دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب السيد محمد عبد العزيز، أول أمس المثقفين والسياسيين المغاربة إلى الوقوف وقفة تأمل وتفكير أمام واقع الحرب والدمار والنزيف المتواصل في طاقات الشعب المغربي، والناجم عن عمل غير مسؤول واعتداء ظالم في حق الشعب الصحراوي، مجدّدا التأكيد أنّ الصحراويين على استعداد دائم للتفكير بغية إحلال السلام والتوصل إلى حل نهائي لنزاع الصحراء الغربية. وقال الرئيس الصحراوي في كلمة له بمناسبة إحياء الذكرى ال 40 لانتفاضة الزملة المصادفة ليوم 17 جوان من كل سنة، أن الأصوات المغربية المتعلقة والمنادية بالاحترام الكامل لمقتضيات القانون الدولي وميثاق وقرارات الأممالمتحدة وفي مقدمتها حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في إشارة إلى حزب النهج الديمقراطي المغربي الذي جدّد دعمه القوي لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال آخر بيان له تؤكد أنه آن الأوان لكي يقف كل المغاربة بمثقفيهم وسياسييهم ومواطنيهم وقفة تأمل أمام الإعتداء الظالم في حق شعب جار ومسالم. وأكد أن الدولة الصحراوية المستقلة والمنبثقة عن تجسيد إرادة الشعب الصحراوي بكل حرية وديمقراطية لا يمكن إلا أن تكون سندا وعونا لجارتها المغرب ولكل جيرانها، في إطار واضح من احترام مقتضيات الشرعية الدولية والاحترام المتبادل وحسن الجوار، بما يضمن تحقيق الاستقرار والسلام لكل شعوب المنطقة. وعن الذكرى ال 40 لانتفاضة الزملة التاريخية، أوضح الرئيس الصحراوي أنها تعد محطة فاصلة في تاريخ المقاومة الصحراوية ضد الوجود الاستعماري، حيث أنها أسهمت أيما إسهام في تعزيز الوعي الوطني، وأججت روح المقاومة والتحدي والتشبث بحرية وكرامة وتميز الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير والاستقلال، قبل أن يضيف أن المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها القوات الاستعمارية الإسبانية في حق المدنيين العزل واختطافها لقائد انتفاضة «الزملة»، الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري لم تكسر إرادة الصحراويين بل زادت من لهيب المقاومة حتى غدت الانتفاضة ضد الظلم والاستعمار والاحتلال فعلاً وطنياً دائماً ومستمرا لا يزول إلا بزوال الوجود الاستعماري، وانتزاع الحقوق الوطنية المقدسة في التحرير وبناء الدولة الصحراوية المستقلة. وبهذه المناسبة، جدّد السيد عبد العزيز، مطالبته إسبانيا بالكشف عن الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، وإظهار كل الحقيقة عن مصيره. وأبرز الرئيس محمد عبد العزيز أن انتصار الشعب الصحراوي في معركته الشريفة والعادلة أمر حتمي لا جدال فيه، وأن استقلال الصحراء الغربية وقيام الدولة الصحراوية، دولة كل الصحراويين، أمر لا مناص منه، مؤكدا أنه حق طبيعي ومشروع. وأشاد رئيس الصحراوي بموقف الجزائر وليبيا التاريخي اللّذان وقفا إلى جانب الشعب الصحراوي في أصعب الظروف والمحن ودعما القضية الصحراوية، معتبرا ذلك نابع من ثورتى المليون ونص المليون شهيد الجزائرية والفاتح من سبتمبر الليبية العظيمة. من جهة أخرى، جدّد السيد عبد العزيز مطالبته المغرب بإطلاق سراح يحي محمد الحافظ أعزى وكافة المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين بالسجون المغربية، مدينا عملية اعتقال الدكتور «عباس السباعي» بمدينة امحاميد الغزلان.