يتوجه نحو 60 مليون ناخب مصري، اليوم، الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات يختارون فيها رئيسا لبلادهم لولاية مدتها أربع سنوات. يتنافس في هذه الانتخابات الرئيس المصري المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، الذي يطمح لولاية رئاسية ثانية، ورئيس حزب «الغد»، موسى مصطفى موسى. وتعد هذه الانتخابات الرئاسية رابع انتخابات تعددية في مصر وثالث انتخابات رئاسية تجري بعد « ثورة 25 جانفي». شهدت البلاد، طيلة فترة الدعاية الانتخابية، حملة تعبئة واسعة من اجل تحفيز الناخبين على المشاركة في هذه الاستحقاقات التي تعتبر «محطة مفصلية في تاريخ مصر ما بعد الثورة»، لأنها سترسم مستقبل البلاد لمواجهة الأخطار المحدقة بها وأهمها ضمان الاستقرار ودحر التنظيمات الإرهابية. كان الرئيس السيسي قد دعا في وقت سابق، الناخبين المصريين «للخروج الى صناديق الاقتراع ليظهروا للعالم حجم المشاركة في الانتخابات، قائلا: «أتعهد لكم بأن تكون الانتخابات الرئاسية القادمة عنوانا للحرية و الشفافية وأن تتسم بتكافؤ الفرص بين المترشحين». اعتبرت تقارير اخبارية مصرية أن مشاركة الناخبين المصريين في أداء واجبهم الانتخابي وممارسة حقهم الدستوري، واجب وطني يحقق العديد من الاهداف، من بينها المشاركة الإيجابية في الانتخابات وإحداث حالة من الزخم والحراك السياسي، والحفاظ على الأمن القومي بمحدداته المختلفة سياسيا وأمنيا وعسكريا، ودحض دعاوى مقاطعه الانتخابات، وإفشال محاولات تركيع مصر، وإفشال مخططات تفكيك الضمير الجمعي للمصريين الذي يضمن الحفاظ على الأمن القومي». في سياق متصل، يرى محللون سياسيون، أن هذا الاستحقاق الانتخابي، يشكل «موعدا أساسيا للتأكيد على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي انخرطت فيها الحكومة ومجابهة التحديات الجسيمة المتعلقة بمحاربة الإرهاب والتي تمثل «خيارا لا رجعة فيه» بالنسبة للدولة المصرية من أجل اجتثاث جذوره وحماية الأمن العام. أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن خطة لتأمين العملية الانتخابية، عبر توفير الدعم اللوجستي اللازم للمقار الانتخابية ونشر القوات الأمنية المشاركة في ضمان سلامة وسير عمليات التصويت، مؤكدة أنها «ستتعامل بمنتهى الحزم والحسم مع أي مظهر من مظاهر الخروج على القانون». من أجل ضمان السير الافضل لهذه الاستحقاقات، شكل وزير القوى العاملة، محمد سعفان، غرفة عمليات مركزية بديوان عام الوزارة، خلال فترة الانتخابات الرئاسة اعتبارا من اليوم وحتى الانتهاء منها، مساء الأربعاء المقبل. ووجه الوزير جميع مديريات القوى العاملة على مستوى المحافظات كافة، بتشكيل مجموعات عمل بمقر كل مديرية خلال فترة الانتخابات، لتذليل أية عقبات أمام الناخبين من العاملين بمختلف المنشآت والمصانع والمتابعة اليومية مع غرفة العمليات المركزية بالديوان.
إجراءات أمنية مشدّدة تجري الانتخابات المصرية وسط اجراءات امنية مشددة، حيث أعلن الجيش أنه استكمل -بالتنسيق مع وزارة الداخلية والهيئة الوطنية للانتخابات- الاستعدادات لتأمين اللجان الانتخابية. هذا ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية يوم 2 أفريل المقبل. وفي حال وجود جولة إعادة لعدم حصول أحد المرشحين في الجولة الأولى على أكثر من 50 % من الأصوات، فإن النتائج ستعلن يوم 1 ماي المقبل. يذكر أن عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، بالنسبة للناخبين المصريين المقيمين في الخارج، بدأت الاسبوع الماضي، حيث جرت في 124 دولة حول العالم على مستوى 139 لجنة انتخابية بالسفارات والقنصليات المصرية. وكانت اللجنة الوطنية للانتخابات، قد أعلنت في وقت سابق، أن المصريين المقيمين بالخارج سيدلون بأصواتهم في هذه الانتخابات على مدى ثلاثة أيام اعتبارا من 16 مارس الجاري، في حين سيجري هذا الاقتراع الرئاسي داخل البلاد أيام 26 و 27 و 28 من الشهر ذاته. وفي حالة الإعادة ستجرى الانتخابات خارج مصر أيام 19 و 20 و 21 أفريل المقبل، وداخل البلاد أيام 24 و 25 و 26 أفريل من الشهر ذاته. يشار الى أن السيسي، فاز في الانتخابات الرئاسية المصرية التي جرت في 30 ماي 2014، بعد حصوله على 91,96 بالمئة من الأصوات مقابل 3 بالمئة تقريبا لمنافسه الوحيد القيادي اليساري، حمدين صباحين.