من العوربة المبكرة لقضية فلسطين إلى تفريغ مشروعها النضالي للتحرر واستعادة الوطن السليب، إلى تذويب مشروعية الكفاح والمقاومة بالتدويل والحرب العالمية ضد الإرهاب تنظر هذه الورقة في الحصيلة المأساوية لتضحيات الشعب الفلسطيني في نهاية العقد الأول من هذا القرن، في منطقة ظلمته وظلم نفسه. ماذا بقي من القضية؟ وما هي الرهانات؟ وما هو مصير إسرائيل؟ على ضوء ميزان القوة الدولي المتغيّر؟ في هذه الورقة نتجنّب الأحكام المتسرّعة وتوزيع الإتهامات. ونجيب على التساؤلات السابقة بمنهج الاٌرتجاع (Feed-back) الصاعد الذي يتجه من الحاضر نحو الماضي ليعود إلى الراهن لاٌستشراف بعض مؤشرات مستقبل إسرائيل في المنطقة والعالم. الحلقة الثالثة
4- الحرب على الإرهاب، من المستفيد؟ إستثمرت إسرائيل وإيديولوجيتها الصهيونية الحرب ضد الإرهاب وتمكّنت من إقناع حلفائها وقسم كبير من بلدان المنطقة بأن أمنها في الداخل لا ينفصل عن الأمن في العالم وعلى المستوى الإقليمي وتعيين بلد مارق Rogue state (إيران) بتهمة تمويل المقاومة (الإرهاب) والسعي للتسليح النووي الذي يهدد جوارها في خليج لا هو فارسي ولا هو عربي فقد اٌزدادت أمركته أضعاف ما كانت عليه قبل الحروب العبثية بين الجيران والأشقاء الذين أحيوا نعرات الطائفية والمذهبية ومذابحها الدموية التي تثير مزيجا من الشفقة والسخرية وتعتبر علامة تميّز بين العالم المتحضّر ،أي الذي يصنع حاضره ويتحكّم في مستقبله وبين القبليات المتخلّفة التي توفّقت في المرحلة الأولى من العصبية كما وصفها ابن خلدون. اٌتخذت إسرائيل من تهمة معاداة السامية في أروبا سلاحا لفرض الجزية على الغرب بما فيه الولاياتالمتحدة التي أقيم فيها أضخم مزار للهولوكست، على الرغم من أنها لا علاقة لها بالاضطهاد التاريخي لليهود، ولم تسلم من ذلك الإبتزاز حتى البابوية التي أصدرت فتوى سياسية بتبرئة اليهود من دم المسيح والبحث عن مخرج آخر يبرئ الكنيسة من الصمت والتجاهل لآلام اليهود أثناء حكم النازية والفاشية. ليس من شأننا المجادلة فيما يقال عن حصيلة المحرقة فهي قضيّة حق أُريدَ بها باطل، لأنّها تحوّلت إلى كمامة تخنق أي رأي مغاير يقدّمه باحث في التاريخ أو مفكّر أو سياسي، وسيف مشهور على الرقاب يوصل أصحاب وجهات النظر الأخرى عن المحرقة إلى المحاكمة والسجن والنبذ مثل ما حدث للنائب الشجاع غالاوي وللفيلسوف كارودي، وما لقيه نعوم تشومسكي العالم اليهودي من إهانة وإقصاء لأنّه رفض الخضوع لعمليات غسل الدماغ الصهيونية وغيرهم من رجال العلم والدين، وتهمة معاداة السامية إرهاب محض مسلّط على الفكر الحرّ وحريّة التفكير يساوي أو يزيد على إرهاب ما يسمى التطرّف الإسلامي. نحن لا نتشفّى من اٌضطهاد أي شعب مهما كان دينه أو جنسه فقد عرفت بلادنا محارق كثيرة في تاريخها الطويل وعامة الجزائريين من سلالة الأمازيغ (الأحرار) لا يقبلون الاضطهاد والحقرة وتعني في اللغة المحكيّة الجزائريّة التعالي والتمايز غير المستحقّ عن الآخرين، وكانت الحقرة من أهم العوامل التي دفعتهم إلى التمرّد على الطغيان الكولونيالي جماعات وأفرادا بمعدّل تمرّد عارم كلّ عشر سنوات طيلة 132 سنة من الاحتلال، وهناك نماذج من البطولات الفرديّة تقترب من الأسطورة أطلق عليها الفرنسيون إسم صعاليك الشرف (Les bandits d'honneur) الذين اٌنتقموا أفرادا لشرفهم وشرف أهاليهم من حقرة الكالون الفرنسيين بتخريب الممتلكات التي اغتصبوها من أهلها الشرعيين، وفي حدود إطلاعي لم تظهرمعاناة وبطولات اٌنتفاضات “النّيف” أو الكرامة في أدبيات القصّة والرواية والسينما الجزائرية. تعلّمت إسرائيل من الإيديولوجية النازية أساليب وتقنيات الإبادة والقمع وأعطتها صفة تلمودية فقد تجمعت خلال نصف القرن الماضي قائمة طويلة من جرائم الدولة والجرائم ضدّ الإنسانية ذكر منها راموني في بحث عن استبدادية الاتصال 1999 La tyramie de la communication 252 جريمة بلا عقاب ولا اٌعتذار، بما فيها عدد من الحروب الإستباقية والردعية التي أسفرت عن آلاف الضحايا وهي تطبق بذلك وبشراسة القانون الروماني الوحشي (VEA VICTS) أي الحقّ في القضاء نهائيا على المهزوم، وقد عبّر مؤخرا في أوت 2010 عن ذلك الغرض المنشود (الإبادة) مُرشد حركة شاس الأكثر تعصّبا من الفاشيات التي شهدها العالم القديم والمعاصر فقد استنجد بالطاعون للتخلّص من الفلسطينيين وقيادتهم وهوّ ما عبّرت عنه النازية بالحل النهائي (La solution finale) وما أعلنته غولدا ماييز، رئيسة حكومة إسرائيل قبل حوالي أربعين عام في إعلانها الشهير: “إنّ العالم سيكون بخير لو لم يكن فيه عرب ولكن لا شيء في هذا الزمان أكثر شرا من الفلسطينيين”. مجموعة الأزمات الدولية : حقوق إسرائيل الدينية ومسألة الإستيطان. International Crisis group Israel religions right and the question of settlement 2010 (I.C.G). ثالثا: إسرائيل الرهان المؤقت والمصير: من الشتات إلى الشتات تتّفق إيديولوجية إسرائيل الصهيونيّة وممارساتها الإرهابية مع مثيلتها النازية منذ بداية مشروع الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة والهدف التغلّب على اٌختلال الميزان الديموغرافي وهو لصالح الفلسطينيين بالقتل والتهجير فإسرائيل شعب مسلّح لا يخدم السلام مصالحه وأهمّها الدّعم الغربي لبلد يزعم أنّه مهدّد من الدّاخل والخارج ويدرك أنه مغروس في منطقة لن تقبله شعوبها وهي منطقة على فوهة بركان. ومن المعروف أنّ معظم قادة إسرائيل تخرّجوا من العصابات الدّمويّة أو اٌشتهروا بشراستهم في الحروب والعمليات العدوانية ضدّ الفلسطينيين وجيرانهم منذ نهاية الأربعينيات من القرن الماضي. من بين تلك العصابات الدمويّة الهاغانا (Haganah) وشتيرن (Stern) وإيرغون (Irgoun) وبيطار (Beter) ومنظّمة الدفاع اليهوديّة (L.D.J) وذلك من بن غوريون إلى إرييل شارون الميّت الحيّ أو الحيّ الميّت إلى شيمون بيريز الرئيس الحالي لإسرائيل س.أ.كوهن: إسرائيل وجيشها من الانسجام إلى التخبط 2010 ‘'S.A.Cohen: Israel and its army From cohesion to confusion Routleage''وجميعهم من مريدي مبدأ نيتشه الذي وضعه في سياق تحليله لدوافع إمعان الأقوى في تعذيب الأضعف في دراسته عن شجرة الأخلاق (Généologie de la morale) ومؤداه: “إنّ فعل الألم ومشاهدة المتألّم متعة ولذلك فهو يرغب في فعل المزيد منه”. وهذا ما يدعو إليه حاخامات إسرائيل في مبكاهم بدون أن يتهموا بالتطرّف والتحريض على إرهاب الدّولة بينما ترتفع أصوات في الغرب الأروبي الأمريكي وتطالب بمسح الآيات التي تدعو في فهمهم للعنف (كلمة الجهاد) أي فرض قبول الخنوع للمعتدين وحتى لهدم المساجد والمآذن (سويسرا- ألمانيا- أمريكا...) ولا يذكر أولئك المنحازون أن العرب والمسلمين كانوا ولا يزالون ضحايا العنف القديم (الحروب الصليبية) والحديث الكولونيالي واٌضطهاد المسلمين في المهجر. إذا تعلّق الأمر بالإسلام والمسلمين فإنّ إسرائيل ومن ورائها الغرب الأروبي الأمريكي الذي تتّجه أغلب أنظمته نحو أقصى اليمين تواجه ما يسمّى التطرّف والإرهاب بإرهاب لا يقلّ عمّ يعتبرونه خطرا محدقا بمجتمعاتهم، وهي في نفس الوقت ترفض الإختلاف والتنوّع الثقافي، هذا هو واقع الحال وليس الديباجات والإشهارية وهذا هوّ المناخ الذي تنظّم فيه موائد حوار الثقافات والحضارات واٌحتفاليات المفاوضات، إن الوقائع المتواترة تتّصف بالعناد. 1- إسرائيل: الأساطير المؤسسة وآليات الوقاية والنفوذ: لن نعيد طرح التساؤل السابق عن مصير الشعب الفلسطيني وحساب الاحتمالات الاستشرافية، وذلك المصير موضوع مداولة هذه الأيام على مائدة بالقرب من المكتب البيضوي في واشنطن وفي منتجع البحر الأحمر بحضور شهود يرى فيهم البعض مدافعين عن الثوابت، ويرى فيهم البعض الآخر شهود زور سيكشف الغد عن الاحتمال الأرجح وما الغد لناظره ببعيد A. Ahmed: Le destin d'Israël: leçon d'isoir El Watan 1ere partie 09-02-2010 2eme partie 10-02-2010 ولكن على ضوء الاٌختلال الفادح في ميزان القوّة في المنطقة لصالح إسرائيل والقبول “بالشرعية” الأمريكيّة المنحازة قلبا وقالبا، بدل الشرعيّة الدوليّة المداسة منذ أمد بعيد والمراهنة على أمريكا وهيّ آن واحد الخصم بكلّ مواقفه لحدّ الآن والحكم لصالح اٌبنته بالتبني (إسرائيل) لننظر في مصير إسرائيل، ونتساءل هل تحمل في إيديولوجيتها وكيانها الحالي عوامل عودة سكانها إلى الشتات إيكسودوس (Exodus) باللاّتينيّة والإنكليزيّة؟ نرجع في أغلب الإجابات على هذا التساؤل إلى دراسة موسعة (760 صفحة) بعنوان اليهود العالم والمال Les Juifs le monde et l'argent 2002 للمفكّر والسّياسي جاك عطالي اليهودي الفرنسي ذي النفوذ الواسع في أروقة السّياسة بين ضفتي الأطلسي، نوجز تلك العوامل على النحو التالي: 2- من أول الأساطير المؤسّسة للكينونة العبرانية (التسمية السابقة لليهود) خرافة شعب الله المختار أي الأفضل والأرقى من الأجناس الأخرى وهي إدعاء للتفوق العنصري في زمن مبكر نسبت إلى التوارة وهو مجموعة من “الألواح” التي سجل فيها فقهاء بني إسرائيل طوال تلك المدّة علم الأصول والفقه اليهودي، كما توصي تلك الألواح بجمع المال المنقول أي النقود، بعد تداولها في العالم القديم وتفضيل المعادن النفيسة من الذهب والفضّة والتخصّص في التّجارة والتضامن الدّاخلي بين اليهود عن طريق التصاداكا Tsedaka أي الزكاة وهي المرادف لكلمة الصدقة (الإحسان والتكافل) بالعربيّة وتمثّل في التوارة العشر 10/1 من كلّ ما يملكه اليهودي توجّه إلى المعبد، وتحريم التعامل بالربا بين اليهود (L'usure) والحث عليه مع غيرهم من الأجناس. جمع الثروة المنقولة حسب فقهاء التوارة يوفر الوقت للتفرّغ للدراسة والتفوّق في العلوم والفنون والآداب وهو ما يميّز اليهود منذ القديم إلى الآن وحصادهم الثمين من جوائز نوبل ووضع النظريات والمذاهب الكبرى ويقدّم عطالي مثال ماركس اليهودي المرتد إلى البروتستانية بعد شبابه وإطلاعه على القواعد التوراتية والإعتراض عليها وسينغموند شلومو فرويد الاسم الكامل لهذا العالم الذي لا يذكر “شلومو” في اللّغات الثلاث (العربيّة والفرنسيّة والانكليزيّة) ونلاحظ عرضا أنّ متأخري المسلمين لم يكونوا أوفياء لتعاليم دينهم الذي يحثّهم على التعلّم والتعليم والرجوع إلى العقل لفهم ظواهر الكون والإنسان ولعلّ تلك هي النكبة الأولى للمجتمعات الإسلامية. نشير الآن بإيجاز بعد الفقرة التذكيريّة السّابقة إلى ثلاثة من قادة الفكر ومؤسّسي النظريات العالميّة كما يعرضها جاك عطالي في مؤلّفه المشار إليه آنفا وهم كارل ماركس وسيغمود شلومو فرويد وماكس فيبر (ص ص 461-470). 2-1- اليهود والمال في نظر كل من ماركس وفرويد وفيبر: تربّى ماركس ( K.MARKX) (1818-1883) في عائلة من الأحبار والتجار اليهود والده هو هيرشل ها-ليفي تحوّل إلى البروتستانية وهو في السادسة من العمر وقبل أربع سنوات من نشره “المانفيست” الذي أوصله إلى العالمية وأصبح المرجع لكلّ النظريات الشيوعية أصدر كتابا بعنوان: “المسألة اليهودية” La question Juive وهو ردّ على دعوة اليهود للاٌندماج في المجتمعات التي استقروا فيها لكي يتحرّروا من الأحكام المسبقة عليهم. يرى ماركس أنّ اٌندماج اليهود غير ممكن وغير مجدي، والحل هو القضاء على اليهودية والرأسمالية معا يقول في هذا الكتاب: لا فائدة من البحث عن اليهودي المجسّد في دينه، بل الأصح البحث عن الدين في اليهودي، والتّساؤل عمّا هو أساس اليهوديّة عند عامة اليهود؟ من هو المعبود الحقيقي عند اليهودي؟ إنه الغش من هو إله الدنيوي إنه المال، إن الجنسية المعلنة لليهودي هي جنسية التاجر رجل المال لا غير (...) إن المال هو الإله المعبود لإسرائيل... المال هو الذي يحطّ من شأن كل الآلهة ويحوّل الإنسان إلى مجرّد سلعة. لقد قدّم ماركس توصيفا لليهودية من داخلها، وبغضّ النظر عن مدى تأثيرها في علاقة مجتمعات القرن 19 باليهود فإنّ الحجج المقدّمة ضدّ اليهود هي نفسها المتداولة حتّى منتصف القرن العشرين. 2-2- نشأ سغموند شلومو فرويد (S.ch.Freud) (1856-1939) في عائلة شديدة التديّن كان والده من تجار الصوف المهمومين بمشاكلهم المالية بدأ فرويد أبحاثه العلمية بدراسة الهستيريا وتفسير الأحلام ومنها وضع أسس نظريته عن الأمراض العقليّة والنفسيّة والعلاقة بين المال وتلك الأمراض، هذا من الناحية النظريّة أمّا من الناحية العملية فإنّ العلاج يتطلّب دفع مبالغ باهضة من المال تزيد كثيرا عن العلاج بالطب العادي. يرى فرويد أنّه من الضروري والمفيد للمريض أن يدفع ذلك الثمن وإلاّ فإنّه سيتوهّم أنّه يتلقّى هدايا من المحلّل النفسي، دفع الثمن الباهض إذن يجبر المريض على الإستبطان (L'introspection) أي الحديث عما يتخفى في لا شعوره، لحلّ ما تراكم فيه من عقد، في نظريّة سيغموند شلومو فرويد يقترن المال بالجنسيّة الشرجيّة (La forme anale de la sexualité) أي التخلّص من المادّة النجسة التي تصحب أحيانا باللذة وأحيانا أخرى بالألم، وبالتالي فإنّ المال هوّ الذي يحكم الشكل الأوّل والأولي للجنسيّة والمجتمع بأجمعه ومن الضروري الارتقاء بذلك الشكل إلى مستوى أرقى أي إلى المستوى الفكري. يقول فرويد في دراسته عن “الإنسان، موسى ودين التوحيد” (L'homme Moïse et la religion monothéiste): من المعروف أنّ الذهب من هدايا الشيطان إلى مريديه، وهو يتحوّل إلى غائط عندما يبتعد عن الإنسان إنّ الذهب هوّ غائط جهنّم. 2-3- يصنّف عطالي ماكس فيبر (M.Weber) (1856-1932) في قائمة المهوسين بعداء السامية والحقد على اليهود فقد طهّر الرأسمالية من أي مساهمة لليهود وخصّص لذلك كتابه الذي صدر سنة 1904 بعنوان: “الأخلاق البروتستانية وروح الرأسمالية” ويحلّل فيه الفرق بين الرأسمالية البروتستانية التي تقوم على الثقافة والضمير الأخلاقي والتنويه بالمسؤولية الفرديّة والدقّة العقلانية والامتياز بالتفوّق والاستخدام الأخلاقي للربحيّة. أمّا جمع المال عند اليهود فليس برأسمالية لأنّهم يعيشون دائما في المؤقت ويستفيدون من أخطاء الآخرين لفرض الرّبا والمساومة والمضاربة والمشاركة في المغامرات السّياسيّة والكولونيالية وهذه السّلوكات لا تصدم إلاههم فالأخلاق لا مكان لها عندهم، إنّ وضعيتهم المؤقتة في أيّ مكان يوجدون فيه تدفعهم لاٌختراق قوانينهم الدينيّة. نجد في موقف وآراء كلّ من ماركس وفرويد وجهتي نظر حول علاقة اليهود بالمال سلبا وإيجابا وهما من أصل يهودي وأمّا الموقف الثالث فهو لعالم ألماني يرى أيضا في يهود المال ومال اليهود سبب البلاء والفساد في السياسة والسوق والمجتمع قاطبة وهو ما حاول عطالي تفنيده بالنسبة لمقولات الأول (ماركس) وما اٌعتبره من الأخطاء التاريخيّة الفادحة ومن الأفكار الظلاميّة ضدّ اليهود يتبع د. محمد العربي ولد خليفة / جامعي