يعتبر قطاع الثقافة من بين المجالات التي عرفت الكثير من الانجازات، خلال السنين الماضية، انجازات تجلت نتائجها مليا من خلال العديد من المكتسبات سنتها توجيهات المسؤول الأول على البلاد السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و حرصه الدائم والمستمر على إعادة رد الاعتبار للمثقف و الفنان و تشجيع الإبداع وإعادة للجزائر مكانتها كمنارة للأدب و الثقافة والفن الراقي الأصيل، والسهر على غرس حب القراءة و البحث والإبداع لدى الناشئة وفتح المجال أمام الاستثمار في الثقافة . انطلاقا من الحرص على تكريس حق المواطن في الثقافة الذي جاء ت به المادة 38 مكرر من مشروع التعديل الأخير للدستور، مرورا بمشروع قانون الفنان و بطاقته، إلى تعهد الدولة من خلال الدستور بحماية التراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي والسهر على الحفاظ عليه باعتباره مكسب كبير للمواطن، ودُسترت بنفس المناسبة الحقوق المجاورة له وعلى رأسها حرية الصحافة والحرية الأكاديمية. إضافة إلى الاعتراف للمواطن بحقوق التعبير والتأليف، وضمان حرية الابتكار الفكري والفني والعلمي، وعدم جواز حجز أي مطبوع أو تسجيل أو أية وسيلة أخرى من وسائل التبليغ والإعلام إلا بمقتضى أمر قضائي، يتجلى مليا إسهام الدولة الجزائرية في تثمين الثقافة و الحفاظ على التراث الجزائري الغني و تشجيع كل المواهب والإبداعات التي يزخر بها المجتمع، كما تسعى الدولة الجزائرية أيضا إلى حماية الحريات الأكاديمية وحرية البحث العلمي و تشجيعه و ترقيته وتدعيمه من خلال تسخير 20 مليار دينار سنويا له. الجدير بالذكر، أن كل هذه المكاسب التي حظي بها القطاع تصب في إطار تشجيع المجال الثقافي في البلاد، الذي عرف أيضا انتعاشا ملحوظا، خاصة في مجال النشر والإصدار و الكتابة، فالجزائر مواصلة في تدعيمها للكتاب و تشجيعها للمبدعين و الكتاب و خير دليل على ذلك «الصالون الدولي للكتاب « الذي يقام كل سنة مستقطبا إليه كبريات دور النشر الدولية وألمع الأسماء الأدبية والمثقفين من كل بقاع العالم. لا يقتصر هذا التحفيز على عالم الكتابة والإصدار فحسب، بل يتوسع ليشمل كل المجالات الأخرى فقد تعددت وكثرت المهرجانات في السنوات الأخيرة لتشمل بصورة إقليمية وعربية ودولية الفن السابع والمسرح والشريط المصور والشعر بكل أجناسه والقصة والرواية والفن التشكيلي والموسيقى والفن بصفة عامة.أصبحت المواعيد الكبرى كمهرجان تيمقاد الدولي و مهرجان جميلة، و مهرجان الشعر الملحون بمستغانم و مهرجان الفيلم العربي بوهران و مهرجان الإمزاد بتمنراست و الأيام الوطنية لمسرح الطفل والأيام الدولية للفلم القصيروالقائمة طويلة من بين المواعيد الهامة التي تستقطب اهتمام ذوي الاختصاص و الفنانين و المخرجين وغيرهم من كل دول العالم. يحظى الأدب هو الآخر بحقه من الاهتمام و الدعم، فقد انشأ المجلس الوطني للفنون و الآداب ، و تعددت الجوائز و المسابقات المشجعة للإبداع خاصة عند الشباب والمرأة، كما دعيت أيضا الجمعيات الثقافية إلى المساهمة في إثراء المشهد الثقافي و تنظيم الأنشطة والمساهمة في كل المحافل و المناسبات الوطنية والدينية. جاء قانون الفنان وحقوق التأليف والحقوق المجاورة، و كذا بطاقة الفنان لرد الاعتبار للمبدعين والمثقفين، وكانت الالتفاتة الطيبة التي سجلها تاريخ الثقافة في الجزائر هو تكريم السيد رئيس الجمهورية للنخبة المثقفة بإسداء أوسمة الاستحقاق الوطني لعدد كبير من المثقفين والباحثين والمفكرين والفنانين الأموات منهم و الأحياء عرفانا لما قدموه للجزائر و لتلميعهم لصورتها في الداخل والخارج.