طرحت دواوين التسيير والترقية العقارية للعاصمة مشاكل تأخر تسديد العديد من المواطنين للمستحقات المالية المترتبة عليهم، حيث مازال المستفيدين يتماطلون وهو ما جعل الهيئات المسيرة للسكنات تتقدم بشكاوي كثيرة للعدالة لاسترجاع حقوقها المالية، وتسعى دواوين حسين داي والدار البيضاء وبئر مراد رايس إلى تطوير انجازاتها ونشاطها لتقديم أحسن العروض لدى بناء السكنات تماشيا والتطورات التي يعرفها قطاع البناء والسكن في الجزائر. كشف جدال محمد موظف بديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس ومايدي طيفور عن ديوان الترقية والتسيير العقارب لحسين داي عن الإجراءات الجديدة، لمتابعة ومراقبة السكنات التي تسلمها الدواوين، حيث لن يترك المستفيد يفعل ما يشاء بالسكن في العمارات وأي أشغال يقوم بها ستكون محل معاينة من أعوان الدواوين، وفي حال ما إذا مست أعمال الترميم الدعائم الأساسية للبناءات فسيكون من حق الدواوين العقارية فسخ العقد مع المستفيد وحرمانه من السكن بعد تقديم شكوى للعدالة، لأن المواطن في هذه الحالة يكون قد أخل بالتزامه الذي أمضى عليه في عقد الاستفادة. وجاءت هذه التصريحات أمس من ممثلي دواوين العاصمة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني والعربي للسكن الذي حمل شعار سكن أفضل مدينة أفضل والسكن الملائم للبيئة حق للمواطن، حيث احتضن المركز الثقافي عيسى مسعودي بحسين داي الاحتفالات الرسمية التي تميزت بتنظيم معرض لنشاط الدواوين، حيث تعرّف المواطن على عمل هذه الهيئات التي لا توزع السكن مثلما هو مرسوم لدى مخيلة الكثير من المواطنين، فدواوين الترقية العقارية تقوم بانجاز السكنات ولا تتحكم في اختيار القطع الأرضية ولا التوزيع فتسجيل الحصص السكنية يتم على مستوى وزارة السكن ثم تمنح الولاية حصتها والولاية تقوم بإسناد عمليات البناء لدواوين الترقية العقارية، بعد أن تختار مديريات البناء والتعمير الأراضي التي ستقام عليها المشاريع، وعليه كما أكد ممثلو الدواوين ''فمهامنا تتمثل في عملية البناء فقط حيث نطلق المناقصات لاختيار مكاتب الدراسات وشركات الانجاز''. وأضاف محدثو ڤالشعبڤ على هامش المعرض المنظم بأن «التجربة التي اكتسبتها الدواوين باتت مهمة جدا، حيث دخلت ثقافة تسليم المشاريع كاملة وبكامل المرافق لأن عدد السكنات في كل حي تجاوز ال 500 وعليه بتنا نراعي كثيرا حجز أماكن للمساحات الخضراء والمساحات الخاصة بالترفيه واللعب فالمشاريع المنجزة منذ 2005 لم تخلو من المرافق الهامة لضمان العيش الهادئ ولجميع فئات المجتمع''، وتسعى الدواوين مستقبلا لتطوير هذا الجانب كثيرا بالنظر للتحولات الكبيرة التي يعرفها قطاع السكن في الجزائر. وتعمل الدواوين حاليا على استكمال انجاز 35 ألف سكن في العاصمة في انتظار دفعات أخرى تتضمنها مشاريع السلطات في الفترة القادمة، كما تولي نفس الهيئات حاليا أهمية كبيرة للقيام بعمليات الترميم والتهيئة للسكنات المسلمة في سياق متابعة المشاريع المسلمة وكذا للحفاظ على الوجه اللائق للأحياء السكنية وفي هذا السياق قام ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي بإعادة ترميم وتحسين أكثر من 18 ألف سكن في انتظار استفادة أحياء أخرى من نفس العملية وفقا لتقارير المعاينة وشكاوى المواطنين. وبالمقابل جدّد القائمون على دواوين الترقية والتسيير العقاري تأكيده على أن السكنات المكونة من غرفتين تم توقيف بنائها في 2007 وكل المشاريع المستقبلية تضم سكنات من 3 غرف فما أكثر، وستكون مجهزة بآخر صيحات البلاد ولأبواب والسيراميك والرخام وللتأكد من ذلك عليكم زيارة مختلف العمارات التي سلمت مؤخرا. ويبقى مشكل السكن في الجزائر قائما منذ سنوات طويلة وبقدر ما اكتشفنا جسامة المشاريع إلا أن المشكل يبقى في عملية التوزيع التي لن يحلها مجرد نقل عملية التسليم من هيئة لأخرى لأن الأزمة في الذهنيات وشبكات المضاربة التي تفعل فعلتها في عمليات التوزيع.