ارتفع عدد المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة «السيدا» حيث أحصت الجزائر 66 حالة مرض جديدة و600 حامل للفيروس «أش ، أي ، في» منذ بداية السنة الجارية، وهذا راجع حسب الدكاترة المختصين الى تراجع الجانب التحسيسي الذي من المفروض أن تقوم به الجمعيات في مجال الوقاية من المرض، هذا ما جعل العلاقات الجنسية في الوسط الشباني الفئة الأكثر عرضة لهذا الداء الخطير تزداد. هذه الحالات الجديدة ترفع العدد الرسمي المسجل منذ ظهور الوباء في الجزائر الى 4745 حامل فيروس و1118 مصاب بداء السيدا، وهي أرقام تبقى بعيدة عن الحقيقة برأي المختصين. أكد الدكتور آيت مختص في الأمراض الجلدية بمستشفى ''القطّار'' أمس في حصة طبية في إذاعة ڤالبهجةڤ حول ''وباء العصرڤ ، من خلال معايشته لأول حالة لمرض السيدا في الجزائر سنة 1985، والداء حينها لم يكن معروف بعد لدى الأوساط الطبية الجزائرية، وكان المريض في ربيع العمر عانى من مرض السل وقد أبقي تحت الرعاية الطبية في مستشفى بني مسوس، غير أن العلاج لم يأت بنتيجة ، بل أصيب المريض بورم جلدي نقل إثرها الى مستشفى ''القطّار''، وهذا ما استدعى إجراء تحاليل دقيقة في المصل الموجب السيرولوجيا، التي أثبتت الاصابة بمرض السيدا. وأضاف الدكتور آيت علي أن الإصابة بالمرض كانت عن طريق العدوى من الخارج، لأن المريض كان قد عاد من فترة تربص بألمانيا، ومن خلال الاستجواب الطبي تبين أن هذا المريض كان شاذا جنسيا، وهذا ما جعله يتوصل الى حقيقة أن أكثر الطرق المؤدية الى الاصابة بالداء هي ممارسة العلاقات الجنسية بصفة غير شرعية، خاصة بين الشواذ، مبرزا في هذا الصدد أن عدد هؤلاء في تصاعد خلال السنوات الماضية، في ظل نقص الوازع الديني والأخلاقي. ومن جهته، أفاد الدكتور لونيس أن الاصابة بفيروس «أش ، أي ، في»، ممكن أن تكون من الأم الى الجنين الذي في بطنها، أو للرضيع لأن حليب الأم ناقل كذلك للفيروس، غير أن درجة انتقال المرض للطفل لا تتجاوز 40 بالمائة، مطمئنا بأن الاكتشاف المبكر له والخضوع للتداوي من قبل المرأة الحامل، يمكن أن يخفض من نسبة العدوى الى 2 بالمائة، وبالتالي يمكن انقاد الوليد من الداء المميت. ويمكن انتقال الداء كذلك -يضيف الدكتور لونيس- عن طريق نقل الدم، باستعمال وسائل غير معقمة، وقد بدد المتحدث المخاوف من الاصابة بالفيروس لدى أطباء الأسنان، مبرزا بأن هذا الفيروس الخطير من حيث مقاومته للمضادات الحيوية، والذي تكمن قوته في تمكنه في كل مرة من تغيير شكله، مما يسمح له بالاستمرار والتكاثر بصفة سريعة في الأوساط السائلة من جسم الانسان كالدم والنطاف. وذكر في سياق متصل، بأن الفيروس بالرغم من قوته في هدم جسم الانسان بعد أن يضعف جهازه المناعي بالكامل، هو ضعيف جدا يمكن القضاء عليه بتعقيم الوسائل الطبية، فاستعمال ماء جافيل يقضي عليه في 10 دقائق، وفي مدة أقل لا تتعدى 5 دقائق باستعمال الكحول. وبالنسبة للاصابة بالفيروس عن طريق الدم، يؤكد الدكاترة أن المسألة متحكم فيها، وهو نفس ما تضمّنه تقرير منظمة الأممالمتحدة لمكافحة السيدا لسنة 2010 الذي أشار الى أن الجزائر ترد ضمن البلدان التي تراقب فيها عمليات التبرع بالدم 100 بالمائة، ويتم ضمان نوعيتها من قبل مراكز التبرع بالدم. وفيما يتعلق بانتشار الوباء وحسب ذات التقرير، فإن النسبة في الجزائر تقدر ب 1،0 بالمائة من حاملي الفيروس.