يجمع معظم التقنيين والمدربين المعروفين عالميا، على أن المنتخب الوطني الجزائري، بإمكانه تحقيق مشاركة مميزة في المونديال، وعدم الإكتراث، للنتائج المخيبة في المباريات الوديّة الأخيرة، لأنه حسبهم لا تشكل مقياسا حقيقيا، حيث حذّر المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني المنتخب الإنجليزي من نظيره الجزائري، وهذا بعدما وقف على مستوى ''الخضر'' عن قرب من المباراة الودية التي جمعت المنتخب الإيرلندي الذي يشرف عليه، والفريق الوطني، وانتهت بثلاثية نظيفة لصالح الإيرلنديين.هذا، وقد وصف معظم الفنيين، طريقة لعب منتخبنا بالسريعة، وامتلاكه للاعبين لهم إمكانات كبيرة باعتبارهم ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية القويّة، وهناك معطيات عديدة تبشر بمونديال رائع لرفقاء بوڤرة، فقط إذا عرف رابح سعدان كيفية تسيير المنافسة، وهذا ما لا يصعب عليه، بالنظر لخبرته وحنكته الكبيرتين.وقرر الناخب الوطني تدعيم الفريق، مباشرة بعد نهاية دورة أنغولا 2009، نظرا للنقائص والملاحظات التي سجلها في صفوف المنتخب، فضمّ (7) لاعبين جدد وهذا بعد أن أقنعوه بمستواهم، وهو الذي اشترط لاعبين من مستوى عال، وهو ما يعني أن رابح سعدان يعلم جيدا مستوى لاعبيه، الشيء الذي يمنحه خيارات كثيرة في ضبط التشكيلة المثالية، بالاضافة إلى وجود كرسي احتياط في المستوى المطلوب.وأكد رابح سعدان في تصريحاته العديدة أنه لم يفصل بعد في الحارس الذي سيكون أساسيا في المونديال بالنظر إلى تقارب مستوى الحراس الثلاثة وهم: فوزي شاوشي الذي قاد ملحمة أم درمان وله امكانات خارقة، وأيضا رايس وهاب مبولحي الذي أجرى مؤخرا تجارب في الفريق الأول لمنانشيستر يونايتد، وهو خير دليل على أن قدرات هذا الحارس كبيرة جدا، بالاضافة إلى الوناس ڤاواوي الذي يملك خبرة كبيرة ويحظى بثقة كبيرة من طرف اللاعبين والطاقم الفني. كل هذه المعطيات توحي بأن ''الخضر'' لهم ثلاثة حراس في المستوى، أي كان الحارس الأساسي، فلن يخيب أبدا. عودة بوڤرة، عنتر يحي، ووجود حليش من بين النقاط التي سجلها رابح سعدان ولاحظها كل المتتبعين أن كل المباريات التي لعبها الخضر، بدفاع مكون من الثلاثي، بوقرة، عنتر يحي وحليش كانت الأفضل على الإطلاق. وفي جميع المباريات التي غاب عنها أحد هؤلاء اللاعبين كانت الخسارة وبأهداف كثيرة في بعض الأحيان وبالبداية من مباراة مالاوي وصولا إلى المباراة الأخيرة في دوبلن ضد المنتخب الإيرلندي، وخسرها ''الخضر'' بثلاثية نظيفة في غياب بوڤرة وعنتر يحي. فالبعودة إلى دفاع بوڤرة، عنتر يحي، وحليش، سيكون الفريق في أفضل حال، نظرا لوزن هذا الثلاثي في الفريق ومستواهم العالي، وهو ما أكد عليه سعدان في تصريحه الأخير، حيث قال بأنه سيعود إلى الإعتماد على هؤلاء اللاعبين وخطة 3 5 2 وهي الخطة التي صنعت أفراح المنتخب الوطني. في الوسط عدة خيارات ولاعبون في المستوى يملك المنتخب الوطني حاليا، لاعبين ممتازين في وسط الميدان، باعتبارهم ينشطون في كل من البطولة الفرنسية والإسبانية، والإنجليزية والألمانية، ففي الإرتكاز لدى سعدان عدة لاعبين يمكنه توظيفهم دون عقدة فبالاضافة إلى منصوري وحسان يبدة الذي قال عنه سعدان ذات يوم إنه هدية. هناك لحسن وقديورة اللذين أظهرا امكانات لا بأس بها باعتبار الأول ينشط في البطولة الإسبانية والثاني في القسم الممتاز في البطولة الإنجليزية.أما على مستوى الوسط الهجومي فهناك زياني ومطمور اللذان يعتبران من ركائز الفريق اضافة إلى عبدون والوجهين الجديدين فؤاد قادير ورياض بودبوز، الأخير مرشح بقوة ليكون أفضل خليفة للغائب الأكبر مراد مغني. فإذا حدث التنسيق والإنسجام المنتظر سنشاهد عروضا كروية رائعة في وسط الميدان.ويتفق العارفون بخبايا كرة القدم أن فعالية الهجوم مرتبطة بصناعة اللعب على مستوى جميع الخطوط وخاصة خط الوسط فإذا تحقق الإنسجام بين الخطوط الثلاثة للفريق الوطني وظهر خط الوسط بفعالية أكبر وبسط سيطرته على المنطقة، سنشاهد دون شك هجوما مغايرا لما كان عليه من قبل. فقط التركيز على الجانب النفسي كما أجمع التقنيون على ضرورة التحضير الجديد من الناحية النفسية لأن المونديال ليس منافسة عادية، بل يجب الإعداد له من كل الجوانب. لكن طبيعة اللاعب الجزائري تمنح الكثير من الراحة للشارع الكروي بالنظر إلى الروح العائلية التي تميز المجموعة، وإصرارهم الكبير على تحقيق الفوز إلى آخر دقيقة وهذا ما شاهدناه في المباريات الحاسمة للفريق الوطني.