أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أمس، أن دائرته الوزارية تسعى إلى تخفيف العبء على الدولة، من خلال تشجيع التمويل الخاص للفعاليات الثقافية، على شكل «سبونسورينغ»، مشيرا إلى أنه تم في هذا الإطار الاتفاق على أن الأولوية في المشاركة بمهرجان تيمڤاد وجميلة، ستكون للفنانين الجزائريين بمختلف طبوعم وتوجهاتهم الفنية. وأوضح ميهوبي في ندوة صحفية أقامها على هامش مراسيم تسمية مؤسسة المعهد الجهوي للموسيقى بوهران باسم الراحل الباحث والملحن والمغني بلاوي محمد الهواري في إطار الاحتفال باليوم الوطني للشهيد، قائلا « الغلاف المالي الذي تضخه الدولة لمهرجان تيمقاد وجميلة، سيخصص أساسا للفنانين الجزائريين، ليس إنقاصا من شأن ضيوفنا من العرب والأجانب وإنما للحد من التهميش الذي يشتكي منه الفنانون المحليون بمختلف ولايات الوطن». كما دعا الوزير إلى ضرورة «التئام شمل الفنانين الموسيقيين في وهران والمنطقة الغربية عموما لإنشاء أوركسترا جهوية للموسيقى السيمفونية، تعزّز دور الأوركسترا الوطنية»، لاسيما وأنّ عاصمة الغرب الجزائري يقول «مقبلة على تحد إقليمي كبير لتكون عاصمة للرياضة المتوسطية 2012 وواجب عليها مرافقة هذا الحدث العالمي من خلال برنامج ثقافي وفني ثري، يعكس الجزائر بكل تجلياتها وأبعادها». وفي رده عن سؤال صحفي حول «الثقافة السياحية»، كشف المسؤول الأول عن القطاع عن لقاء مرتقب بين وزارة الثقافة ووزارة السياحة، سيناقش بالبحث والدراسة هذا الموضوع بمشاركة مختلف المؤسسات الناشطة في الحقلين في سبيل وضع ورقة طريق مستقبلية لتطوير هذا المجال»، مؤكدا في الوقت نفسه حرصهم على الانفتاح على التجارب الناجحة للدول التي لها تقاليد في هذا المجال. أشرف عز الدين ميهوبي على إطلاق اسم الفنان والمجاهد المبدع الكبير الأستاذ بلاوي الهواري على مؤسسة المعهد الجهوي للموسيقى بوهران، وذلك بتوجيه من رئيس الجمهورية الذي أمر بتسمية المؤسسات الثقافية بأسماء فنانين ومبدعين متميزين، على حد تعبيره «عرفانا من الأمة ووفاء لما قدمته هذه الأسماء الكبيرة للفن والثقافة والإبداع والجزائر». .... إنجاز أكثر من 100 مجموعة موسيقية لكبار الفنانين والعملية متواصلة كما دعا هذه المؤسسة إلى المحافظة على الإرث الفني الكبير للأستاذ بلاوي الهواري، انطلاقا من صياغة كل أعماله الفنية، لتكون مرجعا للذاكرة الفنية الجزائرية، قائلا «بلاوي الهواري ليس بالشخصية الفنية الهينة بل إنه مرجع ومدرسة ومعهد، نظرا لمكانة هذا الفنان الذي ترك بصمة كبيرة في المشهد الفني الجزائري وأعطاه نفسا آخر من خلال تحريك التراث بإيقاعات عصرية جميلة». وعبّر بالمناسبة عن أمله في إعادة إنتاج الأغاني الجزائرية الأصيلة بذوق معاصر يتناسب والتحولات الذوقية الجديدة، منوها إلى برنامج وزاري هام لتوثيق الأغاني الخالدة، معتبرا أنه من المهام الرئيسية لمختلف مؤسساتهم، وبدرجة أخص الديوان لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، مشيرا في هذا الصدد إلى إنجاز أكثر من 100 مجموعة موسيقية لكبار الفنانين، وعلى رأسها الموسيقى الأندلسية بمختلف مدارسها وفنانيها والعملية متواصلة. مع العلم أنّ هذه المناسبة التي تزامنت ويوم الشهيد كانت فرصة لتقديم عرض «الفجر والمقصلة» وهو آخر ما قدم الأستاذ بلاوي الهواري من ألحان لأعماله الفنية، وقد كانت وصيته أن ينجز هذا العمل بعد رحيله وهو ما تحقق من خلال الجهد الذي قامت به ولاية وهران وفاء لروح هذا الفنان الكبير.