خسارة 328 مليار دينار بسبب رمي 16.5 مليون من النفايات الصلبة كشف أونيس بن مهنية، رئيس دائرة بالوكالة الوطنية للنفايات خلال أشغال الجلسات الوطنية حول “استرجاع ورسكلة النفايات الصلبة وتثمينها” التي احتضنها قصر الثقافة والفنون بسكيكدة، عن جمع ما يقارب 22 مليون طن من النفايات بجميع أنواعها خلال السنة الماضية على المستوى الوطني”، مشيرا إلى” تضاعف حجم النفايات المنزلية والتي قدرت ب 3 بالمائة في ظرف سنة، معتبرا أن هذه النسبة كبيرة ومن الضروري “تحسيس المواطنين بضرورة الفرز المنزلي حتى تتمكن مؤسسات الرسكلة من استرجاع النفايات بطريقة سهلة”، مضيفا أن “ الوكالة الوطنية للنفايات تقوم بمرافقة المؤسسات والجماعات المحلية في هذا المجال لتسهيل عملية الجمع والرسكلة في نفس الوقت”. قدم علي حليمي، رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، رقم 16 مليون و500 طن من النفايات التي ترمى على المستوى الوطني، وفق إحصائيات لدراسة أخيرة لخبراء، وأوضح أن قيمة هذه النفايات الصلبة تقارب 328 مليار دينار، تخسرها الخزينة في السنة”، لهذا يرى رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوثّ، من ضرورة عادة هذه الثروة وجعلها لفائدة المجتمع بالاستثمار في هذا المجال من قبل المؤسسات، التي ستخلق ثروة كبيرة في الجزائر وتقضي على البطالة، وكذلك أضاف حليمي” رسكلة هذه النفايات وإعادة تدويرها واستغلالها في تسويق منتوجات يجنب البيئة التلوث”. وأوضح حليمي “أن جمعيته تعمل بالتنسيق مع وزارة البيئة وخاصة مديريات البيئة على المستوى الولايات، وهذه الجلسات الوطنية لرسكلة النفايات الصلبة التي تم الشروع فيها خلال السادس والعشرين من الشهر الماضي بعنابة، واليوم بولاية سكيكدة، بهدف توعية وتحسيس المواطن بالاستثمار في مجال استرجاع ورسكلة النفايات الصلبة”. وأضاف ذات المتحدث، “هذا المشروع الواعد الذي انطلق بمعية وزارة البيئة، منذ2001، اصطدم بمعوقات كثيرة في طريق تجسيده، ومازال لم يحقق النتائج المرجوة منه، لهذا نعمل على إعادة إحيائه بالتوعية والتحسيس، لأن رسكلة النفايات مشروع واعد، اقتصاديا وبيئيا، خاصة وأن المواد الصلبة بمختلف الأنواع ترمى في المحيط ومصيرها تلويث البيئة، وبالتالي تضر بالصحة العمومية”. وتبقى عملية استرجاع النفايات، بحسب رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة، ضعيفة لعدم إقبال المستثمرين الكبار على هذا النشاط، وعدم توفر مصانع كبيرة على المستوى الوطني تعمل على استرجاع النفايات خصوصا فيما تعلق بالورق والزجاج والبلاستيك التي ستعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد الوطني في حال استرجاعها، حيث أن نسبة استرجاع النفايات الصلبة على المستوى الوطني تصل إلى 5 بالمائة فقط”. من جهتها، أكدت سميرة بيريريش، مديرة البيئة بسكيكدة أن الإستراتيجية التي وضعتها هذه الأخيرة، بغرض تسيير أمثل للنفايات الصلبة والسائلة مكنت من استرجاع 500 ألف لتر من الزيوت المستعملة خلال سنتي 2016 و2017، حيث تقوم 85 بالمائة من المؤسسات التي تفرز هذه الزيوت بتوجيهها إلى الاسترجاع والتثمين بدل رميها في الطبيعة، وبالتالي تلويث البيئة”. وأشارت مسؤولة قطاع البيئة بالولاية أنه توجد مؤسستين صغيرتين في إطار الوكالة الوطنية لاسترجاع ورسكلة النفايات البلاستيكية بقدرة استرجاع 6 طن شهريا من النفايات”، مؤكدة على نسبة الاسترجاع بالولاية جد ضئيلة حيث تقدر ب 0.65 بالمائة، لغياب الاستثمار في مجال الاسترجاع، الأمر الذي جعل مراكز الردم بالولاية مشبعة”. كما صرحت سهيلة زاهي طموزة مديرة المؤسسة العمومية الولائية للردم التقني بسكيكدة - كلينسكي-، التي تعد مؤسسة رائدة في استرجاع ورسكلة النفايات بالولاية، أن مؤسستها سطرت خلال السنة الماضية، برنامجا طموحا، من أهدافه توسعة النشاط وإنجاز ورشات أخرى لمختلف النفايات الصلبة، وهذه الأخيرة حاليا تقدم نتائج ممتازة. وأوضحت العامل الواحد بورشة استرجاع الموادي البلاستيكية يجني يوميا ما بين 400 و600 كلغ من هذه المواد، ويوجد بالورشة 14 عاملا، أي بعملية حسابية بسيطة يمكن لهذه الورشة استرجاع أكثر من 8 آلاف كلغ من المواد البلاستيكية المسترجعة يوميا”، وبخصوص قلة المتعاملين مع المؤسسة، أوضحت مديرة كلينسكي، أن هذا الأمر لم يعد مطروحا في الوقت الحالي، والمؤسسة قد أبرمت اتفاقيات مع متعاملين في هذا المجال، وهذه الشراكة تعطي ثمارها خلال الستة أشهر المقبلة، وستقوم المؤسسة حينها، بإقامة أبواب مفتوحة للتعريف بهده الإنجازات الهامة”. الجلسات الوطنية حول استرجاع ورسكلة النفايات الصلبة وتثمينها، المنظمة من طرف مديرية البيئة لولاية سكيكدة والجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، تهدف حسب القائمين عليها، إلى تحسيس المستثمرين والشباب للاهتمام بهذا المجال وكذا تثمين إمكانات الولاية في هذا المجال التي تضم 7 مؤسسات لجمع ورسكلة النفايات، وعرف بهو قصر الثقافة والفنون مشاركة كبيرة، من قبل الجمعيات التي تهتم بالبيئة ومكافحة التلوث بالولاية، والعديد من المؤسسات التي تنشط بمجال رسكلة النفايات الصلبة بمختلف أنواعها.