أبرز وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، بالنعامة، أهمية تخليد مآثر الثورة التحريرية المظفرة والافتخار بتاريخ نضالات الشعب الجزائري من أجل استرجاع استقلاله. قال زيتوني في افتتاح ندوة تاريخية بعنوان «19 ماي 1962 انتصار إرادة شعب»، انتظمت بمناسبة الاحتفالات الرسمية بالذكرى 56 لعيد النصر، «إننا نقف اليوم أمام ذكرى خالدة من كفاح الشعب الجزائري ومحطة بارزة يفتخر بها الشعب الجزائري لأنها توجت كفاحا مريرا ضد المحتل الغاصب ونتذكر من خلالها أبطال شهر مارس شهر الشهداء الذين افتدوا حرية الجزائر بحياتهم الغالية واستشهدوا في ميدان الشرف لننعم بالحرية والاستقلال». كما أشاد بعظمة ثورة أول نوفمبر 1954، مذكرا بأن الدولة الجزائرية «تولي اهتماما خاصا لتخليد مآثر الثورة التحريرية وأن تجعل من مآثرها ورموزها وأحداثها محطات لتوريث تاريخ الثورة للأجيال الصاعدة التي عليها حفظ الأمانة وصيانة الوديعة التي خلفها السلف». وقد نشط هذه الندوة التي احتضنتها دار الثقافة أحمد شامي للنعامة أساتذة وباحثون بتأطير علمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر. وركزت المداخلات التي تم إلقاؤها خلال اللقاء على أهمية مفاوضات إيفيان والإتفاقات التي تمخضت عنها. كما تم التطرق أيضا إلى دلالات عيد النصر الذي يعد حدثا تاريخيا. من جهته تطرق المحاضر مرين براهيم في مداخلة حول «تاريخ المنطقة الثامنة التابعة للولاية التاريخية الخامسة»، إلى دور المنطقة الحدودية بالجنوب الغربي إبان الثورة التحريرية في التموين والتجهيز لجيش التحرير الوطني بوصفها منطقة عبور ونظرا لقيمتها الاستراتيجية أقام بها المستعمر الفرنسي 12 مركز تعذيب. للتذكير، تميزت الاحتفالات الرسمية المخلدة لعيد النصر التي أقيمت هذه السنة بولاية النعامة، بتوجيه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى الشعب الجزائري، بمناسبة إحياء هذه الذكرى التاريخية قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين بدار الثقافة أحمد شامي بحضور الأسرة الثورية وجمع من المواطنين. كما أشرف زيتوني بمقبرة الشهداء «بن دومة» ببلدية عين الصفراء، على مراسم رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة ووضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري ليتم بعد ذلك إعادة دفن رفات 132 شهيد بذات المقبرة التي تم ترميمها وتهيئتها. وبذات المناسبة، خصّ سكان ولاية النعامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتكريم شرفي تقديرا وعرفانا لجهوده في مجال تثمين الرصيد الثوري والتاريخي للجزائر واهتمامه بترسيخ القيم السامية للثورة التحريرية المباركة وتخليد مسيرة ونضالات أبطالها. وتسلم وزير المجاهدين نيابة عن رئيس الجمهورية هذا التكريم، وهو عبارة عن لوحة فنية تجسّد مشاهد من معركة «إمزي» (6، 7 و8 مايو 1960) التي كانت جبال المنطقة مسرحا لها. وعرفت مراسم إحياء هذه الذكرى أيضا، عددا من التكريمات خصصت لمجاهدين وأرامل شهداء ومنظمات وطنية وجمعيات ولائية تهتم بتدوين التاريخ، إلى جانب تكريم الفائزين في مسابقات ثقافية ورياضية وفنية نظمت بهذه المناسبة. كما تم إمضاء عدد من الاتفاقيات بين مديرية المجاهدين لولاية النعامة ومديريات أخرى كالثقافة والتربية والتكوين والتعليم المهنيين، إضافة إلى المركز الجامعي «صالحي أحمد» بالنعامة والتي تخص تنظيم دورات تكوين وندوات تاريخية في إطار تعزيز العناية بالذاكرة التاريخية للأمة وتبليغ رسالة أول نوفمبر للأجيال.