افتتحت الطبعة الثانية للمنتدى الجزائري الامريكي حول الطاقة امس الاثنين بهيوستن بهدف تعزيز العلاقات في مجال الطاقة بين البلدين بمشاركة الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المومن ولد قدور و الرئيس المدير العام لسونلغاز محمد عرقاب و رئيس وكالة "النفط" د ارزقي حسينيو السفير الجزائريبالولاياتالمتحدة مجيد بوقرة بالإضافة الى العديد من المسؤولين في قطاع الطاقة. وأعلنت كتابة الدولة الأمريكية عن أملها في إطلاق شراكة مع الجزائر من أجل ضمان أمن التموينات في المنطقة خاصة تلك الموجهة للسوق الأوروبية. وصرحت نائب كاتب الدولة المساعد، ساندرا أودكيرك أن "تعزيز الأمن الطاقوي بالمنطقة عن طريق ترقية التنويع الطاقوي هو أحد أفضل الطرق للولايات المتحدة والحكومة الجزائرية للعمل سويا". وأبرزت الديبلوماسية الامريكية أن العديد من البلدان لا تزال تعتمد على مصدر أو شكل طاقوي واحد مما يجعلها عرضة لمشاكل التموين التي تهدد الامن الاقتصادي والوطني. وذكرت أودكيرك بعض البلدان الاوروبية التي تعتمد بشكل واسع على الغاز الروسي مشيرة أن مكتب استراتيجيات الطاقة لكتابة الدولة يدعم مجهودات تنويع التموين وسبل نقل الطاقة نحو هذه القارة. وأضافت في هذا الصدد أن "الجزائر مزود كبير بالطاقة لأوروبا ونحن نهنئها على كونها شريكا موثوقا يساعد القارة على تنويع تمويناته". كما قالت نائب كاتب الدولة المساعد أن "الولاياتالمتحدةالامريكية تشجع الجزائر على رفع صادراتها نحو أوروبا وبقية الدول في العالم", مشيرة إلى تعزيز العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة. وتابعت في هذا الصدد تقول "إن التعاون الاقتصادي الثنائي هو القاعدة الحقيقية لعلاقات ثنائية وطيدة". وتبحث البلدان الأوروبية عن ضمان أمنهم الطاقوي في حين يحاولون فرض شروط غير ملائمة لمزوديهم التقليديين، داعية العديد من المنتجين على مراجعة استراتيجيات التجارية من أجل ايجاد أسواق أخرى لغازهم. إن عدم تجديد العقود طويلة المدى الذي أعلنت عنه بعض البلدان الاوروبية يضر بتموين القارة العجوز التي تنوي التوجه أكثر فأكثر نحو السوق الآنية من أجل تلبية طلباتها الطاقوية. وتراهن الولاياتالمتحدةالامريكية على تصدير الغاز الطبيعي المميع نحو أوروبا الوسطى والشرقية وهي مناطق تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي. وشارك في المنتدى من الجانب الأمريكي شارك ثلاثة ممثلين عن كتابة الدولة للشؤون الخارجية ووزارة التجارة في هذا اللقاء الذي وضع تحت شعار تعزيز الشراكة في مجال الطاقة بين الجزائر و الولاياتالمتحدة. وعرفت الطبعة الثانية للمنتدى مشاركة العديد من الشركات البترولية الامريكية التي تنشط في الانتاج و الخدمات, حيث ستقدم الشركتان شلومبرغر و كيلوغ براون و روت حلولهم في مجال الاستكشاف و التنقيب عرض البحر و الخدمات النفطية. و يتضمن هذا اللقاء الذي ينظمه مجلس الأعمال الجزائري-الامريكي و غرفة التجارة الامريكية العربية و كذا السفارة الجزائرية بواشنطن, العديد من المواضيع تخص ترقية فرص التجارة و الاستثمار مع الشركات الامريكية في مجال الطاقة. وسيعرض مجمعا سوناطراك و سونلغاز و كذا وكالاتهم و فروعهم الاستثمارات المتضمنة في برامجهم التنموية. و للتذكير كانت الطبعة الاخيرة للمنتدى التي انعقدت سنة 2016 فرصة للجزائر لترافع من أجل بعث الاستثمارات الامريكية في مجال الطاقة و التي تعرف انخفاضا منذ سنة 2010. كما سجلت استثمارات الشركات البترولية الامريكية الحاضرة بقوة في الجزائر انخفاضا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة حيث تراجعت الى 100 مليون دولار سنة 2015 بعد أن بلغت 600 مليون دولار في 2010 حسب الارقام التي قدمتها وزارة الطاقة خلال الطبعة الاخيرة للمنتدى. وبالموازاة مع ذلك فقد أثرت طفرة الغاز و النفط الصخري على الصادرات الجزائرية نحو هذا البلد و التي هي حاليا في مستوى متواضع حيث قدرت ب2 مليار دولار سنة 2015. تعتبر الولاياتالمتحدة شريكا مهما للجزائر في مجال الطاقة, حيث تتواجد قرابة 50 شركة نفطية امريكية بالجزائر تعمل اساسا في تنقيب و انتاج الخام على غرار اناداركو و بيبي اموكو و شلومبرغر و كذا اميرادا هيس بالاضافة الى هاليبورتن. وتمثل اناداركو المنتج الاكبر للخام في الجزائر ضمن شركاء مجمع سوناطراك.