شكل المنتدى الجزائري-الأمريكي حول الطاقة بمشاركة الشركات البترولية الأمريكية الكبرى فرصة بالنسبة للجزائر للدعوة إلى انعاش الاستثمار الطاقوي الأمريكي الذي يشهد تراجعا منذ سنة 2010 . وسجلت الاستثمارات الطاقوية للشركات الأمريكية تراجعا معتبرا خلال السنوات الأخيرة بحيث بلغ 100 مليون دولار في سنة 2015 مقابل 600 مليون دولار في سنة 2010. و كان لرواج الغاز و البترول الصخري بالولاياتالمتحدة تأثيرا كبيرا على الصادرات الجزائرية نحو هذا البلد حيث بلغت مستوى متواضعا قدر ب2 مليار دولار في سنة 2015 استنادا الى الأرقام التي قدمها وزير الطاقة نور الدين بوطرفة. في هذا الصدد، صرح الوزير أن المنتدى يندرج في إطار " الإرادة في إبراز الفرص التي يمكن للجزائر و الولاياتالمتحدة استغلالها من أجل تعزيز تعاونهما و أعمالهما". كما أضاف الوزير أن الجزائر تتبع " ديناميكية تنموية أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول الانتقال الفعلي من اقتصاد يعتمد بكثرة على العائدات البترولية و النفقات العمومية إلى اقتصاد متنوع و مولد للثروات". ومن جهته، أوضح سفير الجزائر بواشنطن مجيد بوقرة أن النموذج الجديد للنمو الذي يرتكز على تنويع الاقتصاد يمنح فرصا جديدة للاستثمار و الاعمال للمؤسسات الراغبة في الاستثمار بالجزائر. ولدى دعوته المؤسسات الأمريكية الحاضرة في المنتدى الى رفع استثماراتها في الجزائر فقد أكد السفير أن " البلد لا توجد على حافة الانهيار مثلما يدعيه الخبراء المزعومين" بعد التدهور الكبير لعائداته النفطية. وللإشارة فان الاحتياطات التي جمعتها الجزائر سمحت لها بالتخفيف من اثر الازمة مشيرا الى أن استقرار الجزائر قد يساعد على ترقية الاستثمارات المثمرة. وخلال هذا اللقاء قدم الطرف الجزائر ثلاثة عروض لتقديم فرص تنويع الاستثمار الجزائري-الأمريكي في القطاع الطاقوي. وتعلقت هذه العروض اساسا بالاطار القانوني المسير للاستثمار في مرحلة ما قبل الإنتاج و دعم الاستثمار و شراكات سوناطراك في القطاع الغازي و البترولي. كما اغتنم الطرف الجزائري هذه المناسبة لعرض فرص الاستثمار في مجال الكهرباء. ومن جهته، تطرق الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز مصطفى غيتوني في مداخلة له خلال هذه الندوة الى آفاق تطوير المجمع و التجربة المعتمدة في مجال تصنيع قطاع الكهرباء. وتشارك قرابة ثلاثين شركة بترولية أمريكية في هذا اللقاء المنظم هذه السنة في ظرف خاص يتميز باستئناف أشغال هذا المنتدى الذي لم يعقد منذ سنة 2010. وإضافة إلى الشركات البترولية الكبرى مثل اكسون-موبيل و أناداركو و بي-بي-أموكو و شلومبرغير و أميرادا هيس و هاليبورتن سجل المنتدى مشاركة بعض المؤسسات الصغيرة و المتوسطة المختصة في التنقيب و البحث الجيولوجي. وعلى هامش المنتدى، أكد الين ساندرس نائب رئيس أناداركو التي تعتبر أكبر مستثمر في مرحلة ما قبل الإنتاج البترولي في تصريح لواج أن مجمعه يبقي على مستوى الاستثمارات في الجزائر لعدة سنوات أخرى. كما تطرق السيد ساندرس الذي قدم عرضا حول وجود أناداركو بالجزائر الى آفاق شراكته مع سوناطراك موضحا أن المجمع " سيغتنم الفرص المعروضة للحصول على صفقات أخرى بالجزائر".