تعهدت واشنطن بتقديم حوافز للخرطوم إذا احترمت نتائج الاستفتاء على مصير جنوب السودان، في حين عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن رغبته في إرسال المزيد من عناصر قوات حفظ السلام إلى السودان. وقالت وزيرة الخارجة الأمريكية هيلاري كلنتون أمام مجلس الأمن الدولي، إن بلادها سترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وستخفف العقوبات المفروضة عليه إذا تم حل مسألة أبيي واحترمت إرادة جنوب السودان. كما تعهدت بمساعدته في العمل على إيجاد سبل لتخفيف مديونيته بما يتفق مع التقاليد الدولية لتخفيف عبء الديون. وكان السودان قد دعا إلى إسقاط ديونه البالغة 38 مليار دولار لتعزيز احتمالات السلام. وعبر مجلس الأمن، الذي انعقد على مستوى وزاري حول السودان، عن القلق البالغ من تأخر تمويل تنظيم الاستفتاء بشأن تقرير المصير في جنوب السودان، ومن تزايد أعمال العنف في دارفور. وشدد المجلس على أن الوضع في السودان يمثل واحدا من أكثر التحديات الملحة التي تواجه المجتمع الدولي، مجددا التزامه القوي بتحقيق السلام والاستقلال والاستقرار في السودان، ودعا كافة الأطراف السودانية إلى تنفيذ اتفاق السلام الشامل. وأعرب المجلس عن القلق البالغ من التأخير المستمر في دفع كامل الأموال الضرورية للجنة الانتخابات من أجل متابعة الاستعدادات، ودعا الحكومة السودانية إلى التحرك العاجل من أجل ضمان تنظيم الاستفتاءين (في الجنوب وأبيي) بسرعة وفي أجواء سلمية. وفي ذات الجلسة قال بان كي مون، إن المنظمة الدولية تعمل مع الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان على إضافة محتملة لقوات الأممالمتحدة لزيادة الأمن أثناء الاستفتاء وبعده. ولم يتضح عدد الأفراد الذين يمكن للمنظمة الدولية إرسالهم قبل الاستفتاء المقرر في التاسع من جانفي، لكن بان أوضح أنه لا توجد زيادة يمكنها أن تمنع حربا أهلية جديدة في حال تفجر القتال على نطاق واسع. من جانبه جدد وزير الخارجية السوداني التزام حكومة بلاده بإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان في موعده المحدد، وقبول نتيجته. وقال كرتي إن الاستفتاء وسيلة لا بد من أن تفضي إلى إرساء السلام والاستقرار. من ناحيته قال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، إن كافة العلامات تشير إلى أن جنوب السودان سيصوت لصالح الانفصال في التاسع من جانفي القادم. وبدأ أبناء جنوب السودان الاثنين تسجيل أسمائهم على اللوائح الانتخابية للتمكن من التصويت أثناء الاستفتاء المقبل الذي قد يؤدي إلى تقسيم أكبر دولة إفريقية. وتستمر عملية التسجيل حتى الأول من ديسمبر المقبل. يذكر أنه بحسب قانون الاستفتاء، سيمنح جنوب السودان استقلاله إذا حصد هذا الخيار غالبية مطلقة ٪ 50 + 1 أثناء الاستفتاء، إلا أن 60 ٪ من الناخبين المسجلين ينبغي أن يمارسوا حق التصويت كي تعتبر نتيجة الاستفتاء صالحة.