كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أمس عن إطلاق ''هجوم معاكس'' يضم صورا لا تطاق حول آثار التدخين لمواجهة حملات التسويق المشجعة على استهلاك التبغ. وأشار السيد ولد عباس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي دون تدخين تحت شعار ''التبغ والانتماء الجنسي: مسألة التسويق لدى النساء'' إلى أن ظاهرة التدخين تندرج في إطار الآثار القاسية للعولمة. ويرى وزير الصحة أن الاستراتيجية الكفيلة بمكافحة التدخين بشكل فعال تكمن في تضافر جهود مختلف القطاعات. وأكد السيد ولد عباس في هذا الصدد أن تنسيقا مثاليا بين قطاعات التربية الوطنية والشباب والرياضة والتعليم العالي والتضامن والتكوين المهني يفرض نفسه. واعتبر وزير الصحة أن ظاهرة التدخين أخذت أبعادا مثيرة للقلق على غرار المخدرات. وبخصوص هذه الآفة الأخيرة ذكر الوزير بأن الجزائر التي كانت بلد عبور فقط للمخدرات منذ 30 سنة تسجل اليوم ارتفاعا في الاستهلاك المحلي. وأفادت معطيات تم نشرها بمناسبة هذا اليوم أن العالم يسجل أزيد من مليار مدخن، 20 بالمائة منهم نساء. وفي الجزائر يلقى 40 شخصا حتفهم يوميا بسبب التبغ. كما أوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن الجزائر تتوفر على ترسانة قانونية يمكن تفعيلها في مجال مكافحة التدخين. وأشار الوزير إلى أن الجزائر تتوفر منذ 2001 على تشريع ينص على حماية أجيال الحاضر والمستقبل من الآثار الوخيمة لاستهلاك التبغ، كما أنها باشرت تطبيق أحكام المرسوم التنفيذي المحددة للأماكن العمومية التي يعد التدخين ممنوعا فيها. ووجه السيد ولد عباس نداء لفتح الحوار ومد جسور بين الوزارة والحركة الجمعوية لمكافحة هذه الآفة. وأعرب عن ارتياحه فيما يخص إنشاء اللجنة القطاعية المشتركة في مجال مكافحة التدخين بغية تظافر جهود كافة القطاعات لمحاصرة هذه الآفة ومكافحتها. وأكد المدير الإقليمي لمكتب إفريقيا للمنظمة العالمية للصحة السيد لويس ج. سامبو في برقية قرأها الممثل المقيم للمنظمة السيد مامادو مباي أن تسويق التبغ للنساء عرف ارتفاعا مما زاد من تعقيد المشاكل المتعلقة بالتعرض للتدخين السلبي. وأشار السيد سامبو إلى أن المنظمة العالمية للصحة وجهت نداء لكافة الحكومات لحماية النساء من آفة تسويق التبغ ومنع كل إشهار ورعاية لصالح منتوجات التبغ. وأوضح مدير الوقاية لدى الوزارة السيد مصباح إسماعيل في تدخل له أن مكافحة التدخين يجب أن تبدأ بالتذكير بآثاره الوخيمة على صحة الإنسان. ودق السيد مصباح ناقوس الخطر فيما يخص الإشهار للتبغ واصفا إياه بالتهديد الحقيقي. ومن جهة أخرى، اعتبر خبراء في الصحة أمس أن زيادة الرسوم الخاصة بالتبغ وتطبيق العقوبات الردعية إزاء المدخنين في الأماكن العمومية قد تكون وسائل فعالة لمكافحة التدخين. وأشار الخبراء خلال الاحتفال باليوم العالمي بدون تدخين إلى أنه يجب رفع سعر التبغ للحد من التدخين على غرار المبادرة التي تم إطلاقها في أوروبا، حيث لوحظ أن زيادة أسعار التبغ أدت إلى الحد من التدخين. كما أكد نائب مدير الوقاية لدى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد يوسف طرفاني أن التدخين بلغ في الجزائر 40 بالمائة عند الرجال و10 بالمائة عند النساء حسب تحقيق تم القيام به في ,2005 مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار التبغ قد يخفض هذه النسبة.