نظمت وقفة تضامنية واسعة مع القضية الفلسطينية وسكان غزّة على وجه الخصوص الذين يعيشون ويلات العدوان الاسرائيلي الهمجي، حضرها عدة مناضلين وحقوقيين ونقابيين، وممثلين عن بعض التشكيلات السياسية والمجتمع المدني، طالبوا خلالها بضرورة الوقف الفوري لهذا العدوان الدموي الذي خلّف مئات القتلى وآلاف الجرحى. شهدت هذه الوقفة التضامنية التي دعا إليها الاتحاد العام للعمال الجزائريين وحزب العمال بالمقر الوطني للمركزية النقابية بدار الشعب بالجزائر العاصمة، زوال أمس الخميس، حشودا كبيرة من المشاركين مثلوا عدة هيئات عمالية ومنظمات نقابية عن ولايات الوسط، وأعضاء الفروع والمكاتب الولائية، وقد هتفوا بقوة بشعارات داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني الشقيق مثل "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، ورددوا عبارات الترحم على شهداء غزة، كما رفعوا شعارات معادية للكيان الصهيوني الغاشم. وفي هذا الإطار، أكدت الأمينة العامة لحزب العمال الويزة حنون، في تدخلها عند بداية هذه الوقفة إلى ضرورة توسيع رقعة الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الجريح الذي يئن تحت القصف الاسرائيلي الهمجي الذي لم تسلم منه حتى البراءة. داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل العاجل لوضع حد لهذا العدوان الذي يحظى بصمت واسع مطبق. وأوضحت أن هذه المبادرة الشجاعة التي تشارك فيها كل القوى الحية في المجتمع من نقابات وأحزاب وفعاليات المجتمع المدني، تعكس بقوة الموقف الرسمي والتاريخي الثابت للجزائر الداعم لفلسطين في كل الظروف، منتقدة بالمناسبة التواطؤ العربي والغربي المفضوح إزاء هذا الوضع، وهو ما وصفته بالخيانة العظمى من أجل " مصالح ضيقة" على حد تعبيرها . وذكّرت مسؤولة حزب العمال، بأن القضية الفلسطينية تبقى قضية وجود، حيث لابد أن يتحقق السلم والأمن في فلسطين لمواصلة بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ومن جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي سعيد، وجوب توحيد جهود كل الهيئات العمالية والنقابية عبر العالم لدعم قوي للقضية الفلسطينية، وتوحيد الكلمة حول ضرورة نصرة سكان غزة ومساندتهم على تجاوز محنتهم جراء العدوان الاسرائيلي. وأشار بالمناسبة إلى تنظيم مبادرة تضامنية ملموسة لفائدة سكان غزة تتمثل في تخصيص أجرة يوم واحد من أجور العمال الجزائريين لفائدة الفلسطينين بالقطاع لمساعدتهم على تجاوز معاناتهم. مشيرة في هذا السياق، إلى مواصلة الدعم للأخوة الفلسطينيين إلى غاية تحرير وطنهم وإقامة دولتهم وفق ما تقرّه المواثيق والقرارات الأممية. كما ثمّن سفير فلسطينبالجزائر، السيد عيسى لؤي، الموقف التاريخي الثابت للجزائر في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مبديا قلقه حول كيفية إيجاد الحلول الكفيلة لمواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي المتواصل منذ 1947، معتبرا ما يجري في غزة لا يمس فقط هذه المدينة وإنما القضية ككل. وذكر بأن الجزائر كانت وفية في دعم حركات التحرر ومكافحة الاستعمار في إفريقيا، وهو جعلها تتبوأ اليوم مكانة هامة بين الأمم. ومن جهة أخرى، دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، السيدة سعيدة بن حبيلس، إلى وقف فوري للعدوان الاسرائيلي الأعمى على قطاع غزة، مشيرة إلى التحرك على المستوى الدولي لإيداع شكوى لدى الهيئات الدولية ضد الكيان الصهيوني الذي ارتكب جريمة قتل ضد مواطن جزائري، ويتعلق الأمر بالطفل عبد الله يوسف دراجي، الذي توفي تحت القصف الاسرائيلي. وأضافت السيدة بن حبيلس، أن الهلال الأحمر مستعد لمواصلة مبادراته التضامنية لتقديم الدعم المادي لفائدة سكان غزة، مطالبة كافة الحقوقيين والنقابيين عبر العالم بالخروج عن صمتهم والوقوف إلى جانب سكان غزة. كما انتقد رئيس الكشافة الإسلامية الجزائرية، الصمت المفضوح المطبق على ما يجري في غزة من قصف وتقتيل للأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، مطالبا بهدم جدار العار وفك الحصار عن الأهالي. ونوّه رئيس الاتحاد النقابي الإفريقي عبد اللاوي دويبو لولوما، بدعم كفاح الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع أرضهم وبناء دولتهم. وبالموازاة مع ذلك، نظمت أول أمس الخميس، بولايات باتنةوسطيفوسكيكدة بشرق البلاد، وقفات ومسيرات تضامنية مماثلة نصرة لسكان غزة الذين يواجهون العدوان الوحشي لجيش الاحتلال الإسرائيلي. فبمدينة باتنة، نظمت وقفة تضامنية مع سكان غزة بمشاركة منتخبين بكل من المجلس الشعبي البلدي والمكتب الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين والعديد من الجمعيات. وأكد أحد الأعضاء المنظمين لهذه الوقفة التضامنية ورئيس جمعية "ضحى" للإسعاف الطبي، السيد كمال بن السبع، أن هذه المبادرة جاءت من كل فعاليات المجتمع المدني بعاصمة الأوراس "تنديدا بالمجازر المقترفة في حق إخواننا في غزة". وبدورهم شارك مواطنو ولاية سطيف، رجالا ونساء وأطفالا رفقة فعاليات المجتمع المدني وجمعيات محلية في مسيرة شعبية حاشدة تدعم شعب غزة وتندد بالعدوان عليه. وبسكيكدة نظم المجتمع المدني بعد ظهر اليوم، مسيرة تضامنية مع سكان غزة انطلاقا من قاعة عيسات إيدير إلى غاية ساحة أول نوفمبر، عبر الشارع الرئيسي لمدينة سكيكدة حسبما لوحظ. وبغرب الوطن وفي "وهران" على وجه التحديد أعرب عشرات الوهرانيين عن مساندتهم المطلقة للشعب الفلسطيني في غزة، ومقاومته الباسلة ضد العدوان الصهيوني، معبّرين عن شجبهم وتنديدهم بالمواقف "الصامتة تجاه المذبحة التي يتعرض لها سكان القطاع". وخلال تجمع تضامني نظمه المجلس الشعبي الولائي بكافة تشكيلاته السياسية بقاعة السينما "السعادة"، شدد المتدخلون من ممثلي بعض الأحزاب السياسية والجمعيات على شرعية المقاومة الفلسطينية الباسلة التي "تقف في وجه آلة الدمار الإسرائيلية بدعم من الدول الكبرى، وبصمت وتواطؤ عالمي مفضوح".