تتوفر الجزائر منذ 2001 على تشريع ينص على حماية أجيال الحاضر والمستقبل من الآثار الوخيمة لإستهلاك التبغ كما أنها باشرت تطبيق أحكام المرسوم التنفيذي المحددة للأماكن العمومية التي يعد التدخين ممنوعا فيها. وخاضت الجزائر معركة مكافحة التدخين بعزم وقد صادقت على الإتفاقية الإطار للمنظمة العالمية للصحة المتعلقة بمكافحة التدخين مشيرا إلى أنه يجب التصدي للحملات الإشهارية الداعية إلى استهلاك التبغ من خلال تنظيم حملات إشهارية تبين آثار التبغ الوخيمة على صحة الإنسان. ولذا سيتم إطلاق هجوم معاكس يضم صورا لا تطاق حول آثار التدخين لمواجهة حملات التسويق المشجعة على استهلاك التبغ. ظاهرة التدخين تندرج في إطار الآثار القاسية للعولمة. وفي نفس السياق اعتبر خبراء في الصحة أن زيادة الرسوم الخاصة بالتبغ وتطبيق العقوبات الردعية إزاء المدخنين في الأماكن العمومية قد تكون وسائل فعالة لمكافحة التدخين. وأشار الخبراء خلال الإحتفال باليوم العالمي بدون تدخين تحت عنوان »التدخين والتوجه الجنسي مسألة التسويق عند النساء« إلى أنه يجب رفع سعر التبغ للحد من التدخين على غرار المبادرة التي تم إطلاقها في أوروبا أين لوحظ أن زيادة أسعار التبغ أدت إلى الحد من التدخين. كما أكد نائب مدير الوقاية لدى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد يوسف طرفاني أن التدخين بلغ في الجزائر 40 بالمائة عند الرجال و10 بالمائة عند النساء (حسب تحقيق أنجز في 2005) مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار التبغ قد يخفض هذه النسبة. وأوضح أن النتائج الأولية للتحقيق الأخير الذي تم الشروع فيه في 2010 في أربع ولايات (الجزائر العاصمة ووهران وورڤلة وباتنة) بينت أن 15بالمائة من المدخنين يبلغون 15 سنة فما فوق وهم محصورون في الفئة ما بين 26 و35 سنة. كما أشار مسؤول الوقاية انه من الضروري تنظيم حملة تحسيسية ضد الإنعكاسات الخطيرة لهذه الظاهرة من أجل مكافحة أكثر فعالية وصرامة. واعتبر البروفيسور دواغي رئيس مصلحة بالمستشفى الجامعي لبني مسوس من جهته أن تطبيق العقوبات ضد المدخنين في الأماكن العمومية وسيلة ناجعة لمكافحة التدخين ، كما أضاف أن الجزائر تملك 18 نصا قانونيا لمكافحة التدخين يقتضي تنفيذا صارما لحماية المدخنين غير الإراديين من الإنعكاسات المدمرة لهذه الظاهرة. وأشار نشطاء جمعية محاربة التدخين أن هذه الآفة تقتل 40 شخصا يوميا في الجزائر ويمكن عن طريق التخلي عنها التقليص من خطر الإصابة بسرطان الرئتين بنسبة 50٪ إبتداء من السنة الخامسة منذ آخر سيجارة. وفي هذا الصدد دعا نشطاء ذات الجمعية كل الفعاليات (صحافة وأئمة وأساتذة وغيرهم إلى تكثيف الجهود وعلى مدار السنة من أجل التحسيس والتوعية حول خطر التدخين وأن لا تكون الجهود التوعوية موسمية أو مناسباتية. وحذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد عدد النساء المدخنات داعية إلى محاربة الدعاية للتبغ التي تستهدف النساء والفتيات وهذا بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف 31 ماي من كل سنة. وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن النساء يمثلن أكبر سوق نمو محتمل لمنتجات التبغ وأنهن يتعرضن لحملات ترويجية للتدخين ترتبط بالموضة والأحداث الرياضية والترفيه. وأشارت المنظمة إلى أن الإستراتيجية التي يعتمدها سوق صناعة التبغ تحقق تأثيرها المنشود حيث أن الكثير من الفتيات بدأن يدخنّ وهذا إنذار خطير وقال التقرير إن من بين 151 دولة أعلن نصفهم أن عدد المراهقات اللائي يدخن يكافئ عدد المراهقين بل ويتجاوز عددهن عدد المراهقين المدخنين في أجزاء من أمريكا اللاتينية لا سيما في تشيلي وكولومبيا والمكسيك بالإضافة إلى شرق أوروبا. وحسب المنظمة فإن عدد المدخنين في العالم يبلغ مليار شخص 80 بالمائة منهم من الرجال وتبلغ نسبة المدخنين بين الرجال البالغين 40 بالمائة مقارنة بنحو تسعة في المائة بين البالغات. وتقول منظمة الصحة العالمية أن قرابة خمسة ملايين شخص يلقون حتفهم سنويا جرّاء الأزمات القلبية و السكتات الدماغية وأمراض السرطان ذات الصلة بالتبغ بينهم مليون ونصف المليون امرأة ويموت 430 ألف آخرين سنويا جراء التعرض للتدخين السلبي يمثل النساء الثلثين بينهم.