يتواصل صدى الاحتجاجات في مدينة “جرادة” المغربية ليشمل فئة النساء اللواتي خرجن، السبت، في مسيرة احتجاجية، ضمن حراك شعبي تشهده المدينة المنجمية منذ أكثر من شهر، فيما نظمت، أمس، مسيرة إقليمية استكمالا للبرنامج الاسبوعي للاحتجاج. لم تمنع الوعود التي أطلقها رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني لأهالي مدينة جرادة من خروج أبناء المدينة في غضب شعبي، حيث بدا لافتا مشاركة كثيفة للنساء من مختلف الأعمار. وخرجت، أمس، مسيرة احتجاجية نوعية بجرادة، أهم ما ميزها حضور كثيف للنساء على اختلاف أعمارهن وهن ترتدين الأبيض الذي يرمز إلى الحزن والحداد، بحسب وسائل الإعلام. وفور إعلان رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني عن قراراته ومقترحاته لتنمية المنطقة، تحت شعار “مسيرة الأكفان”، خرجت مسيرات غاضبة شاركت فيها النساء بكثافة وهن يرتدين اللباس الأبيض، تعبيرا عن الحداد على أزواجهن وأبنائهن الذين قتلوا داخل آبار الفحم، منددات بنتائج زيارة العثماني. حجم الحضور النسوي في احتجاجات “جرادة” كان لافتا، حيث شاركت النساء من مختلف الأعمار في هذا الاحتجاج الشعبي الذي يؤرخ لليوم 48، لاحتجاجات الحراك الشعبي ب«جرادة”. وتجمعت المسيرة أمام مقر عمالة المدينة، حدادا على الشباب الذين قضوا في مناجم الفحم في الفترة الأخيرة، علما أن المدينة تطالب ببديل اقتصادي يدفع عن أبنائها الموت في آبار استخراج الفم الحجري. وأعلن رئيس الحكومة المغربية، عن إجراءات لفائدة المدينة المنجمية، والتي دفعت البطالة بأبنائها منذ إقفال مفاحم المغرب، إلى النزول إلى آبار الفحم، ما يعرضهم لخطر الموت في الكثير من الأحيان. ومن مدينة “وجدة” شرق المغرب، أعلن رئيس الحكومة المغربي، أمس، خلال زيارته رفقة وفد حكومي، عن حزمة من القرارات من أجل تهدئة واحتواء الأوضاع في المدينة المضطربة التي تعيش حالة احتقان اجتماعي منذ حوالي شهرين، بعد مقتل عاملين داخل مناجم فحم. وعقد العثماني اجتماعا مع المنتخبين البرلمانين والجهويين والمحلين الذين ينتمون إلى الجهة الشرقية برمتها، فيما رفض نشطاء الحراك والنقابات الداعمة لهم حضور اللقاء مع رئيس الحكومة بوجدة، واعتبروه “خطوة استفزازية وتقزيمية” لملف “جرادة” حسب بعض النشطاء. إلا أن الإجراءات الحكومية المعلنة لفائدة المدينة، لم تجد لها صدى على الأرض، بعد أن استمرت الاحتجاجات الغاضبة بالمنطقة، المطالبة بتقديم حلول “سريعة لمشاكلها الحقيقية وتوفير أنشطة اقتصادية” لسكانها. قنبلة موقوتة وصفت وكالة “فرانس برس” الفرنسية، البطالة في المغرب ب “القنبلة الموقوتة”، وقالت في تقرير نشرته، أمس، إن هذه المسألة “يجب أن تؤخذ على محمل الجد”، إذ إنها تطال أكثر من أربعة من أصل 10 بين شباب المدن، وهي مشكلة تعتبر سببا رئيسيا للقلق الاجتماعي الذي ينمي مشاعر الإحباط والاستياء في المملكة. وعلى حد وصف التقرير، فبعد سبع سنوات من حركة 20 فيفري التي واكبت مرحلة الربيع العربي في المغرب، بات مستقبل الشباب موضوع الساعة أكثر من أي وقت مضى في المملكة، التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة حركات احتجاج غالبًا ما يقودها شباب عاطلون عن العمل. ووفق أرقام هيئة الإحصاءات المغربية التي نشرت الأسبوع الماضي، فإن معدل البطالة في المملكة تخطى في نهاية 2017، 10.2% مقابل 9.9% العام 2016، وتطال خصوصا الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة (26.5%) مع معدل بطالة وصل إلى أكثر من 42% بين شباب المدن.