ان المواقف المشتركة بين دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية، تنطلق من العلاقة التاريخية بين فلسطين والسعودية، والشرعية الفلسطينية، والمواقف المشتركة ضد الارهاب والتطرف، ومبادرة السلام العربية 2002، ولقد استمعت، يوم السبت الماضي الموافق 24/2، وعبر اذاعة صوت فلسطين الى سعادة السفير باسم عبدالله الأغا، وهو يتحدث عن العلاقة الفلسطينية السعودية تاريخا وحاضرا، وأكد في حديثه على متانة العلاقات الفلسطينية السعودية، وكما أشار الى موقف المملكة السعودية من القضية الفلسطينيةوالقدس، وهو ما جاء في البيان الملكي، وما أكد عليه مندوب المملكة في الأممالمتحدة السفير المهندس عبدالله بن يحيى المعلمي، حيث أكد أمام دول العالم على عمق الموقف السعودي من الحق العربي الفلسطيني في فلسطين وأنه لا سلام ولا أمان ولا استقرار بدون انهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأن قرار ترامب مخالف للمواثيق والقرارات والقانون الدولي الخاص بالقدس وبالقضية الفلسطينية. ان الموقف الفلسطيني الثابت، والذي أعلنه الرئيس محمود عباس بوضوح، وخاصة بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، يتمثل في رفض الاتصالات السياسية مع الادارة الأمريكية أو أن تكون المتفردة برعاية العملية السياسية، والتأكيد على ان أي مفاوضات قادمة يجب أن تكون برعاية لجنة دولية ومن خلال مرجعية القرارات الدولية ذات الصلة، وتثبيت الوضع القانوني الخاص لمدينة القدس، والارتكاز على ما جاء في مبادرة السلام العربية –بيروت 2002، والتي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وهدفها انشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع اسرائيل “الحل قبل التطبيع”، وهو الموقف المطلوب من كافة الدول العربية اليوم بأن يسجلوا مواقف متطابقة مع الموقف الفلسطيني، وعدم اقامة أي علاقات طبيعية مع اسرائيل إلا بعد تحقيق الأهداف التي وضعتها المبادرة العربية “قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية”. حين قال الرئيس أبومازن: “لن نصغي ولن نستمع لأي خطة تسوية تتقدم بها أميركا، ولن نقبل بأي تسوية أو حل بدون القدس عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بعاصمة في القدس وإنما القدس هي العاصمة”، كان تأييد الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس أبومازن بقوله “ لا سلام بدون القدس، وأي كلام آخر لا تستمعوا إليه.” ها هي السعودية تترجم ذلك من خلال وضعها للإمكانيات كبيرة لإنجاح القمة العربية التاسعة والعشرون والتي ستشهدها الرياض في أواخر شهر مارس الحالي، وتحظى القمة بأهمية خاصة في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، ومع قرب اعلان الادارة الأمريكية بما عُرف بصفقة العصر المرفوضة فلسطينينا نتيجة للقرارات والاجراءات الأمريكية المسبقة والتي تتنافى مع دورها المطلوب وانحيازها السافر للاحتلال.