخي الثابت للجزائر الداعم لفلسطين في كل الظروف ظالمة كانت أو مظلومة.