تكرم وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، الفنان طيبي طيب الذي جمع بين العزف والأداء والتأليف، الأمر الذي أهله لأن يكون من أبرز الوجوه الفنية الوهرانية وعنوانا للأصالة والتراث الثقافي في الجزائر، وستسلم له درع التكريم بعد غد الثلاثاء بالجزائر العاصمة، في حفل فني ساهر تحييه ثلة من الفنانين. الحفل الذي يشرف عليه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سطر برنامجا ثريا لتكريم الأستاذ طيبي طيب، إذ سيتم عرض فيلم وثائقي حول مشوار الفنان، يليه تقديم وصلات غنائية لكل من الفنان صابر هواري والفنانة إناس الهبري والفنان ولهاصي هواري والفنانة جهيدة والفنان هواري بن شنات، وسيشهد الحفل تسليم علبة تسجيلات تضم أغاني الفنان طيبي طيب. وينتمي طيبي طيب إلى الرعيل الأول من الفنانين، سجل أول أغنية له بإذاعة وهران سنة 1957 بعنوان «هجرني حبيب»، وتعتبر مسيرته الفنية كمؤلف وقائد أوركسترا وعازف حافلة وغنية، حيث كتب ولحن الكثير من الأغاني له وللفنانين مثل هواري بن شنات، جهيدة، مليكة مداح، صوريا عبادلية وسعاد بوعلي، كما رافق معظم الأصوات الوهرانية الشابة. ولد الفنان طيبي الطيب يوم 10 ماي 1927 بولاية تيارت، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة باستور في المدينةالجديدة بولاية وهران، بدأ العزف الموسيقي ولم يتجاوز سنه الرابعة عشر فكانت الآرمونيكا أول آلة موسيقية يمتلكها، ليتعلم فيما بعد العزف على القيتارة قبل أن يعشق الكمان ويصبح مرافقه الدائم، وفي سنة 1942 غادر مدرسة باستور والتحق بمدرسة الفلاح بوهران ثم انضم إلى الكشافة. وكان والده الذي يمتهن مهنة المخبري يأخذه معه للعمل، أملا منه في أن يصبح ابنه صيدلانيا في المستقبل، ولكن خلطة المكونات الفيزيائية التي تحد من معاناة المرضى لم تقنعه بقدر ما استهوته خلطة النوتات الموسيقية التي تعطيه نغما جميلا يقدمه للجمهور. وفي سنة 1945، قام مع بعض أصدقائه بإنشاء أوركسترا موسيقية سماها الشبيبة، كانوا يتمرنون بنادي السعادة، ثم انسحب من الشبيبة بعد عامين، وانضم لجمعية الوداد... يلتحق بأوركسترا الفنان الكبير بلاوي الهواري سنة 1950، وإشراف محي الدين بشطارزي التي أحيت حفلات وسهرات موسيقية وفنية بالمسرح الجهوي لوهران، وهذا يوم إثنين من كل شهر، ففي الفترة الصباحية كانت الحفلات للنساء، أما السهرات فهي مخصصة للعائلات ومن خلال ذلك تعرف الفنان طيبي الطيب على الفرقة المسرحية لمحي الدين بشطارزي. ومن خلال هده الفرقة وفي سنة 1952 بوهران، حضر الفنان طيبي طيب لأول مرة حفلة الفنانة وردة الجزائرية التي غنت «أمي يا أمي» و «يا مروح لبلاد»، وأثناء هده السهرة الخالدة، كان هو مرافقا للفنان أحمد وهبي الذي غنى «وهران» و»مطول ذاليل كي طوال».