حذرت المختصة النفسية مليكة أوجهان في حوار مع «الشعب» الأولياء من ترك أطفالهم قبل سن العامين أمام التلفزيون موضحة أن مشاهدة الأطفال لبرامج تلفزيونية متكررة لساعات طويلة في اليوم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد. - ما هو مرض التوّحد ؟ داء التوحد هو اضطراب في تطور ونمو الطفل، النفسي والعقلي والحركي، حيث يظهر في اغلب الأحيان في سن مبكرة على شكل خلل في التفاعل والتواصل مع المجتمع، وربطه الأطباء والباحثين باختلالات بيولوجية على مستوى وظيفة الجهاز العصبي. - ماهي العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوّحد؟ إلى حد الآن لم يتوصل الباحثون إلى تحديد الأسباب الحقيقية للإصابة بداء التوحد ولا تزال الأبحاث قائمة في حال إذا كان أكل الطفل من أسباب الإصابة أو المواد الكيميائية التي يتعرض إليها، وتوجد الكثير من العوامل التي من المحتمل أن تكون سببا في إصابة الطفل من بينها التي تتعلق بطريقة تربية الطفل وأخرى بيولوجية ودماغية، في حين استبعدت الأبحاث العلمية أن يكون العامل وراثي سببا في التوحد، علما أن داء التوحد يمس الذكور أكثر من الإناث. - هل تختلف أعراض التوّحد من طفل لآخر ؟ صحيح أن أعراض التوحد تختلف من طفل إلى آخر إلا انه توجد 3 علامات تظهر لدى جميع الأطفال المصابون بالتوحد أهمها غياب التواصل الاجتماعي مع الآخرين وقلة الانتباه والنظر الشارد وعدم التحديق بصريا مع الشخص الذي يتواصل معه، كما يفضل الطفل المصاب بالتوحد العزلة ويهتم بأشياء محددة ليس لها أهمية ويقوم بتكرارها باستمرار، بالإضافة عدم الاهتمام بمن حوله والتجاوب معهم، حيث لا ينتبه الطفل عند مناداته باسمه وقليل الضحك والحركة ونجده مختلفا عن الأطفال العاديين ولا يقوم بتقليدهم. كما توجد أعراض أخرى تتعلق بصعوبة في النطق واستخراج الحروف والكلام وعدم التحكم في صوته، وهو ما يجعل الكثير من الأولياء يعتقدون أن طفلهم أبكم وأصم، وليس لديه القدرة على التخيل عندما يقدم له ألعاب للتسلية. - ما هي أخطر علامات الإصابة بالتوحد؟ تصبح الأعراض أكثر خطورة عندما لا يستطيع الطفل التجاوب مع أوليائه عند مداعبته أي عدم «ملاغاته « في سن 12 أشهر ولا يستطيع أيضا المتوحد الإشارة بيده إلى من حوله، بالإضافة إلى عدم قدرته على نطق أي كلمة في سن 16 أشهر. كما يجب أن يعلم الأولياء أن عدم اكتشاف إصابة الطفل في مرحلة مبكرة تجعل الطفل في هذه الحالة الصعبة طول حياته، بعد مرور عامين من اكتشاف أعراض التوحد يصبح العلاج صعبا ولا يعطي مفعوله الحقيقي. تجدر الإشارة أن في بعض حالات أعراض التوحد لا تظهر إلا بعد عامين، حيث يكون الطفل عادي في حركاته ويتجاوب ويتفاعل مع من حوله بصفة طبيعية لكن بعد عامين تبدأ بعض علامات التوحد، في حال اكتشافها في الوقت المناسب يمكن التحكم فيها ويصبح الطفل مثل الآخرين بعد تلقيه العلاج اللازم. - ما هو تقييمكم للتكفل بمرض التوحد في الجزائر ؟ وما هي أهم النصائح؟ التوحد في الجزائر بات مشكلا يهدد الصحة العمومية نظرا لارتفاع نسبة انتشاره لدى الأطفال عبر القطر الوطني لاسيما بالنسبة لفئة الذكور، علما أن المصابين بمرضى التوحد عندما يتم اكتشاف حالتهم في مرحلة مبكرة يتلقون تكفلا جيدا ما يمكنهم من التمدرس مع الأطفال العاديين، لكن عندما تقل فرص إنقاذ الطفل يصبح التكفل صعبا. أدعو الأطباء المختصين في طب الأطفال إلى تنبيه الأولياء بعلامات التوحد وعدم إهمالها حتى لا يفوت الأوان خاصة وان الكثير من الأطباء يطمئنون الأولياء الذين يكتشفون بعض الأعراض لدى طفلهم بأنه لا يزال صغيرا وحالته لا تدعو القلق». كما أنصح الأولياء بعدم ترك أطفالهم قبل سن العامين أمام التلفزيون كون مشاهدة الأطفال لبرامج تلفزيونية متكررة لساعات طويلة في اليوم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد.