رحبت العديد من الدول والمنظمات الدولية والاقليمية بخيار سكان جنوب السودان الانفصال عن الشمال واقامة دولة مستقلة وتمت دعوة الاطراف السودانية الى بناء الثقة من اجل التوصل الى اتفاق حول ترتيبات ما بعد المرحلة الانتقالية. وكان ابرز رد فعل تجاه انفصال جنوب السودان قد صدر من الرئيس الامريكي الذي استبق الحدث واعلن اليوم الثلاثاء عزم بلاده الاعتراف بجنوب السودان دولة "مستقلة وذات سيادة" فى شهر جويلية المقبل. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قد اعربت يوم الاثنين عن نية واشنطن مرافقة القادة الجنوبيين نحو التحضير للاستقلال في جويلية القادم . كما عبرت عن "تقدير" الولاياتالمتحدةالامريكية لحكومة الرئيس عمر حسن البشير في نجاح الاستفتاء وعبرت عن نية واشطن في مباشرة عملية سحب تسمية "دولة ترعى الإرهاب" عن السودان, اذا وفى بجميع المعايير المنصوص عليها في القانون الأمريكى عدم دعم الإرهاب الدولي ومواصلة تنفذ اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 بالكامل بما في ذلك التوصل إلى حل سياسي في أبيي والترتيبات الرئيسية لمرحلة ما بعد الاستفتاء". الاتحاد الاوربي من جتهه عبر عن استعداد ه للعمل على تسريع بناء الدولة في جنوب السودان التي سيتم الاعلان عنها يوم 9 جويلية القادم . وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان في اعقاب الاعلان عن النتيجة النهائية للاستفتاء ان "الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى تعاون وثيق مع السلطات الجنوبية من أجل تحقيق التنمية في جنوب السودان". و رحب الامين العام للامم المتحدة بان كى مون من جانبه ب "النجاح الكبير" للاستفتاء حول استقلال جنوب السودان داعيا المجتمع الدولى الى دعم الشمال والجنوب. ونقل عن بان كي مون توجيه تحيته الى حكومة الخرطوم برئاسة الرئيس عمر البشير وحكومة جنوب السودان برئاسة سلفا كير "للوفاء بالتزامهما حفظ السلام والاستقرار خلال هذه المرحلة الاساسية". ودعا الطرفين "التوصل الى اتفاق حول تنظيم مرحلة ما بعد الاستفتاء " على ان يشمل ذلك وضع منطقة أبيى المتنازع عليها . وأعربت جامعة الدول العربية بدورها عن تقديرها لما بذل من جهد لإجراء استفتاء جنوب السودان وصولا إلى إعلان نتيجته النهائية أمس . وأكد ممثل الجامعة العربية في السودان "حرص " الجامعة العربية على استقرار وأمن السودان , وقال إن الجامعة ستتابع دورها في حل قضايا ما بعد الاستفتاء بين شريكي اتفاقية السلام (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية). ومن جهته اشاد الاتحاد البرلماني العربي بالتزام الحكومة السودانية وقبولها بنتائج استفتاء حق تقرير المصير بجنوب السودان. واكد الاتحاد في بيان ختامى لمؤتمره السابع عشر احترامه لرغبة حكومة السودان في إقامة علاقة تعاون وحسن جوار وتكامل مع الدولة الوليدة مؤكدا على أهمية بناء جسر من الثقة والدعم حتى يتمكن أبناء الجنوب من توفيق أوضاعهم وبناء دولة آمنة مستقرة وراشدة . منظمة المؤتمر الإسلامي بدورها رحبت بنتائج الاستفتاء وحثت الاطراف السودانية على التوصل بسرعة إلى اتفاق من خلال تسوية تفاوضية بشأن القضايا الحساسة الأخرى التي سيتم بحثها في مرحلة ما بعد الاستفتاء. ونقلت مصادر صحفية عن الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو تجديده وقوف المنظمة الى جانب الطرفين داعيا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته لمساعدة حكومتي السودان وجنوب السودان للتغلب على التحديات الجديدة الناجمة عن نتيجة الاستفتاء. من جانبها رحبت مصر بإلتزام شريكى السلام فى السودان بتنفيذ كافة إستحقاقات إتفاق السلام الشامل . ونقل عن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط في تصريح له امس إن بلاده تعرب عن "الإرتياح" لسير عملية الإستفتاء و تعلن "قبولها" لنتائجه . وجدد ابو الغيط التزام مصر بمواقفها الداعمة للعلاقات الطيبة بين شمال السودان وجنوبه وإحترامها الكامل لإرادة أبناء جنوب السودان التى تم التعبير عنها خلال هذا الإستفتاء . وأعلنت الصين احترامها لنتائج الاستفتاء في الجنوب والذي دعم خيار الانفصال بنسبة 98 بالمائة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان الصين "ترحب بخيار مواطنى الجنوب وتقدر الجهود المتواصلة لكلا من الشمال والجنوب لتعزيز عملية السلام بين الجانبين" كما تامل "ان يستمر الجانبان في حل المشاكل الخلافية من خلال الحوار والتشاور بما يتمشى مع مبدأ التفاهم المتبادل والتوافق المتبادل". الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بدوره "هنا" شعب جنوب السودان على مشاركته بكثافة في "الاستفتاء التاريخى" من اجل الاستقلال. ودعا ساركوزى في بيان صدر عن قصر الاليزيه الأطراف السودانية إلى سرعة معالجة القضايا التي لا تزال عالقة مؤكدا وقوف فرنسا الى جانب كافة السودانيين لمساعدتهم على إتمام هذه المرحلة الانتقالية في أفضل الظروف. ومن جانبه , أكد ثابو أمبيكي رئيس لجنة حكماء أفريقيا التضامن الأفريقي مع شعب السودان شماله وجنوبه .. ودعا أمبيكي إلى ضرورة حل قضايا ما بعد الاستفتاء بصورة سليمة وعدم العودة إلى الحرب. وبدوره , أثنى انتونيو مونتير وزير خارجية البرتغال السابق نيابة عن لجنة الرقابة الدولية على الاستفتاء , على شعب جنوب السودان وكل الأطراف السودانية وتنفيذها اتفاقية السلام الشامل , ونوه بالسلوك السلمي الذي ساد عملية الاقتراع وبمصداقية الاستفتاء. وامام ردود الفعل الايجابية والاشادة بدور قيادة الشمال السوداني في انجاح الاستفتاء لاسيما من طرف الولاياتالمتحدة وحلفائها دعت الحكومة السودانية هذه الدول الى ترجمة الاقوال الى افعال. وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي أن بلاده تنتظر قيام الإدارة الأمريكية برفع اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب " وواوضح في مؤتمر صحفي بالخرطوم أن " هناك عزما أمريكيا نود أن نصدقه بأن الادارة الامريكية ستبدأ فورا في الاجراءات المتعلقة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب". وقال الوزير السوداني أن هناك فرصة للاستفادة من الوضع الداخلي وما قمنا به من انفاذ لاتفاق السلام الشامل واذا لم تفلح هذه الجهود في تطبيع العلاقات السودانية الامريكية فان الولاياتالمتحدة تكون قد "قضت على نفسها فيما يتعلق بملف السودان".