دعوة لعدم تستر الأولياء على حالات التوحد قامت أول أمس جمعية الأطفال المصابين بأعراض التوحد بالقل بتنظيم يوم تحسيسي وتوعوي لعائلاتهم بقاعة سينما شولو بالقل، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد ، و ذلك تحت إشراف دكاترة مختصين من جامعة سكيكدة. اللقاء حضره عدد معتبر من أمهات و آباء أطفال التوحد الذين أتيحت لهم أول فرصة للاستفادة من الكثير من الشروحات التي قدمتها الدكتورة السيدة سهام بن غندوسة من جامعة سكيكدة في مداخلتها حول مرض التوحد، الذي قالت بأن أعراضه ناجمة عن تأخر في النمو العقلي و النفسي للطفل، يصاحبه تصرفات مغايرة لتصرفات الأطفال العاديين ويتم اكتشاف الأعراض خلال السنوات الثلاث بعد الولادة، و لم يكتشف الطب الحديث بعد الأسباب الحقيقية للإصابة بالتوحد، ما أخر التوصل إلى العلاج النهائي للمرض، ويبقى العلاج الوحيد هو التكفل النفسي و البيداغوجي ورعاية الطفل المصاب من أجل إدماجه في المجتمع. وأكدت الدكتورة أن تستر الأولياء على إصابة أطفالهم بأعراض التوحد وجهل المجتمع يزيدان من تفاقمها مع تقدم الطفل في السن. و ركزت الدكتورة غنية مدوري من جامعة سكيدة في مداخلتها على التطورات التاريخية التي عرفها مرض التوحد منذ اكتشافه في سنة 1943 حيث كان يصنف من قبل ضمن أعراض الأمراض العصبية والذهنية، لكن بعد ذلك اتضح بأنه عبارة عن اضطرابات في النمو والسلوك فقط ، ويمكن التكفل بالأطفال المصابين ودمجهم في المجتمع. و أضافت الدكتورة بأنه في سنة 2008 تم تصحيح الاسم العربي من مرض التوحد ليصبح «الذاتوية»، لأن التوحد، حسبها، عكس ما يقوم به الأطفال المصابون ، حيث يتصرفون بمعزل عن المجتمع، و ذكرت أن هناك ثلاثة عوامل يجب مراعاتها لتسهيل التكفل بالأطفال الذاتويين ، و في مقدمتها التشخيص المبكر للأعراض، ثم معرفة الأساليب التربوية الصحيحة للتكفل بالصغار المرضى ويتوقف ذلك على مدى وعي الأولياء لدعم أطفالهم. رئيس جمعية لأطفال التوحد أحسن بوعلسة أكد في مداخلته بأن الجمعية حديثة النشأة واعتمدت سنة 2016 ، وقامت بفتح مركز على مستوى حي عبد العزيز رامول بالقل، من أجل التكفل بأطفال التوحد بمدينة القل و بلديات المصيف القلي، حيث يتم التكفل حاليا ب 6 أطفال بالمركز من قبل 3 نفسانيين. وأشار رئيس الجمعية بأنه يوجد حاليا على مستوى مدينة القل 30 طفلا مصابا بالتوحد، ويرجح بأن العدد أكبر بكثير ومرشح للزيادة في ظل بقاء العائلات تتستر على مرض أبنائهم نتيجة الجهل والتقيد بتقاليد قديمة، تعتبر هدا النوع من الأمراض وصمة عار عليها. و بمناسبة اليوم العالمي للتوحد دعا الأولياء الذين لديهم أطفال يعانون من أعراض التوحد إلى التقرب من الجمعية للاستفادة من طرق وأساليب التكفل بهم، مطالبا السلطات المحلية بمد يد المساعدة من أجل فتح مركز يتسع لعدد أكبر من الأطفال المصابين، لأن المركز الحالي ضيق. وفي نهاية اليوم رد المختصون على أسئلة الأولياء مع تكريم عدد منهم من قبل الجمعية.