كشف أمس، جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، عن تنظيم لقاء مع نقابات الصحة الاحد المقبل، لتسجيل مطالبهم المشروعة وامكانية ايجاد حل يرضي كل الاطراف، مشيرا الى ان هناك حلولا فورية وهناك حلولا تتطلب وقتا، المهم ان تسود الثقة بين الاطراف المتحاورة. واضاف ولد عباس، لدى ترأسه لقاءا بمقر الوزارة الوصية، مع كافة النقابات المعتمدة الناشطة في قطاع الصحة، ماعدا نقابة الاطباء النفسانين التي غابت عن اللقاء، ان هذا الاخير الذي يعد الاول من نوعه يندرج في اطار الحوار الوطني مع ممارسي الصحة لطرح مشاكلهم وتجنيد كل الطاقات الصحية ورفع مستوى العلاج، وكذا المشاركة في كل ماتقوم به الدولة لانسنة المستشفيات والتجهيز الشامل والكامل للمناطق المعزولة والجنوب الكبير الذين يعانون مشاكل اجتماعية. وجدد، وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، التزامه الكامل بحل ملف النقابات الصحية قبل شهر رمضان بصفته ينتمي للقطاع، قائلا بأن رئيس الجمهورية أوكل له مهمة تسيير المشاكل العويصة التي يتخبط فيها اصحاب السلك الطبي، وسيقوم بدعمهم شريطة ان يحترموا المرضى، مضيفا بأن كرامة المريض من كرامة الطبيب. وفي هذا السياق، أعرب ولد عباس عن تفاؤله بالحل القريب للمشاكل المهنية لممارسي الصحة عبر مراجعة قانون الصحة، وبلورة البطاقة الصحية الوطنية الجديدة، مع انهاء كل احتياجات التكوين للاطباء المتخصصين في الصحة العمومية والتنظيم، وكذا إرساء سياسة وطنية للادوية والتي تمر عبر تشجيع ودعم الانتاج الوطني للصحة، قصد التقليل من التبعية للخارج في مجال استيراد الادوية. وفي ذات الاطار، كشف مجددا المسؤول الاول عن قطاع الصحة عن تنظيم لقاء بعد ثلاثة ايام، يجمعه مع النقابات الصيدلانية ومنتجي الادوية، لمناقشة مسألة انتاج الادوية محليا والتقليل من الاستيراد، مفيدا أن قضية الادوية هي مشكل ثقيل تصرف عليه الدولة مليارات الدولارات، في حين ان بلادنا تملك كفاءات في مجال انتاج الادوية، حيث كلفت ميزانية استيراد الادوية العام الماضي 2 مليار دولار امريكي. وطالب ولد عباس، كل الفاعلين في المجال الى ضرورة المشاركة في انتاج الادوية، بحكم ان رئيس الجمهورية كلفه بتشجيع صناعة الادوية محليا لتقليص فاتورة الاستيراد، مشيرا الى ان نسبة التغطية الوطنية من الادوية تقدر ب 37٪ وهي قليلة جدا مقارنة بنسبة استيراد هذه المواد المقدرة ب 63٪. واعتبر المتحدث، الاموال الباهضة التي تصرفها الدولة سنويا على استيراد الادوية بالامر غير المقبول، وان التبعية للخارج في هذا المجال يهدد الامن الوطني. وبالمقابل، أبرز ولد عباس ان هناك إرادة من دولة الاردن الشقيقة والمملكة العربية السعودية والهند، للمساهمة في الاستثمار في الصناعة الوطنية للادوية. ومن جهته، اعرب رئيس نقابة أطباء الصحة مرابط، عن ارتياحه للحوار مع الوزير، وقال لنا على هامش اللقاء، ان ولد عباس يبدو جاد في المسعى وهو يحمل إرادة صادقة لحل مشاكل مهني القطاع، لكنه ذكر ان الوقت وحده كفيل بالحكم على مدى الالتزام لحل المشاكل الحقيقية للاطباء الممارسين التي طالت.